زواج مبكر....فشل مبكر

20 1 5
                                    

أنا كل مرة بتكلم عالقيود و القهر اللي بيفرضوهم علينا أهلنا و المجتمع بصفة عامة، بس المرة دي هاتكلم عن مقلب أحنا بنروحلوا برجلينا و بنبقي بهبلنا مبسوطين اوي و احنا بنلف المشنقة حوالين رقبتنا....
مشنقة حرير بتخدعنا بنعومتها و شكلها الحلو و بعدين تفاجئنا أنها أهم سبب خنقنا و مسود عيشتنا و مطلع ميتين أبونا!!
الجواز المبكر......

اليومين دول كتير من الشباب بيتجوزوا بدري.
ما هو لما يبقوا متصاحبين من أعدادي و بسلامتهم عملينلي فيها عنتر و عبلة بس بلبس المدرسة، لازمع اول حاجة ينطقوها أول ما يتخرجوا (عايزين نتجوز!!!)
و دول مش بيبقوا زي زمان مجرد اتنين كانوا بيحبوا بعض في المدرسة من بعيد لبعيد، لا...دول بتبقي أمة لا إله إلا الله عارفة أن همة مع بعض. ومش بس كدة، دول بيخرجوا مع بعض و بيحضنوا بعض في الصور و كاعين من دم ألبهم و ألب أهاليهم رصيد و هدايا يكفوا بلد بحالها. و مش هدايا زي بتاعة زمان يا دوب علي قد دبدوب احمر بتدوس علي أيده يقول  I love you بيتجاب في عيد الحب و خلاص علي كدة...دلوقتى انت لو جبت أقل من سلسلة فضة أو perfume مركة هاتقولك سكتك خضرة. يعني دول لو فكروا يفركشوا هايستخصروا المصاريف اللي اتدفعت و الوقت اللي راح 😂 😂

المهم... طول الفترة دي (فترة الصحوبية) البنت و الولد بيبقوا مستنيين لحظة التخرج. اللحظة اللي هيحققوا فيها كل أحلامهم و يبقوا مع بعض بجد بقي من غير ما حد يقدر يقولهم تلت التلاتة كام.
الولد ساعتها بيلبس الحتة اللي علي الحبل و يجر أبوه و أمه وراه غصب عنهم عشان يخطبولوا ست الحسن و الجمال اللي ناوي يخطفها علي حصان أبيض و يشد بيها علي تايلند يقضوا شهر العسل.
و طبعاً أهل السندريلا مش هيقدروا يفتحوا بقهم. دول متصاحبين بقالهم سنين و خلاص كل الشلة عرفت ان بيري تبع زيكو و محدش يقربلها، يعني حتي لو سابته مفيش حد من أصحابهم هيقربلها أو يتقدم لها.

بعد كدة بقي بتبتدي فترة الأحلام الوردية اللي بيطلق عليها الخطوبة! الفترة دي بقي كل واحد من الأتنين بيبتدي يعلي سقف أحلامه و يبني لنفسه حياة خرافية زي اللي في الحواديت...
البنت بتبتدي تشوف نفسها و هي بفستان الفرح و هي "بين أدين حبيبها" و بيرقصوا سلو و الناس كلها مبحلقين فيهم و بيفصصوا فستنها و شعرها و ماكياجها. لا و الولد كمان بيقعد يفكر في هايجيب بدلة بكام و الساعة الغالية جداً اللي هيبهر بيها المعازيم.

