الفصل 33 + 32

2.7K 87 2
                                    

الفصل الثاني والثلاثون

أيام صعبة

بقيت السيدة غاردنر والأطفال في هارتفورد شاير بضعة أيام أخرى. وساهمت الأولى برعاية بنات أخت زوجها لوالدتهن وكانت مصدر راحة عظيمة لهن. كذلك قامت خالتهن الثانية بزيارتهن تكرارا للترويح عنهن, كما قالت. وبما أنها لم تأت من دون قصة جديدة عن تبذير ويكهام أو انحرافه, فقد كانت تغادر البيت دائما تاركة إياهن أكثر حزنا من السابق.

وبدأ أهالي مريتون يجدون مساوئ الرجل الذي كان, منذ ثلاثة أشهر فقط, ملاكا تقريبا. وقال الجميع أنه مدين لكل تاجر في المنطقة, وأنه أسوأ شاب في العالم, وبدأ الجميع يكتشفون أنهم ارتابوا دائما بطيبته الظاهرة.

وفي يوم الثلاثاء تلقت السيدة غاردنر رسالة من زوجها, قال فيها أن السيد بنيت لم يعثر بعد على الزوجين, لكنه ليس مستعدا بعد لمغادرة لندن.

كان كل يوم في لونغبورن يوما قلقا, وكانت الفترة الأشد قلقا فيه هي تلك التي يتوقع فيها وصول البريد. كان وصول الرسائل الدافع الأول إلى نفاد الصبر في كل صباح. وكان من المتوقع وصول أخبار مهمة في أي يوم.

ولكن قبل أن يكتب السيد غاردنر مرة ثانية, وصلت رسالة من السيد كولينز باسم أبيهن. كانت جاين قد كلفت بمهمة فتح كل الرسائل التي تأتي إليه, وحيث أن إليزابيث كانت تعرف أن رسائله لافتة للنظر, فقد قرأت الرسالة أيضا.

"سيدي العزيز,
أشعر أن من واجبي كقريب أن أبلغك تعاطفي بالنسبة إلى الحزن العميق الذي تقاسيه الآن. فالسيدة كولينز وأنا, يا سيدي العزيز, نتعاطف بصدق معك ومع كل أفراد عائلتك المحترمة في محنتكم الراهنة, التي لا بد أن تكون في منتهى المرارة, لأن الزمن لا يمكن أن يعيد الأمور إلى نصابها. إن موت ابنتك كان يمكن أن يكون نعمة بالمقارنة مع ما حدث. بل إنه لمن المؤلم أكثر أن هذا التصرف السيء من جانب ابنتكم قد نشأ, كما أخبرتني شارلوت العزيزة, من سوء التربية. وفي الوقت نفسه, قد يريحك ويريح السيدة بنيت أن أعتقد أن طباعها لا بد أن تكون سيئة أصلا, وإلا لما ارتكبت إثما بمثل هذه الخطورة في سن مبكرة. وفي أي حال أنت في حال يرثى لها. ولا تشاركني في هذا الرأي السيدة كولينز فقط, بل الليدي كاثرين وابنتها اللتان أطعمتهما على محنتك. إنهما تتفقان معي في الخوف من أن هذا التصرف من إحدى البنات سوف يسيء إلى حظوظ الأخريات. فمن ذا الذي سوف يتزوج, كما تفضلت الليدي كاثرين وقالت, بإحدى بنات هذه العائلة؟ إن هذا التفكير يجعلني أتذكر بارتياح متزايد حادثة معينة حدثت في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي, فلو كان قد حدث غير ما حدث, لكنت قد تورطت في كل ما حل بكم من حزن وعار. فلتسمح لي, إذن, يا سيدي العزيز, أن أنصحك بأن تتخلى إلى الأبد عن ابنتك التي لا تستحق محبتك, وأن تتركها تتحمل نتائج إثمها".

عاد والدهن إلى المنزل يوم السبت. وقد وافق, بعد أن ثبط همته الافتقار إلى النجاح, على رغبة السيد غاردنر بأن يعود إلى عائلته. فيما يقوم السيد غاردنر بما هو ضروري. وعندما أخبرت السيدة بنيت بذلك, لم تعبر عن رضاها بالقدر الذي توقعته بناتها, نظرا إلى القلق الذي ساورها بشأن حياة زوجها.





رواية كبرياء وتحامل العالميةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن