[ الحادي عشر من أيلول 2001 - 9:00 صباحًا ]
نظرت بوابة المسرح بفخر.. تلك النظرة التي لم تتغير منذ اربعة عشر عامًا، تنتابها تلك المشاعر المبهمة و المختلطة التي لم تفارقها يومًا، خطت قدماها برشاقة علي السلم لتصعد للمسرح الفارغ تمامًا، لقد أتت مبكرًا للتتدرب
وضعت حقيبتها بعيدًا و نظرت لمعدتها، لن تمنعها تلك الاصابة من تحقيق حلمها، ستطلب من الرب أن يكون الطبيب قطب جرحها جيدًا و هو لن يخذلها
اخذت نفسًا عميقًا مستعدة للقيام بذلك لكن عندما بدأت صرخت صرخة اهتزت بسببها حوائط المسرح " لن أضيع فرصتي في التدريب " همست لنفسها و هي تزحف لحقيبتها
جلست بجانب الحقيبة و اغمضت عيناها، كانت تؤمن بتلك المقولة التي تقول ' لنا في الخيال حياة اخري ' لذا بدأت تري حياتها الاخري في خيالها.. تنهي رقصتها و الجميع يصفق، صوت الصفير يعلو اصوات احاديث الجميع عن انبهارهم بها
ها هو يقف هناك يصفق و الإبتسامة تُزين محياه، عيناه البنيه تلمع، تستطيع رؤيتها تلمع من بين جميع الحضور كالنجمة الوحيدة في سماء ليلة مظلمة
ابتسمت لنفسها كالحمقاء و هي مغمضة العينان قبل أن تقرر أن هذا يكفي، يجب ان تعود لحياتها الحقيقة السخيفة، فتحت عيناها بملل قبل ان تصرخ من هول ما رأت امامها " أنت ماذا تفعل هنا "
" انا أتيت لأن اختي احتاجت توصيلة، و قررت ان ابقي هنا لأحظى بمقعد مناسب للعرض اليوم " و كأنها لا تعرف أنه من يصطحبها لهنا منذ اربعة عشر عامًا، و كأنها لا تنتظر قدوم عدوتها اللدودة فقط لتري شقيقها
" حسنًا خذ مقعدك و ابتعد لأنني اتدرب " وقفت مرة اخري و امسكت معدتها بألم " انتِ بخير ؟ " كيف لا يفهم انها لا تريد شفقته ؟ " انا بخير و الان ابتعد من فضلك اخبرتك اريد ان اتدرب "
تنهدت و هي ترفع ساقها ثم تنزلها بسرعة بألم قبل أن تقع علي الأرض " أنتِ لستِ بخير بلا شك " صعد علي المسرح و رفع قميصها ليكشف عن الضمادة المبللة بالدماء علي خصرها " يا إلهي ما هذا أنتِ لا يجب بكِ التواجد هنا "
تجمدت كالصنم و هي تنظر لعيناه البنية، تكاد تقسم أن الحنان يفيض من عيناه كالشلال، افاقت نفسها و ابتعدت عنه " ابتعد عني ارجوك انت لا تفهم أنا يجب ان اقدم عرضي اليوم، يجب أن أحصل علي المركز الاول لا الثاني ولا الثالث، الاول "
امسكت حقيبتها و قادت نفسها لمدخل المسرح، أمسك هو ذراعها بلطف فأزدادت سرعة نبضات قلبها " انا ادرس الطب و أنا اخبرك انكِ تحتاجين للراحة لا يهم كم تريدين الفوز اليوم حياتكِ اهم "
ضحكت و سحبت ذراعها من بين يده " اخبرتك.. انت لن تفهم "
[ الثالث من آذار 1987 - 11:00 صباحًا ]
YOU ARE READING
علي حافة الهاوية
Short Storyاعتذر لك عن صمتي وقت لزم الحديث اعتذر لك عن سقوطي عندما استلزم الامر النهوض اعتذر لك عن الليالي التي قضيتها أبلل وسادتي بدموع خوفي اعتذر لكم جميعًا عن موتي رغم انني لازلت علي قيد الحياة لكن انا اليوم مع كل حركة اشعر انني احترق.. احترق ككرة النار.. ل...