{ النهاية }

Start from the beginning
                                    

أسكتها:

ـ هشششش.. ابتعدي عنه.. إن شقيقتك في الغرفة المجاورة وقد نامت للتو.. ولو علمت أنكِ السبب في ايقاظه.. قد تفتك بكِ..

ضحكت سهير وهي تسأله:

ـ ألن تدافع عني؟..

بحلق عينيه بذعر مصطنع:

ـ أنا!!.. أواجه أختك المتوحشة.. إن الجميع يمشي على أطراف أصابعه منذ ولادتها.. خوفاً منها.. ألن تعود الى بيتها؟.

ابتسمت سهير وهي تتأمل الرضيع الصغير الذي بلغ أمس شهره الأول..

ـ ستعود غداً إن شاء الله.. إن رؤوف في غاية السعادة لعودتها

أجاب بوقاحة:

ـ بالطبع.. فأنا أدرك شعوره.. أنتِ تلازمين شقيقتك منذ شهر كامل.. وأنا في غاية الشوق..

صاحت به بحرج:

ـ منذر.. أيها المحتال.. لقد كنت معك منذ ثلاثة أيام.

ضمها لصدره بقوة:

ـ حقاً.. لماذا إذاً شعرت بهم وكأنهم ثلاثون يوماً!

تملصت منه:

ـ دع عبثك الآن.. فوالدتي ممكن أن تدخل في أي لحظة..

ثم أردفت بشقاوة:

ـ آه.. أعتقد إنك يجب أن تعتاد على الشوق قليلاً.. فالطبيبة أخبرتني اليوم أنني حامل في الأسبوع الخامس..

صرخ منذر بقوة:

ـ حقاً!..

ارتفع صراخ الطفل مفزوعاً من صوت منذر المرتفع.. فهتفت سهير:

ـ ستقتلك نورا..

اجابها بجدية:

ـ كلا من المستحيل أن تقتل والد زوجة ابنها!

حملقت به بحيرة.. فأخبرها بحزم:

ـ نعم.. أنني أريد فتاة صغيرة!..

جاء من خلفه صوت نورا وهي تخبره بنزق:

ـ ألم تعلمكم التجربة يا أحفاد الجيزاوي ألا تتحدوا بنات شموس!

***************

كانت الوليمة المعدة.. للاحتفال بعقيقة..

"نور الدين عبد الرؤوف عبد الله الجيزاوي"

يوماً مشهوداً بحق.. وقف فيه الجيزاوي الكبير بنفسه ليشرف على الذبائح.. والموائد التي امتدت في حديقه قصره.. وجاءت جموع الناس لتهنئ العجوز وحفيده الشاب بوريث عائلة الجيزاوي الصغير..

ابتسم عبد الرؤف.. لقد أطلق رؤوف على ابنه اسم نور الدين.. يعلم أنه أطلقه عليه لأنه مشتق من اسم نورا.. تلك الفتاة الرائعة التي اضاءت حياة حفيده.. بعد أن عاش سنوات عجاف..

قيد القمرWhere stories live. Discover now