قناع الحب الزائف (قصة فتاة مسلمة)

هذا يوم زواجك

كرم هو ابن عمة ساجدة، وهو صديقها المقرب. يحكي لها كل اسراره و كل همومه.

في الفترة الاخيرة، و منذ خطوبة كرم على منال ابتعد عنها و لم يعد نفس الانسان الذي عرفته.

هي تحبه، لا بل تعشقه منذ سنين لكنها لم تعرف بمشاعرها هذه الى يوم زواجه.

و ها قد جاء اليوم الموعود، يوم زواج كرم من منال.

كانت ساجدة في بيت عمتها نادية، خالة كرم الصغرى، حبست نفسها في غرفة فارغة و سمحت لدموعها بالانهمار.

دخل عليها كرم بدون ان تنتبه لوجوده، اغلق وراءه الباب و اقترب منها.

وضع يده على كتفها فانتبهت له. جففت دموعها، رسمت ابتسامة على وجهها و التفتت له.

نظر لها و فهم انه هناك ما يضايقها، سالها عن السبب لكنها انكرت وجود ما يضايقها.

لكنها لاحظت نظرة الحزن في عينيه فسالته.

-ماذا بك؟ تبدو حزينا للغاية على الرغم من انه يوم زواجك، يجب ان تكون سعيدا بهذا اليوم.

-هل تريدين الصراحة؟ لا انا لست سعيد لانني مجبر على هذا الزواج.

-مالذي سيجبرك على زواج لا تريده و هناك الف واحدة تتمناك.

-اخاف ان اقول لكي السبب فانزل من عينيك.

-مالذي حدث لك؟ مالذي حدث بيننا؟ نحن ابدا لم نكن هكذا، دائما كنا اعز اصدقاء، و كل اسرارنا لم نكن نخفيها عن بعض، مالذي غيرك؟.

-ساقول لكي كل شيء و لكن ارجوك لا تغيري نظرتك اتجاهي.

-بماذا تهمك نظرتي في حين لديك العديد من الاصدقاء.

نظر لها نظرة يأس فقالت سريعا

-حسنا، اعدك باني سأسمعك للاخير، ولن احكم عليك مادام ما تقوله شيء معقول، سأحاول ان اعذرك مهما قلت لي.

-هل تعديني بان نظل اصدقاء حتى بعد زواجي؟.

-ساحاول قدر استطاعتي.

-حسنا، الحكاية كالتالي، لكن ارجوكي لا تنفعلي و اسمعيني للآخر.

هزت ساجدة رأسها موافقة فاكمل هو.

-تعرفت على منال عندما كنت اعمل مع صديقي في المحل الذي استاجرناه معا، كانت تاتي دائما لتشتري من عندي اشياء و كانت تحاول التغزل بي. في الاول كنت اصدها دائما لانني علمت بانها تنتقل من فتى الى آخر، لكن في الاخير استسلمت لرغباتي و قلت لما لا اجرب حظي معها و الهو معها قليلا فهي من ارادت هذا.

تنهد كرم عميقا ثم اكمل كلامه.

-صرت الهو معها، هي و عشرة بنات آخرين، لم اكن ابدا مخلصا لاي منهن لاني لم احب اي منهن، ولكن رغم ذلك اكملت لهوي معهن فهن لم يمانعن على الاطلاق.

سكت قليلا عندما سمع شهقات ساجدة لكنه اكمل بعد ذلك.

-في يوم من الايام، كنت و هي في بيت زيد بحيث لم يكن هناك غيرنا، فحدث بيننا ما حدث. عندما سمع اخاها بما حدث بيننا، قام بضربها حتى كادت تموت بين يديه. جاءتني امها في ذلك اليوم الى المحل و ترجتني ان اتزوجها و الا فهم سيقتلونها، فأتت في اليوم الثاني و الثالث و الرابع، ولم تستسلم أبدا.

سكت و لم يرد اكمال كلامه بعد رؤية حالة ساجدة، لكنها نظرت في عينيه و قالت له بان يكمل كلامه فاكمل.

-رفضت الزواج منها، فأتاني اخيها و ابناء عمها بالسكاكين و هددوني باني ان لم اقبل الزواج منها فسيقتلوني و ها انا ذا.

بعد ان انهى كلامه ازدادت شهقات ساجدة و تعالت فاسرع اليها كرم و حضنها لكنها ابتعدت عنه و قالت.

-اياك و الاقتراب مني، فانت لست محرم لي، و كذلك هذا يوم زواجك فاذهب و احضن زوجتك و ليس انا.

بهذه الكلمات استجمعت قواها و اتجهت للحمام حتى تغسل وجهها و تعدل من مكياجها.

في قاعة العرس لم يبتسم كرم ولا حتى ابتسامة صغيرة فقد كان نفوره من زوجته منال واضحا على وجهه بينما هي كان التملك واضحا عليها.

طوال السهرة و كرم لم يبعد نظراته من على ساجدة في حين هي كانت تتفاداها طوال الوقت.

حان وقت ذهاب العرسان الى منزلهم، فتجمع الناس وراءهم لتوديعهم لكن كرم ترك يد عروسته و عاد الى ساجدة حتى يراها.

-انا حقا آسف، اتمنى ان ما قلته لكي لن يغير من نظرتك اتجاهي.

كان هو يتكلم و هي كانت مديرة وجهها للاتجاه الآخر.

-انظري الي ارجوكي، لا افهم لما انت منزعجة هكذا، لقد قلت انك لن تحكمي علي ابدا، انت صديقتي الحقيقية الوحيد التي ارتاح لها، ارجوك لا تفعلي هذا.

-من الجيد انك تعتبرني مجرد صديقة، ليس مثل حالتي، على الاقل يمكنك الاستمرار بحياتك في هناء.

-لست افهم قصدك، ارجوك فسري لي.

ما ان رأت منال قادمة لاخذه حتى قالت له.

-هيا اذهب، زوجتك تنتظر.

و ما ان انهت كلامها حتى احس كرم بيد تسحبه للخلف، و اكتشف انها منال، فلم يكن بيده الا ان يخرج ممسكا بيدها من القاعة.

و ذهب هو و هي الى منزلهم الذي كان هدية من اخيه.

************************

اعلم ان البارت قصير لكن اعدكم بانني ساحاول ان اجعله اطول في المرات القادمة.

استمتعوا بالقراءة.