مشى لاماسو برفقة الكونتيسة و لقمان في طريق مستقيم يبدأ بِشُجيرات و ينتهي بها، و اي احد يمر هنا بمثل هذا الوقت سيكون بإمكانه رؤية الأشجار و الأزهار المُتعانقة، تحت سماء تلك الليلة الغير مُقمرة. الا انهُ مكان بعيد عن متناول الناس، و هو الانسب لإخفاء آلة الزمن، و قد كانت هناك رائحة عطِرة تملأ المكان و تعيد الروح لعابري السبيل.
مشى لاماسو و هو يدرك انهُ قد اقترب من النهاية و يدرك كذلك انه لا يوجد هناك شيء ينتظره سوى احلام مُبعثرة و حب بلا امل.
انتحت الكونتيسة بـلاماسو جانبًا و قالت:- اودُ أن اخبركَ شيئًا.
- ما هو؟
- لقد اوصتني انجلاين بمتابعة اخبار صديقتها رين و اظن انك تعرفها؟
- اجل اعرفها.
- يؤسفني أن اقول لك إن تلكَ البنت قد تلقت عِدة رصاصات عن طريق الخطأ حين خلت المستشفى من الاطباء والممرضات بسبب تدهور حال البلاد، لقد خرجت وحدها في الشارع و ماتت هناك، انا اسفة.
- لا عليك فتلكَ البنت لها حظ مثل حظ الدجاجة، تصنف من الطيور لكنها لا تطير...ربما هي اخيرًا سترتاح...و اظن إن انجلاين ستحزن حين تسمع هذا الخبر.
- على كل حال لم يكن بالبيد حيلة...حين عرفت بشأن وفاتها احسست بأنك ستموت ايضًا...لو حدث ذلك كنتُ سألوم نفسي كثيرًا لو خسرتك كما خسرت جبران.
- لكن هأنذا حيٌ ارزق.
- انتَ قمت بمجازفة كبيرة، ثم كيف تهربت من الشخص الذي امرناه بمراقبتك؟
- لقد كان احمقًا بكل بساطة.
أنت تقرأ
•لامــاســو | Lamassu
Historical Fiction• مـثل عرُوض الـدُمى، حولَ أيادي الـجَميع خيوطٌ تُحرِكَهُم، أما من أعتبرَ نفسهُ حُـرًا، لم يختلف كثيرًا ! سوى إنهُ كان جاهلًا بحقيقة إن خيوطهُ كانت مـَرخيةً أكثر من غَيرهِ.