الصدمة!!
هي دي بقي اللحظة اللي بتتحطم فيها كل الأحلام و الأمال دي علي صخرة الواقع... أيه الكلام الكبير اللي أنا بقوله دة. المهم...الصدمة دي بقي بتبدأ بعد شهر العسل ما بيخلص بشوية. خلاص مافيش جديد بيحصل...مافيش لهفة أن حاجة هاتحصل تاني...خلاص اتخطبوا و اتجوزوا و عملوا فرح ماحصلش و اتصوروا و هم راكبين الفيل في تايلند...طب و بعدين....
هنا كل واحد فيهم بيبتدي يكتشف أن الجواز مش زي ما كان متخيل؛ هي بتعرف أنهم مش كل يوم و التاني هيخرجوا يتعشوا برة عشي رومانسي علي ضوء الشموع، و هو بيتأكد أنها مش هتقعد تدلع فيه ليل و نهار و تقوله يا بيبي!
الصدمة دي بتحسس كل واحد فيهم أنه اتخدع و خد مقلب عمره و أنه اتسرع....مش بس في قرار الجواز، دة يمكن في إنه دخل العلاقة دي كلها من الأول. و لأن الإنسان بطبعه بيكابر و مبيحبش يعترف باندفاعه أو بأي قرار غلط بياخده كل واحد فيهم هايحاول أنه يقاوم الاحساس دة.
في الأول  هايبتدي يتجاهل الموضوع و يعمل نفسه مش واخد باله و يوهم نفسه انه اساساً كان عارف إن الجواز كدة. بعد كدة لما يلاقي الحياة أسودت و مبقتش تتعاش بيبتدي يرجع لورا شوية. بيرجع للخطوبة و يحاول يدلع نفسه و اللي معاه...يعني يمكن الحياة تهدي شوية. و لما الحل دة مابينفعش (و دة لأن صعب جداً إنك تبقي الخطيب الكيوت اللي بيدلع و تتحمل المسئولية دي مع مسئولية دورك كزوج) بيلجأ للعصبية و يبتدي يتلكك للترف التاني علي كل حاجة بيعملها، حتي لو من غير قصد. الحل دة بيخليه يطعاطف مع نفسه و يحسسه انه اتظلم و إن المشكلة كانت في أختياره لشريك حياته مش في قرار الجواز نفسه. و الفترة دي بقي البيت بيبقي مولع نار ولا كأن داعش محتلاه. و تفضل كدة المناوشات شغالة لحد ما كل واحد فيهم بيوصل إنه يسرخ بأعلي حسه و يقول ( الله يلعن أبو الجواز علي اللي عايز يتجوز!!! أنا أيه اللي أنا عاملته في نفسي دة!!) ساعتها بقي كل واحد فيهم بياخد موقف من فكرة الجواز عموماً و ينضم للفرقة العالمية للأزواج التعساء و مهمتها توعية أي حد مقبل علي خطوة الجواز بالمصيبة اللي هو رايح يعملها و الجريمة اللي هايرتكبها في حق نفسه و مش هايبقي علي لسانهم غير جملة واحدة (يا ريتني كنت سمعت كلام اللي قالي ماتتجوزش!!)

و علي فكرة كل المشاكل دي مش بس عشان همة مش مستعدين نفسياً لخطوة الجواز، همة مش مستعدين لأي فكرة فيها مسئولية بالحجم دة.
يعني تخيلوا معايا كدة اتنين لسة متوظفين جديد شايلين بيت كامل بكل مصاريفه و هما اصلاً بيقبضوا ملاليم.

المهم...خطوة الجواز دي خطوة مش سهلة محتاجة ناس مستعدين لها نفسياً و مادياً. أوعوا تتصرعوا في الخطوة دي و انسوا كل الأحلام الوردية اللي في دماغكم دي؛ الجواز مش كدة خالص، مش عش صغير يكفينا و حتة جبنة تشبعنا، لأنكوا هاتلاقوا ان حتة الجبنة دي مش هاتشبعكوا و العش الصغير دة هايتحول لسجن بيخنقوا وبيخنق حبكوا و جوازكوا. و اوعوا تفتكروا ان حب العمر هو اللي احنا بنحسوا من و احنا صغيرين يالعكس، حب العمر هو اللي احنا بنحسه لما نكبر و نفهم يعني ايه حب....هو دة نوع الحب الوحيد اللي هايصمض ادام دوامة الجواز (لا أنا فعلاً افورت النهاردة) لأن حب العيال دة هايصدمك...هايصدمك لما تكتشف ان العيل الصغير اللي انت حبيته دة كبر و اتغير و مبقاش زي الأول.
متجوزووش و انتو صغيرين لأن جواز مبكر يعني فشل مبكر!!!
سلامه عليكم

سلامه عليكواWhere stories live. Discover now