2 " برود "

663 69 29
                                    

        
        
        
ألقت تحيّتها المعتادة على والدتها التي تجلس
قُرْب التلفاز

- أخبريني ماذا حصل اليوم ؟
      
     
سألتها والدتها على غير العادة ! ، و على وجهها ابتسامة غريبة !

فهمت ما ترمي إليه ، لكنها ادّعت الجهل واكتفت بقول " لا شيء " .
     
     
- هيا كُفِّي عن خداعي ريتا ، أعلم أن هناك الكثير حصل لِتُخْبريني به.

- قلتُ لكِ لا شيء .. ماذا يمكن أن يحصل غير الدراسة !

- أنتِ حمقاء ، كنتُ أقصد بشأن ذلك الفتى الخجول.

ها قد صرَّحت بما تريد معرفته ، كسى وجهها البرود
و تجاهلت ردَّ والدتها

- إنتظري .. هل رأَيْتِه ؟ تحدّث إليكِ ؟ ماذا فعل ؟
- لا شيء منها.
       
      
أغلقت الباب خلفها واستلقت لتنام.
لكنّ عقلها تشتَّت و تفكيرها انشغل به

" ماذا كان يريد ؟ ، و لماذا ألاحظُ أنه يراقبني طيلة الوقت !؟ بالتأكيد ليس شيئاً عادياً، ربما يريد تكوين صداقةٍ معي ، أَيُعْقَل ؟؟ .. مستحيل ، لكنه احتمالٌ وارد ، نيار .. ما القصةُ معك !! ، مع أنني لستُ متأكّدة إذا كان هذا اسمُك فعلاً، لكنه جميل "
     
      
- أتمنى أن يكُفَّ عن ملاحقتي لأنَّ هذا مُزْعِج

همست و أغمضت عينيها ، و في وسط أفكارها غرقت في النوم .
     
      
      
                             ¡¡¡¡¡¡¡¡¡
    
      
      
"

أزعجها صوت الهاتف يرن منذ فترة ، خرجت من
غرفتها بسخط من الشخص الذي يتصل بتكرار ،

نادت والدتها و أخاها و لم يُجِبْ أحد ، ظنَّت أنهما
خارج المنزل ، أخذت سماعة الهاتف و ردَّت بهدوء
مُعَاكِس لموجة الغضب التي تعتريها اﻵن .
    
     
- أهلاً، من يتحدَّث ؟
- مرحباً .. ريتا.

أربكتها نبرةُ الصوتِ الغريبة ، كانت نبرة رقيقة مصحوبة ببعض التلكُّؤ

- نعم ، من أنت ؟
    
    
- هل فعلاً لم تعرفيني ؟

ردّ بهمس ، لم تتحدّث ، كأن لسانها انعقد ، حاولت لكن لم يُسْعِفها صوتها.
      
    
- إفتحِ الباب ، ستعرفيني.
      
      
وجدت أخاها الأكبر يقف بجوارها لكنها انقادت بلا وعي نحو الباب لتفتحه.

رأتهُ يقف أمامها بكامل هدوئه ، بوجهٍ جامد يحدّق بها ، ملامحهُ غير واضحة

إبتسمت و صوتها خالٍ من الحياة عندما قالت
- أنت هو .. نيار .. مرحباً
   
   
تكرَّر صدى صوتها في مسمعها عدة مرات ، شعرت بالدُّوار و كل ما حولها صار سواد ...

"
       
      
     
فُزِعَت من نومها بذعر و هي تتلفَّت بأنحاء الغرفة

همست : يا إلهي .. ما كان هذا .. كيف وصل إلى منزلنا !!

عاصفة من المشاعر الثلجيةWhere stories live. Discover now