الفصل 37 + 36

2.7K 102 5
                                    

الفصل السادس والثلاثون

رسالة من السيد غاردنر

ارتاحت إليزابيث لاستلام جواب عن رسالتها بأسرع ما يمكن. ثم هرعت إلى الغابة الصغيرة حيث كان احتمال مقاطعتها ضئيلا, وجلست على أحد المقاعد وتهيأت لما ينتظرها من سعادة. فطول الرسالة أثبت أنها لا تحتوي على رفض عن سؤالها.

"ابنة أختي العزيزة,
لا بد أن أعترف بدهشتي من سؤالك. فأنا لم أتوقعه منك. إن خالك مدهوش مثلي تماما. وهو لو لم يعتقد بأنك علمت بالموضوع, لما أقنعه شيء بالتصرف كما فعل. لكن إذا كنت حقا جاهلة, فينبغي أن أوضح ذلك.

ففي يوم عودتي من لونغبورن استقبل خالك زائرا لم يكن على الإطلاق متوقعا. فقد زاره السيد دارسي واختلى به في غرفته لبضع ساعات. لقد جاء ليخبر السيد غاردنر أنه اكتشف مكان شقيقتك والسيد ويكهام وأنه رآهما وتحدث إليهما ـتحدث إلى ويكهام مرات وإلى ليديا مرة واحدة. ولقد فهمت أنه جاء إلى لندن بعدنا بيوم واحد للبحث عنهما. قال أن خطأه كان التكتم على فساد ويكهام إلى حد أن أية شابة تقع في حبه أو تثق به. ألقى اللوم بسخاء على كبريائه الخاطئ واعترف بأنه اعتقد أن من غير اللائق الكشف عن متاعبه الخاصة للناس. ثم قال أن من واجبه أن يحاول إصلاح ما حدث من إثم بسببه. أما إذا كان لديه دافع آخر, فإني واثقة بأن ذلك لن يسيء إليه.

كان لديه من يساعده في بحثه أكثر مما كان لدينا. كان هناك السيدة يونغ التي كانت ذات مرة مربية للآنسة دارسي والتي فصلت عن عملها لسبب من الأسباب. فاتخذت لها مسكنا كبيرا في شارع إدوارد وأخذت تؤجر الغرف. كان يعلم أن السيدة يونغ هذه هي صديقة حميمة للسيد ويكهام, فذهب إليها ليطلع على أخبار عنه. مضى يومان أو ثلاثة أيام قبل أن يتمكن من الحصول على المعلومات منها. وأعتقد بأنها لم تخن صديقها من دون رشوة, فهي كانت في الواقع تعرف مكانه. وهكذا استطاع صديقنا الطيب أن يحصل أخيرا على العنوان. رأى ويكهام ثم أصر بعد ذلك على رؤية ليديا. كان هدفه الأول أن يقنعها بالتخلي عن وضعها المشين والعودة إلى أصدقائها. لكنه وجد ليديا مصممة تماما على البقاء حيث كانت. أعرضت عن أي درة لترك ويكهام. وكانت واثقة من زواجهما في يوم من الأيام. ففكر السيد دارسي أن العلاج الوحيد كان الزواج والإسراع به. لكنه سرعان ما علم أن هذا لم يكن هدف ويكهام. فقد كان لا يزال يتطلع إلى تكوين ثروته عن طريق الزواج في بلد آخر. ومع ذلك كان خاضعا لإغراء الأمل في الحصول على مساعدة عاجلة. فالتقيا عدة مرات, حيث كانت هناك أكور كثيرة مطروحة للنقاش. وقد أراد ويكهام من دون شك أن يحصل على أكثر مما يعرض عليه, ولكنه أقنع أخيرا بأن يكون معقولا. وعندما تم الاتفاق على كل شيء بينهما, كانت خطوة السيد دارسي التالية هي إطلاع خالك على ما جرى. ومثلما قلت, تحدثا كثيرا. وكان زائرنا عنيدا جدا. وإنني أعتقد يا ليزي أن العناد هو العيب الحقيقي في شخصيته. لقد أتهم في مختلف الأوقات بالوقوع في أخطاء كثيرة, ولكن هذا هو الخطأ الفعلي. فما من عمل ينبغي القيام به إلا وقام به. بنفسه, مع أنني متأكدة من أن خالك كان على استعداد لتحمل المسؤولية بطيبة خاطر. تجادلا لوقت طويل, ولكن خالك اضطر أخيرا إلى الرضوخ. والحق أنني أعتقد بأن رسالتك في هذا الصباح قد منحته فرحا عظيما, لأنها طلبت إيضاحا من شأنه إبداء المديح لمن يستحقه. ولكن, يا ليزي, لا ينبغي أن يعرف ذلك أحد غيرك, وغير جاين على الأرجح. وأظن أنك تعرفين جيدا ما الذي تم فعله من أجل الشابين. فقد اتفق على تسديد ديونه البالغة أكثر من ألف جنيه. وهنالك ألف أخرى ستدفع لها, كما سترفع رتبته في الجيش.







رواية كبرياء وتحامل العالميةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن