الفصل 35 + 34

2.6K 90 6
                                    

الفصل الرابع والثلاثون

الخبر السعيد

انتشر الخبر السعيد حالا في المنزل وبين الجيران, الذين تلقوه بفلسفة لائقة. والحق أن الحديث في هذا الموضوع كان يمكن أن يكون أكثر إثارة لو كانت الآنسة بنيت قد وصلت إلى المدينة,أو لو كانت قد عزلت عن الدنيا في بيت ريفي بعيد. ومع ذلك كان هناك مقدار وافر من النقاش حول زواجها. أما الأمنيات الطيبة برفاهيتها من قبل عجائز مريتون التواقات إلى الإغاظة فقد تواصلت, فبصحبة مثل هذا الزوج كانت تعاستها أمرا مؤكدا.

وفي هذا اليوم السعيد, اتخذت السيدة بنيت مقعدها ثانية عند مقدمة مائدتها وقت العشاء. كانت تتمتع بروح متوثبة. ولم يوهن أي إحساس بالخجل ابتهاجها بالنجاح. فزواج إحدى بناتها, الذي كان هدفها الأول منذ أن كانت جاين في السادس عشرة من عمرها, أوشك أن يتحقق. وكانت أفكارها وكلماتها كلها تتمحور حول الملابس والعربات والخدم. وقد انهمكت في التفكير في المنازل المجاورة التي تناسب ابنتها, من دون أن تأخذ بعين الاعتبار كم سيكون دخلهما.

تركها زوجها تتكلم من دون أية مقاطعة بينما كان الخدم في الغرفة. ولكن عندما غادروها قال لها: "سيدة بنيت, قبل أن تتخذي أحد أو كل هذه المنازل سكنا لابنتك وصهرك, دعينا نتفهم شيئا واحدا. لن يدخلا أي منزل في هذا الجوار. لن أستقبل أيا منهما في لونغبورن".

وتلت هذا التصريح مناقشة طويلة, سرعان ما أدت إلى أخرى, عندما وجدت السيدة بنيت بذهول وهلع أن زوجها لن ينفق أي جنيه على ملابس ابنته. لم تستطع السيدة بنيت أن تفهم ذلك. وكان إحساسها بالعار من ارتداء ابنتها ملابس قديمة في يوم زفافها يفوق أي عار من بقائها مع ويكهام لمدة أسبوعين قبل إتمام الزواج.

كانت إليزابيث آسفة حقا لأنها, في غمرة حزنها, أطلعت السيد دارسي على مخاوفها بشأن شقيقتها. وما دام زواج ليديا سيتم قريبا جدا, فقد كان يحدوهم الأمل في إخفاء بدايته عن أولئك الذين لم يكن لهم صلة بالموضوع. كانت غير خائفة من ذيوع النبأ عبر أوساطه. وكان هناك بضعة أشخاص من الذين يمكن أن تعتمد على تكتمهم. ولكن في الوقت نفسه لم يكن هناك أي شخص تحترم رأيه أكثر منه. كان بينهما آنذاك خليج يتعذر اجتيازه. فحتى لو كان زواج ليديا جديرا بالاحترام, فالسيد دارسي لن يرتبط بعائلة ضمت إليها رجلا كان يستحق ازدرائه.


........................

الفصل الخامس والثلاثون

يوم الزفاف

حان يوم زفاف شقيقتهما. فأرسلت العربة إلى ليديا وويكهام ليعودا بها وقت العشاء. وكان وصولهما موضع تخوف من الأختين الكبيرتين في عائلة بنيت, وبخاصة جاين, التي أحزنها التفكير في ما لا بد أن تشعر به ليديا.

ثم جاءا. وكانت العائلة في غرفة الفطور لاستقبالهما. ارتسمت الابتسامات على وجه السيدة بنيت عندما توجهت العربة إلى الباب. وبدا زوجها رزينا وبناتها خائفات وقلقات ومتلهفات.

رواية كبرياء وتحامل العالميةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن