4

35.6K 803 5
                                    

(4)
لمعت عينى حمزة ببريق غامض ، وأردف بنبرة مرغمة
.. - تمام ، ابعتلى العنوان فى رساله .. وانا عليا الباقي !
و نظر لهاتفه .. وظل يكتب رسالة لشخص ما وضغط على زر إرسال ، وفى تلك اللحظة رن هاتفه بوصول رساله جديدة
***
في شقة ما بمدينة السادس من اكتوبر ...
خرجت الاء من حجرتها واتجهت الى غرفة الصالون وجدت اخيها يجلس على اللاب توب الخاص به وحوله الكثير من الأوراق ، ذهبت تجاهه خلسه وهى تمشى على اطراف اصابعها حتى اصبحت خلفه ، وكانت تمسك بيديها بالون ودبوس وفجأة فرقعت البالون عند اذن اخيها .. بينما انتفض هو اثر ما فعلته هى قائلا
.. - اية فى اية !؟
قهقهت هى بصوت عال ، فهم ما كانت تفعله .. فتلك هى عادتها منذ الصغر والغريب انه لم يسلم منها يوما ً منذ وفاه والديهم
امسك باذنيها قائلا ً .. - مش هتبطلى حركات العيال بتاعتك دى ، قطعتيلى الخلف ..!
زمت شفتيها فى غضب طفولى ، واردفت بمرح
.. - ميزو .. انا كل شوية بعمل فيك الحركات دى ، وكل شوية بتقطع الخلف اية الجديد يعنى !!
همهم قليلا ، ثم قال فى جدية مصطنعة
.. - هممم .. الجديد يا ستى انك بوظتيلى ورق الشغل ووقعت النيسكافية عليه ..
نظرت للورق ثم قالت وهى تضع يديها على شفتيها قائلة فى صدمة
.. - اوبس ..!
ثم اكملت .. - تعيش وتاخد غيرها يا ميزووووو
وانطلقت من امامه حتى وصلت الى الباب ، ثم قالت بصوت عال
.. - مازن .. انا رايحة الجامعه ، سلام
***
كان ادهم يتجول بسيارته قليلا ً ، ثم وجد اتصال هاتفى من زميل له يعمل معيد بجامعة القاهرة
.. - ادهم باشا ، اية يا عم من ساعة ما بقيت ظابط وانا مش بشوفك !
هتف بذلك صديقة ، وكانت نبرته تحمل القليل من العتاب
انتهز ادهم فرصة فراغه وقرر مقابلة زميلة
.. - طب انت فين دلوقتى
تعجب زميله ثم قال
.. - انا فى الجامعه
ادهم بإبتسامة .. - حلو قوى مكانك يا بطل انا جايلك حالا ً
واغلق الإتصال متجها ً لجامعة القاهرة
***
اتجه حمزة نحو سيارته وانطلق بها نحو العنوان المدون فى هاتفه ، وبعد القليل من الوقت وصل إلى الملجأ وترجل من سيارته .. ودخل الى الملجأ سئل على اسمها ردت عليه المسئولة قائلة وهى تنظر له
.. - لا هى زمانها هتيجى من الكلية دلوقتى
حمزة بتساؤل .. - هى بتدرس ..!
المسئولة .. - اه ، فى كلية هندسة .. فى ناس كل سنة يبعتوا فلوس للملجأ وليها بالأخص ..
وبعد قليل من الوقت .. وصلت هى وظلت تلقي التحية على الجميع بمرح وعفوية ، وصلت لديه ووقفت امامه .. رفعت نظرها حتى تتمكن من النظر اليه ، وهنا ظهر فرق الطول الواضح بينهما .. وقالت بعفوية
.. - مين حضرتك ، قالولى انك عايزنى
حمزة .. - انتى تقي صح ..!
ردت فى تهكم .. - لا ماشاء الله عليك .. نبيه !
حمزة بعدم فهم قائلا .. - افندم ..!؟
تقى بجدية .. - لا ولا حاجة ، ايوة انا تقى .. عايزنى فى اية !
حمزة بنبرة عادية .. - ابدا ً انا من طرف مامتك وباباكى وجاى اخدك ..
ظهرت السعادة على وجه تقي ، وهتفت بنبرة غير مصدقة
.. - بجد !
حمزة بعدم اكتراث
.. - ايوة ، واتفضلى حضرى شنطك علشان هنمشى انا مستنيكى برة
اومأت برأسها فى تفهم ، ولملمت جميع متعلقاتها .. وودعت الجميع .. وخرجت وجدته يقف مستندا ً على باب سيارته ويضع كلتا يديه فى جيوب بنطاله .. ذهبت اليه قائلة
.. - انا جاهزة ..!
فتح لها باب السيارة ، ثم قال فى جدية
.. - اركبى
انصاعت تقي لما قال واستقلت السيارة بجانبه .. وانطلق بها
لم تكن تعرف تلك القطة البريئة انها وقعت حتما ً فى براثن الذئاب ..!!
- يتبع -

قطه في براثن الذئابWhere stories live. Discover now