مسدت جبينها براحةِ كفِّها.

- أنا لم أفهم شيء ، إنه كابوسٌ مُشَتَّت
     
    
رفعت رأسها بعدم استيعاب : صحيح !؟ .. ما علاقةُ أخي ؟ .. كيف دخل إلى الحُلْم معي !! .. آه حمقاء ، إخرسي.
     
    
لطمت خدَّيْها و خرجت من غرفتها ، كانت الساعة تشير إلى وقتٍ متأخِّر من الليل.

- هذا غريب ، أول مرة أنام أكثر من تسعِ ساعات ،
و لكنني لستُ مُتْعَبة.

هزَّت رأسها متعجِّبة و عادت إلى غرفتها لِتَحُلَّ واجباتها المدرسية.
       
     
     
                             ¡¡¡¡¡¡¡
        
     
      
    
في الحافلة صباحاً وصلت إلى المدرسة ، إستَعدُّوا جميعاً للنزول
      
بلا شعورٍ منها دارت عيناها بين الطلاب لتبحث عنه ،
لكنها لم تَرَهْ ! ..
      
     
" مُتَغيِّب !! .. ربما هو مريض ، جيد لقد أراحني من إزعاجه "

وقفت بجانب البوابة و خطَرَ لها شيءٌ ظريف
" كأنه مجرمٌ من عصابة يلاحقني أينما ذهبت "
     
    
غطَّت يدها على فمها لتكتم ضحكتها ، لكنها انفلتت منها بسهولة

بمجرَّد أن رفعت رأسها انخرست و شحبت ابتسامتها

كان هو يقف مع أصدقائه و ينظر لها بذهول ، ربما لأنها المرةُ الأولى التي يسمع فيها ضَحِكَها و يرى وجهها مُشْرِق.
    
    
تلوَّن وجهها و فاجأتهُ استدارتها السريعة

" تباً له متى حضر ! .. هل أتى بحافلة أخرى أم وسيلةُ نقلٍ خاصة ؟ .. متأكِّدة لم يكُن معنا .. ظننتهُ مريض .. لكنه هنا و يبدو بحالٍ أفضل مني "
    
    
- عذراً .. صباحُ الخير

إرتعبت عند سماعها صوته ، هدَّأت نفسها و أخذت نَفَساً عميقاً

- أنا ..

قاطعته بكلماتها الحادّة : ماذا تريد اﻵن ؟

إرتبك : فقط أُلقِي التحيَّة.

- إذاً إبتعد
    
    
ذهبت بسرعة قبل أن يرُد ، لِتٌفَاجأ به يتبعها ..
توقَّفت بتذمُّر والتفتت إليه بصمت

إعتقد أنها فرصته الوحيدة للكلام لذا استغلَّها
و بدأ حديثه
     
     
- أنا إسمي نيار ، و أعرفكِ منذ فترة ، أنتِ ريتا ،
أنا أراكِ وحيدة دائماً ، أنتِ حادة الذكاء و مجتهدة كثيراً، و لأنكِ ذكية لا تملكين أصدقاء ، و السبب أن جميع زملائِكِ استغلاليُّون

- لكنني معجبٌ بشخصيَّتكِ الباردة ، و أعرف أن الأشخاص الذين يمتلكون هذه الصفة هم أشخاصٌ مميَّزون ، و أنا كُنتُ أراقب ما تفعلينه منذ وقتٍ طويل ، يبدو أنكِ لم تنتبهي سوى يوم أمس

- أردتُ قول هذه الكلمة من قبل لكن لم أستطع ،
هل .. تقبلين أن نكون أصدقاء ؟ .. رجاءً !
لا تُسِيئي الفهم لكنني مُصِرٌّ على طلبي .. أردتُ الحصول على انتباهِكِ و .. ها ....
      
       
قطع جملته حينما شاهد ملامحها ، إِحْمَرَّ وجهه لاستيعابه ما قاله

أمَّا هي لم تفهم كلامه المتقطِّع بالكامل ، بل فهمت بعضاً منه ، ذُهِلَت من اعترافه ، تغيّر لونها ولم تَعُد تستمع له من اﻹرتباك.
     
     
" معجبٌ بشخصيتي !! .. يريد صداقتي ..
أظهر غايته .. كان خجولاً و اﻵن .. تحدَّث ".
      
      
لم تنتظر منه أن يُكْمِل ، هرعت إلى داخل المدرسة بسرعة و لم تُعْطِهِ جوابها ، حاولت تجنُّبه و عدم الظهور أمامه ، حتى وقت الراحة اختبأت في صفها حتى لا يجدها

كانت متوترة للغاية ليس لسببٍ محدد !
بل لأنه فاجأها بطلبه ، و أول مرة شخصٌ يطلب صداقتها ، كانت تراهُ خجولاً جداً أمامها ،
لكن في هذا الموقف تكلَّمَ بجُرأة.
      
         
       
" أين البرود الذي وصفني به !؟ .. ما بالي أشعر
بأن وجهي ساخن ! "
      
     
إنتظرت على أعصابها حتى حان موعد اﻹنصراف ،
إستقلّت الحافلة و تعمَّدت الجلوس بمكانٍ مزدحم ،

شاهدته يجلس بعيداً مُدِيراً وجهه عنها ، تعجَّبت من تصرُّفهِ لكنها ارتاحت من ذلك ، على الأقل لن تشعر باﻹرتباك لوجوده.
       
       
      
     
                             " إنتهى "
     
      
      
    

عاصفة من المشاعر الثلجيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن