{ النهاية }

Start from the beginning
                                    

اندفع رؤف نحو حجرة الولادة.. ليجد نورا تحتضن ابنهما.. قريباً من قلبها.. وتبدو على ملامحها معالم الإرهاق الممتزجة بسعادة صافية..

تحرك ليجلس بجوارها.. ولفها بذراعه.. ليضمها هي وابنهما تحت جناحه.. ويطبع قبلة طويلة على جبهتها.. وهو يهمس:

ـ شكراً لكِ.. شكراً لكِ.. وآسف بشدة.

همست بعجب وهي تريح رأسها على كتفه:

ـ لماذا الأسف؟..

اجابها بحب:

ـ لقد أرهقكِ ابني حتى يخرج إلى الدنيا.

ابتسمت وهي تجيب ببساطة:

ـ أحبك..

دخل والديها عليهما وشموس تصيح:

ـ لن أستطيع الانتظار حتى تنقلوها إلى غرفة خاصة.. سأراها الآن.. وماذا في ذلك.. أنها غرفة ولادة.. وليست مكتب رئيس الجمهورية..

ابتسمت نورا لوالديها واندفعت والدتها لتحتضنها:

ـ ألف مبروك يا حبيبتي.. وحمداً لله على سلامتك..

ـ سلمكِ الله يا أمي..

والتفتت لوالدها:

ـ ألا تريد أن ترى حفيدك يا أبي؟..

اقترب أبوها ليحمل الطفل الصغير ويتجه نحو رؤوف الذي نهض ليقف بجانب الفراش عند دخولهما..

مد عبد السلام الطفل لرؤوف:

ـ هيا يا رؤوف.. احمل ابنك حتى يتعرف الصبي على والده..

حمل رؤوف الطفل برعب شديد.. كان خائفاً أن يسقطه.. ولكن ما أن حمله حتى فتح الصغير فمه الوردي كأنه يتثائب ثم ظهرت بسمة خفيفة على وجهه..

فصاح رؤوف:

ـ إنه يبتسم لي..

هتفت نورا بغيرة:

ـ لا أصدق بعد كل ما عانيته في حمله وولادته يبتسم لك.. وأنت من كنت تدعوه بالفتاة طوال فترة الحمل..

اجابها رؤوف:

ـ هذا يعلمك أن تستمعي لكلامي المرة القادمة.. وأنا أخبرك من الآن أنني أريد فتاة صغيرة..

ارتفع ضحكات الموجودين من حولهما.. وتنحنحت الممرضة تطالب الجميع بالخروج حتى يمكن للأم الصغيرة أن ترتاح..

قبل أن يخرج أذن رؤوف في أذن ابنه اليمنى.. وأقام الصلاة في أذنه اليسرى.. ثم سلمه لنورا كي تبدأ أولى مهامها في اطعامه..

***************

وقف منذر وسهير يراقبان الطفل الصغير والذي بدا هادئاً كملاك صغير..

داعبت سهير وجنته الناعمة بدفء وهي تسأل منذر:

ـ هل ترى كم هو جميل وناعم!..

قيد القمرWhere stories live. Discover now