{ الفصل 5 }

59.5K 1.1K 121
                                    


دخلت شموس إلى الغرفة بهدوء ظاهري لا يعكس الانفعالات التي تموج بداخلها.. ففي النهاية هما ضيفتان في بيتها, ومن الواجب عليها الترحيب بهما...

قالت بهدوء وهي تحيي قمر رغم الغصة في حلقها:

ـ مرحباً.. أهلاً بكِ يا قمر..

وتوجهت لنعمات لترحب بها بالمثل:

ـ أهلاً بكِ..

كانت تعرف أنه ترحيب فاتر ولكنها لم تستطع أن تفعل أكثر من ذلك.. فكيف يمكنها الترحيب بها وهي ستكون...

ابتلعت غصتها بضيق وهي تدعوهما إلى الجلوس وتسألهما عما تودان تناوله وتلقي كلمات الترحيب المعتادة.. ولكن كان ذلك يتطلب منها مجهوداً فوق طاقتها ويبدو أن قمر استشعرت ذلك فبادرت بالسؤال:

ـ كيف حالك يا شموس؟.. وما هي أخبار البنات؟..

أجابت شموس باقتضاب:

ـ بخير..

عادت قمر تحاول صبغ بعض الودية على الحديث:

ـ وكيف حال أخي, هل تواجهه أي مشاكل في العمل؟..

أجابت شموس باختصار:

ـ كل الأمور على خير ما يرام.

ارتأت قمر الدخول في الموضوع مباشرة بعد ردود شموس المقتضبة:

ـ أين العروس؟..

أجابتها شموس بغضب مكتوم:

ـ موجودة.. ستأتي حالاً..

قالت جملتها وهي ترمق نعمات بقهر عجزت عن اخفائه، فهي رفضت أن تكون نعمات زوجة ثانية لعبد السلام لتدور عقارب الزمن خمسة عشر عاماً وتصبح نور القمر ابنتها زوجة ثانية لرؤوف زوج نعمات.. آه.. إن الغيظ والقهر يقتلانها قتلاً..

كانت لتكون أسعد أم على وجه الأرض لو جاء رؤوف خاطباً لابنتها.. ولكن بدون تلك الزوجة التي تكبره بخمسة عشر عاماً وتكبر ابنتها هي بخمسة وعشرين عاماً أو أكثر..

إن نعمات في عمر يكفي لتكون أم لنور القمر وليس ضرة لها.. أي منطق هذا؟.. وكيف ستتعامل ابنتها مع ذلك الوضع الغير طبيعي بالمرة..

ـ لكِ الله يا نورا يا ابنتي.

هذا كان تفكير شموس بينما كانت نعمات صامتة في وجوم.. فما المفترض بها قوله وهي ذاهبة لكي تخطب لزوجها!!!... ولكنها وجدت أن سكوتها هذا سيؤخذ عليها خاصة مع نظرات شموس المسمومة نحوها..

فتنحنحت كي تجلي صوتها وهي تخاطب شموس:

ـ أعتقد أنكِ تملكين فكرة جيدة عن سبب وجودنا الآن.. فلا داعي للمقدمات.. فنحن يسعدنا التقدم بطلب يد الآنسة نور القمر ابنتك.. لرؤوف...

صمتت قليلاً ثم أردفت:

ـ زوجي..

قاطعتها قمر بحسم:

قيد القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن