توقفي عن البكاء، توقفي وتأملي عيني ففيهما جمالاً لا يُطاق! مَسح على رأسها وقبّل أطراف شعرها الطويل اللامع. فأزالت شلالات حُزنها، وأشعلت الضوء لتنير ابتسامتها. نظرت في عينيه احتارت الكلمات لحيرتها فلم يخرج شيء، أبدعَا في الصمت. ولطالما كان الصمت لغة العاشقين. بسطت يدها على يده واحتضنتها اتسعت تلك اليد لها، دفّئت نيران جحيميه داخلها. سحب يده وسحب جسدها النحيل إليه، خبئها في صدره، طوقها وكأنه يقول "لا عيني تكفيكِ ولا يدي تفعل فارتحلي الى صدري فإليه الامان ومن قلبك السلام" غاصت بداخله التحفت يديه، وغطت في سبات مكنها من فهم مامعنى ان يكون لك رجل تحتضنيه، وتقبليه كطفل رضيع فيسقط قتيل مذبحة عينيك الذائبتين فيه عشقا! يهيم بكِ وحدكِ لن يترككِ ترحلين منه إلا إليه! يُفيقُ الصمت فترحل الأمنيات. يُعيدها الى الوراء بابتسامة متكلفة، فتبتسم لابتسامته فيعود ليحتضنها ويهمس في اذنها -أنا لا أستطيع أن أرى لكني حكمت عليكِ بالجمال لذا إن أنا أبصرتكِ يوماً حاولي أن تكوني جميلة بقدر حسنِ ظني. ضَحِكت حتى دمعت عينيها وازاحت جسدها عنه، وخَلعت رداء الحياء وقبّلته! قبّلة لمّ تَدم طويلا لكنها كانت كافية بجعله يَصرخُ فيها -عثتي في قلبي فساداً، آيا حمقاء إني رجل لا مستقبل لكِ معه! همست في اذنه-هذا كفيل ليُكبلك بي! -إن كانَ لي في الحياة كرةٌ أخرى سَأحِبُكِ فيها وإن كان لي في الحياة نبضة قلبٍ أخرى فسأعشقكِ فيها. -حمدٌ لله أنك لا تراني وإلا كنت فقدت الأمل من الحياة! هز كتفيه مع خيبة واضحة. -تعلقِينَني فيكِ، والأن تُخبريني بمدى قبحك! هذا ظلم! فرغم أني لا أذكر ملامحي الا أني أشعر بأني وسيم جداً. -أنى لك هذه الثقة؟!. -وقعتِ في شباكي، فكيف لي ألا أثق بمقدار وسامتي! عادت إلى صدره اعتصرته لتقول له بلغة لا يفهمها سواهما، دعني أوي إليك دثرني من هذه الحياة دع روحينا تتمزجان لنمسي واحدا دعني أحبك كما أريد وأدعك تحبني كما تريد احتضني، دع نبض قلبينا يتوافقان دعهما ينبضان سويا ولأجل نبض بعضهما البعض أحبني كشيء نادر ليس له ثمن أحبني كقمر لن تتكتفي الأرضُ منه. أحبني كالشجر والضياء وحضنك. -أغلق عينيك أرجوك! – لا يهم ان أغلقتها أم لم أفعل ففي كلتا الحالتين ظلام! –أغلقها فهي مازالت تخجلني -حسنا لكني لست في مزاج لسخا... -أحبُك. لم تنتهي كلمته لكن كلمتها ابتدأت داخله دوامات تعصف. أمسك يدها احتضن قلبها وهمس -دعينا هكذا أعتقد أني اشتقت إليكِ كثيرا. الحب هو الأمل الغبي المتعلقُ بكل ابتسامة ونظرة .. الحب قصة بدأها عاشقٌ أحمق ثم مات دونَ أن يحكي النهاية.
