- 3 -

116 2 0
                                    


قالت السيدة : أعوذ بالله من هوى لا يستلذ مع مرارته ولا يستطاع لشدته ولكن خير اﻷمور أوسطها وأعدلها والقصد أو لى ، ثم قالت : يا مدام (خذي) -1- الطنبور وغننا صوتاً ، فأخذت الجارية الطنبور وسوته واندفعت تغني بهذه الأبيات حيث تقول [كامل] :

وصلت من أهوى (ولات) -2- ملاما

ورأيت خلعي للعذار -3- قواما

وبذلن جهدي للهوى وتجلدي

وهجرت لذاتي فصرن حراما

ووصلت أشجاني وبت مسهداً

ومنعت عيني أن تذوق مناما

وصرمت حبل الصبر عن طوع الهوى

وجعلت تسكاب الدموع ذماما -4-

مالي عزاء ، ولا لي راحة

حتى ألاقي للقضاء حماما -5-

قالت السيدة : أعوذ بالله من زفرات الحب وفقدان اللب ، فمن دهي به فقد دهي بعظيم ، وانقطع الغناء لقول السيدة وعطست رياض [6و] عطستين -6- ، فقالت السيدة : الله أكبر الضيف معنا ، قومي يا رياض فعسى ضيفنا طرقنا ، فبينما نحن كذلك إذ سمعنا نقر وتر بسطاعة -7- أخذ في الطويل ثم في الكامل ثم اندفع يغني بهذه اﻷبيات حيث يقول [كامل] :

ما (للحبيب) -8- كوته نيران الهوى

وشوى الغرام فؤاده وضلوعه

وغذا يروم وصال إلف جائر

حتى يرى فوق الجيوب -9- دموعه

يشقى ويلقى كل يوم كربة -10-

من دهره ومن السقام وجيعه

يا (محيي الشوق) -11- القلب معمود -12- الحشى

عيناه تذرفان للشجون دموعه

هجر الرقاد فبات يرعى للدجى

نجماً يريه أفوله -13- (وطلوعه) -14-

فالليل سهد -15- ما يعالج هجعة

منه وإن أبدى الصباح ([ولو]عه) -16-

ونهاره شوق يعض بنانه

ومساؤه يبدي إليك خضوعه

فكفاك من قلب تعبده الهوى

طاف الغرام به فبت -17- جميعه

بياض ورياضWhere stories live. Discover now