ذكر بنو انف الناقة

719 5 0
                                    


وقال في قصيدته:

قالت أمامة لاتجزع فقلت له 

إن العزاء وإن الصبر قد غلبا

سيرى أمام فإن الآكثرين حصى

والآكرمين إذا ما ينسبون أبا

قوم إذا عقدوا عقداً لجارهم

شدو العناج وشدوا فوقه الكربا

قوم هم الآنف والآذناب غيرهم 

من ذا يسوي بأنف الناقة الذنبا.

فصار هذا اللقب مدحاًلهم وفخراً بعد أن كان ضعة وذماً فصاروا يفتخرون به ويقولون نحن بنو الآنف،

ثم عرض الزبرقان ورهطه بقوله:

مانقموا من بغيض لا أبا لهم 

في بائس جاء يحدو أينقا جربا 

جاءت من بلاده الطور تحمله

حصباء لم تترك دون العصا شذبا

ثم مدحهم بقوله وهي من جيد شعره:

ألا طرقتنا بعدما هجعوا هند

وقد جزن غوراً واستبان لنا نجد

إلى أن قال:

وإن التي نكبتها عن معاشر 

علي غضاب أن صددت كما صدوا

أتت أل شماس بن لاي وإنما 

أتاهم بها الآحلام والحسب العد

فإن الشقي من تعادي صدورهم 

وذو الجد من لانوا له ومن ودوا 

يسوسون أحلاماً بعيداً أناتها

فإن غضبوا جاء الحفيظة والجد

أقلوا عليهم لا أبا لآبيكم

من اللوم أو سدوا كمثل سدوا

أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا  

وإن عاهدوا أوفوا وإن عاهدوا شدوا الخ...

وقال أيضاً وصرح فيها يهجو الزبرقان:

والله مامعشر لاموا امرأ جنبا

في أل لاي بن شماس بأكياس 

ما كان ذنب بغيض لا أبا لكم 

في بائس جاد يحدوا آخر الناس

لقد مريتكم لو أن درتكم 

يوما يجئ بها مدحي وإبساسى 

لما بدا لي منكم عيب أنفسكم 

ولم يكن لجراحي منكم آسى

أزمعت يأساً مريحاً من نوالكم 

ولن ترى طارداً للحر كالياس 

جار لقوم أطالوا هون منزله

وغادروه مقيماً بين أرماس 

ملوا قراه وهرته كلابهم

وجرحوا بأنياب وأضراس

دع المكارم لا ترحل لبغيته  

واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي 

من يفعل الخير لا يعدم جوازيه

لا يذهب العرف بين الله والناس.

فاشتكاه الزبرقان بن بدر إلى عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-

وقال إنه هجاني،فقال عمر:وماذا قال في هجائك؟

قال:قال كذا،وأنشده دع المكارم..البيت،فقال عمر:ما أسمع هجاء ولكنها معاتبة،

فقال الزبرقان:أو ما تبلغ مروءتي إلا أني آكل وألبس؟

فقال عمر :علي بحسان ،فجيء به فسأله عمر-رضي الله عنه-

فقال:لم يهجه ولكنه سلح عليه ،فأمر به عمر فجعل في قعر بئر وألقى عليه شيء,فجزع الحطيئة

جزعاً شديداً وتضرع إلى عمر وقال شعراً يستعطفه به فلم،يلتفت إليه عمر ثم شفع عبد الرحمن بن عوف

وعمرو بن العاص وغيرهما,فأخرجه،فلما مثل بين يديه قال:

بسم الذي أنزلت من عند السور

والحمد لله أما بعد ياعمر

ماذا تقول بأفراخ بذى مرخ

زغب الحواصل لا ماء ولا شجر

ألقيت كاسببهم في قعر مظلمه

فاغفر عليك سلام الله يا عمر

أنت الإمام الذي من بعد صاحبه

ألقى إليك مقاليد النهى البشر

فامنن على صبية بالرمل مسكنهم

بين الأباطح تغشاهم بها القرر.

أما أمير المؤمنين عمر بن الخطاب_رضي الله عنه_فإنه قد بكى لقوله،

ويقول عمرو بن العاص لذلك:ما أقلت الغبراء ولا ظلت الخضراء أعدل رجل يبكي على تركة الحطيئة.

ثم إن عمر-رضي الله عنه _أراد إرهاب الحطيئة فجعل يستشير قومه فيه ويقول ما أراني إلا قا طعاً لسانه

إيتوني بطست إيتوني بسكين إيتوني بموسى فهو أحد،

فقالوا:لا يعود يا أمير المؤمنين وأشاروا عليه أن قل لا أعود،فقالها ،فقال له:النجاء.

قصص من أمثال العربМесто, где живут истории. Откройте их для себя