ألـفصل التاسـ؏

ابدأ من البداية
                                    

رفع نظره ورجع للشاشة :

ــ تشبهينها كثيرًا يا ابنتي لذا أحب أن أرى صورة عمتك يوميًّا !

* * * * * * * * * *

" الرجوع ! "

استغربت الطريق الذي يسلكه ،
توقف عند منزل ضخم ، نزل و نزلت خلفه خافئة بترقب .
فتح باب الفيلا و دخل قبلها ، دخلت خلفه و أسرعت راكضة لغرفتهما ، استوقفها صوته المستهزئ :

راشـد:ــ لمَ تركضين؟ أنت معي في المنزل لمَ تهربي هه !

التفتت إليه و رجعت :

فادية:ــ ماذا ستفعل ؟

هز كتفه و تكتف :

راشد:ــ الكثير و أنت تعرفين !

أومأت برأسها :

فادية:ــ أولها بأن تضربني ! أليس كذلك ؟
راشد:ــ هممم نعم أظن كذلك !

تراجعت إلى الخلف بخوف ، ضحك بسخرية و من ثم عاد إلى ما كان عليه :

راشد:ــ من الآن فصاعدًا ستعملين في هذا المنزل أفهمتِ؟

نظرت إليه بصدمة :

فادية:ــ أنا سكرتيرة لدي الكثير من الأعمال غدًا !

هز رأسه و ابتسم :

راشد:ــ المرأة خلقت لمنزلها !

اقتربت إليه بغضب :

فادية:ــ أين الآية التي قال فيها الله عز و جل بأن المرأة خلقت لمنزلها أو حديث النبي عليه الصلاة والسلام ؟

عبث برأسه باستحقار :

راشد:ــ لم يقول أحدًا أن المرأة خلقت لمنزلها ولكن زوجك راشد قال لك ذلك و أنت سوف تخدميه أتفقنا ؟

دفعته بضعف :

فادية:ــ لا لا اتفق لا اتفق

كان ينتظر بأن تبكي و تشكو مثل عادتها و لكن لم يرى ذلك!
رأى حزنٌ عميق داخل عينيها و لم يفهم مغزاه ،
" الهذه الدرجة قسوت عليكِ ؟ "

نفض أفكاره و أقترب إليها بتحدي :

راشد:ــ ستوافقين رغمًا عنك ِ!

أشاح بوجهه إلى غرفة الخدم و صرخ مناديًا بأسماءهن .
خرجن الخادمات و رؤوسهن منحنية باحترام :

ــ نعم سيدي

اقترب إليها أكثر و عينيه محدقة إليها بتركيز و تحدي :

راشد:ــ إجازتكن شهرًا كاملا هيا أخرجن

رجعت خطوة إلى الوراء قائلة بضعف غير معتاد :

فادية:ــ شكرًا

نظر إليها بصدمة :

راشد:ــ شكرًا ! !

بلعت غصتها قائلة بابتسامة :

فادية:ــ نعم أشكرك

أمسك بكتفيها :

راشد:ــ لماذا لماذا أصبحت ضعيفة لماذا ؟ ماذا جرى لتلك العاقلة و الصارمة أين هي ؟

ابتسمت بعكس اللهب اللذي بداخلها :

فادية:ــ ذهبت

أضافت :

ــ نعم ذهبت و لن ترجع

هزها بقوة :

راشد:ــ سترجع سترجع
فادية:ــ كلا

رفعت يديها و هزتها بقوة لتبعد يدين راشد و استدارت لتذهب ، القت نظرة على المنزل كان مغبرًا جدًّا زمجرت :

فادية:ــ ماذا كُنَّ يفعلن طيلة هذه الأيام ؟

تنهدت و أمسكت بالمساحيق و بدأت بالتنظيف ، ربما رجعت أيامها القاسية ، هزت رأسها :

ــ الرجوع نعم

كان متكتف اليدين و ينظر إليها بشفقة ، أمسكت بسلم طويل للغاية لتصل إلى إحدى المزهريات لتنفضها ، تسلقته ،
و كان متأكدًا مئة بالمئة بأنها ستقع, تقدم خلفها دون ملاحظتها ، أمسكت بها و بدأت تمسحها ،
شعرت بأنفاسه تداعب ساقيها ، انتفضت بخوف قبل أن تلتفت و هوت بين يديه ، رفعت رأسها و رأت وجهه ، كان خائفًا جدًّا
عليها :

راشد:ــ هل أنتِ بخير ؟

همست :

فادية:ــ نعم أنا بخير

حاول أن يطيل الحديث ، أضافت :

فادية:ــ هلا أنزلتني أريد أن أنتهي من عملي

أنزلها و بصوتٍ عالٍ :

راشد:ــ انتبهي في مرة القادمة و لا تنظفي الأماكن العالية !

ابتعدت عنه بسرعة و أمسكت بالسلم ، أخذه منها و ذهب ، أخذت المزهرية و بدأت تنظفها من جديد . .

 أرواح تـائهـه↭حيث تعيش القصص. اكتشف الآن