كتم أنفاسه بعد انفتاح المكالمة ، أجابت بصوتها
الهادئ الذي يغلب عليه الجمود و الرسمية ، غلَّفهُ
التوتّر الشديد و ما عاد قادراً على تنظيم تنفُّسهأجابت مرةً ثانية ببعض التعجُّب.
- من المتكلِّم ؟!أخذ نَفَساً عميقاً و تحدَّث ببعض الخجل ،
و الحرارة تعصف بوجنتيه- مرحباً ، ريتا.
صمتت بدورها لِتُجِيب بخفوت : أهلاً.
- أعتذر عن إزعاجِك.
- لم أكُن مشغولة." ما هذه المهاتفة الباردة ، قل شيئاً جديراً "
- كيف حالكِ ؟
- بخير ، أشكرك.فتح نافذته بسرعة لِيَعْبر الهواء الغرفة
- هل أنت بخير ؟
سألته بعدما سمعت صوت الرياح تتلاطم بالستائر- أجل ، كُنتُ سأسألكِ..سؤالاً..هل بإمكاني ؟
- بالتأكيد ، إسأل.- هل أصبحنا فعلاً صديقين ؟ .. أعني أنكِ تعتبريني صديقاً حقيقياً ؟
- يمكنك قول ذلك ، نعم.
ساد الصمت بينهما سوى من الرياح التي تعبر من النافذة لديه ، أقبل على سؤال شيءٍ آخر لكنه تراجع في النهاية
- أتريد شيئاً ؟!
" تمنَّت أن يقول نعم لِتُطِيل المكالمة ، برأيها هذه فرصة لا تُعَوَّض في سماع صوته "
- إن كُنتِ متفرِّغة..بإمكاننا الخروج معاً ؟
دُهِشَت من طلبه المفاجئ ، زفَر بقوة كأنه أخرج
كلَّ ما كتمه بداخله- أَعِد ما قلته !
- هل بإمكاننا الخروج غداً ؟أبعدت سماعة الهاتف و تلفَّتت حولها.
" أنا لم أُجَن بالتأكيد ! "- هل شُفِيتَ تماماً لتخرج من المنزل ؟
- أجل ، عدا وجهي الذي تشوَّه ، فأنا بخير.
- لا تقل ذلك ، ستتحسَّن مع الدواء." أخبرتكم من قبل أنها لطيفة ، يا لروعتها ! "
- إذاً .. ما جوابكِ ؟ .. هل توافقين ؟
- حسناً، سأكون مسرورةً بذلك.
لفظت كلماتها بخجل.تهلَّل وجهه حبوراً ، أنهى المكالمة و بدأ الإستعداد لِلِّقاء من هذه اللحظة ، إحتضنت هاتفها بكفَّيْها و الإبتسامةُ الكبيرة تُزَيِّن وجهها.
- لا أصدِّقُ أنه طلب مني الخروج معه ، يا إلـهي أنا سعيدة بقدر صدمتي !
" أيها اللطيف ، مهما كُنتَ ستظلُّ جميلاً ، و جرحك يزيدك بهاءً ".
¡¡¡¡¡¡¡¡¡
[[
"
أخبرتُ أمي و أخي بأمر خروجي ، وقد شجَّعاني
بذلك ، كان جوابهما غريباً علَيْ ! ، تساءلتُ في نفسي
" ألا يخافان عليَّ في طريق ذهابي !؟ "ربما لأنهما يعلمان بمقدار شجاعتي لأحمي نفسي ،
كما أنهما يثقان بـ وَعْيِي و نوع الأشخاص الذين أخرج معهم عادةً ، و لكنني مرتاحةً لعدم تضييقهم عليَّ بكثرةِ الأسئلة.مرَرْتُ بمتجرٍ صغير ، شدَّتني مناظر الحلوى المصوَّرة على الزجاج ، دخلتُ واشتريتُ منها ثم خرجتُ
و أكملتُ وِجْهَتي نحو المكان الذي اتفقنا عليه.كُنتُ أشعر بالرضا عن كلِّ ما أفعله ، عن صداقتي لنيار
و لقائي به ، أشعر و كأنَّ السعادة تُقَرِّبُ خطواتها من قلبي ، بدأتُ أفكِّرُ باعترافي له بِـ كم هو شخصٌ مهمٌّ في حياتي ، في وقتٍ قصيرٍ فقط أصبح لوجوده معنى.ماذا يمكننا أن نفعل في هذا اللقاء ! .. في ماذا سنتحدَّث !
لابد ألّا يكون بين الأصدقاء أسرارُ خفية ، كيف سأحدِّثهُ عن حياتي .. و الماضي !! .. لديَّ ذكرياتُ سيئة
و طفولة مُرَّة ، لا أقدِرُ على اﻹفصاح عنها ، حتى له ، سيتفهَّم موقفي بكل تأكيد ، فهو لم يصادقني عبثاً
أو لذلك ، بل شأنه أكبر.
"
]]وصلت إلى المكان المنشود ، شاهدت العديد من التجمُّعات ، الناس هنا معاً لقضاء العطلةِ الأسبوعية بالمُتَنزَّه و المرح يستوطن تصرُّفاتهم
بحثت عنه عند المقاعد لكنها لم تجده ، إتصلت به
فوصف لها مكانه ، ذهبت إليه لتراهُ يلاعبُ طفلاً
صغيراً ، منظرهُ أشعل رغبةً في نفسها لمراقبته
عن بُعْد.إلتفت عندما شعر بوجودها ، إبتسم بعفوية و حُمْرَةُ خجلٍ تعتلي وجنتيه ، تبسَّمت هي كذلك و تقدَّمت ناحيته.
" ستبقى قصةُ ماضيِّ مخفية عن الجميع ، حتى نيار "
قلبي لا يحنُّ لماضٍ ،
أنا أتطلَّع للمستقبل ،
ولا أبقى مع الذكريات.
"' تــمَّــت '"
'ــــالــــنـــهـــــايـــةــــ'
![](https://img.wattpad.com/cover/88782167-288-k832313.jpg)
YOU ARE READING
عاصفة من المشاعر الثلجية
Teen Fictionبذل جُهدَهُ للحصولِ على اهتمامها ولم يدري بنظرةِ عينيه الخجولة أن يكْسِرَ برودها و يُزِيل الثَّلج عن حناياها أو يحصل على رِثاءٍ من مشاعرها فـ في قلبه خوفٌ وعلى لسانهِ زلَّةُ بوح ! البداية 1/11/2016 النهاية 12/12/2016 ــــــــــــــــــــــــــــــــ...
8 " إنجلت المشاعر "
Start from the beginning