وعود ابليس

8.1K 51 7
                                    

# وعود ابليس #

1- اللعب مع الشيطان

تعالى صوت الموسيقى من تيراس النادي الريفي ودنت الفتاة الواقفة عند نافذة غرفة الألعاب بصوت خافت مع الأغنية التي يرقص على أنغامها الراقصون

(الحب جميل من غير قبل ..... الحب جميل يا صديقي .... أجل )

وطافت على شفتيها ابتسامة خفيفة وتسللت إلى عينيها نظرة حزينة فما من أغنية أخرى قد تناسب مزاجها الحالي وكأنما الفرقة الموسيقية تعزفها لها وحدها

باد ديتغول كان جمل المظهرسليل أسرة معروفة وعرابتها موافقة عليه رغم ان مايا كانت تعلم منذ البداية انها لا تحبه ولكن الخطوبة تمت كما تتم عادة في عائلات باسادينا الرئيسية وفقا للتقاليد الاجتماعية ولضغط الأهل دون ان يتم رفضها ولكن بطريقة متسللة تشبه تأثير سحر القمر لإلى أن وجد الشاب نفسه يقدم الخاتم ووجدت الفتاة نفسها تقبل به مثل هذه الارتباطات لها سحرها الخاص ولكن اين الحب في هذا ؟؟ اين تصادم الشخصيات والطباع المثير؟

ومع ذلك فهي مدينة لغلورياارثر بالكثير فعرابتها تولت رعايتها منذ ان كانت طفلة بعد أن أفلس موريس كولين وانتشرت شائعات محمومة عن عملية احتيال وخلال السنوات التالية عاش والدها موريس في كوخ متداع في ماليبو الى ان اختفى يوما ما وساد الظن انه اغرق نفسه في البحر مع كل مشاكله وأصبحت مايا تحت وصاية غلوريا قانونيا والتى تولت كامل المسؤلية عنها وربتها وكأنها ابنة حقيقية لها وصرفت على تعليمها في مدارس عالية التكاليف غارزة في ذهنها ان موريس كان شخصا سيئا دفعزوجته قبل أوانها الى القبر ثم ورط نفسه مع محتالين قادوه في النهاية الى طريق السجن لو لم تدفع غلوريا للدفاع عنه لأفظضل محامي في كاليفورنيا .

ولم تستطع مايا ابدا ان تفهم لماذا كانت عرابتها تكره موريس فها كانت تأمل يوما في أن تتزوجه ؟ ولكن الواقع ان غلوريا كانت تذكر مايا دائما انها مدينة لها ويجب ان تظل عارفة بالجميل لتقديمها المنزل والثياب الأنيقة والمستقبل الثابت الذي جعلها مقبولة لدى أهل باد دينغول كزوجة لابنهم .

غلورديا كانت قد زرعت في مايا إحساسا قويا بالواجب حتى أنها قبلت أن تصبح مخطوبة لباد لأن غلورديا أرادت ذلك عل كل كان هذا القبول ردجميل ولو صغيرا نسبيا للأمان و الملاذ الجميل في المنزل الكائن في (سانا نيتا) والذي ظلت مايا تعتبره منزلها ولقد أحبت المكان بحديقته المليئة بأشجار الفاكهة وعصافير الجنة .

كانت تتذكر دائما مشاكل طفولتها المبكرة مع موريس ثم الأمان الفجائي للحياة في ساتانيتا الشئالوحيد الذي لا تزال تخاف منه هو ان تعود غير امنة من جديد الفكرة بحد ذاتها كانت كافية حتى ينتشر شعور جليدي في عمودها الفقري .

وتغيرت الموسيقى الى لحن أخر ولكن مايا لم تلاحظ هذا ولسبب مجهول تماما شعرت بمزاجها يتغير بشعور فجائي بالتوتر وكأنها لم تعد لوحدها ونظرت من فوق كتفها ولكنها كانت وحيدة في الغرفة مع ضوء خفيف على سطح طاولة البليارد حيث تستقر عدة طابات ملونة .

RomaceWhere stories live. Discover now