{ النهاية }

68K 1.9K 290
                                    


اندفعت سهير تركض بسرعة بين طرقات المستشفى.. حتى وصلت إلى طابق الولادة.. فوجدت.. الجميع متواجد.. والدها ووالدتها.. ورؤوف وعمتها قمر بالطبع.. ولكن رؤوف كانت تبدو على وجهه ملامح الرعب الشديد..

وهو يذرع ممر المستشفى ذهاباً وإياباً متمتماً ببعض الآيات القرآنية..

فاقتربت سهير من إمها التي هللت لرؤيتها وهي تحتضنها وتسألها:

ـ متى وصلتما؟..

أجابتها سهير:

ـ الآن.. كيف حالها؟

طمأنتها شموس:

ـ لا تقلقي.. كل شيء على ما يرام..

التفتت إلى رؤوف الذي كان يحادث منذر.. وعادت لأمها:

ـ إن رؤوف يبدو على وشك قتل أحدهم.

مطت شموس شفتيها:

ـ فلندعو ألا يقتل الطبيب.. فنورا ما زالت تحتاجه..

كادت تفلت قهقه من سهير ولكنها تحكمت في نفسها.. وهي تعاود السؤال:

ـ منذ متى هي بالداخل؟..

ـ أخبرتك ألا تقلقي.. لقد قضينا الليلة بالمشفى في انتظار اللحظة التي يقرر فيها ابن أختك الخروج إلى النور.. وهي بالداخل منذ نصف ساعة فقط..

ضحكت سهير وهي تسأل:

ـ ابن!!.. لماذا يصر رؤوف على إنها فتاة إذاً..

تأملت شموس التغيير الذي أصاب ابنتها.. فهي أصبحت أكثر انفتاحاً.. أكثر ارتياحاً.. وبالطبع تبدو سعيدة..

أجابتها:

ـ لا تهتمي.. إنه يريد فتاة.. وهي عندما علمت أن الطفل صبي.. كانت تجاريه فحسب.. أظن أنه متأكد أنها تحمل ولده وليست ابنته ولكنه يشاكسها فحسب..

ابتسمت سهير بمرح وهي تتبادل نظرات دافئة مع منذر الذي كان يلوح لها خفية.. وعندها انطلق صوت صراخ طفل صغير لينبأ باشراقة حياة جديدة..

تحرك رؤوف بسرعة.. نحو غرفة العمليات.. فخرجت إحدى الممرضات وهي تبتسم له:

ـ ألف مبروك.. لقد رزقك الله بصبي وسيم كوالده..

خر رؤوف ساجداً ليشكر ربه على المنحة الرائعة وكذلك عبد السلام الذي حمد ربه أولاً على سلامة ابنته فهو كتم رعبه منذ أن علم أن نورا داهمتها آلام المخاض.. لا يريد تذكر ذلك اليوم الذي دفن فيه ابنه.. بدون حتى أن يرى عينيه مفتوحتين حتى ليعرف ما كان لونهما..

ضحكت الممرضة بسعادة وهي تبارك لهما ثانية:

ـ ألف مبروك مرة ثانية

وتوجهت لرؤوف وهي تسأله:

ـ ألا تريد أن تهنئ زوجتك بنفسك؟

قيد القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن