البارت14 ( قطع الاتصال الغير متوقع )

50 2 14
                                    

( ادخل!! ) قالها رئيس القسم لتفتح الباب و تدخل فتاة بشعر اصفر ذات ملامح ناعمة و عينان زرقاوتان باهتتان فتحت ثغرها سائلتا ( هل لي بسؤال سيدي؟! ) ليجيب و هو ينظر للملفات امامه.. ( نعم اسألي اندوينا.. )

تمتمت اندوينا بارتباك بينما تثبت ناظريها عليه ( ماذا حدث بينك و بين ميلاد؟ )..

لا اجابة فقط صمت مع عدم مبالات لما قالته..
رفع نظره بتثاقل ثم اغلق ملف الاوراق الذي امامه بعد ان تنهد ( ماذا حدث؟ انا لم افعل شئ غير اني اوكلتكم مهمة جديدة! ) قابلها بهذه الكلمات التي التمست البرود في معناها..
لترد عليه بينما تحدق به متسائلتا اي نوع من الاباء يكون فهل يجد ابنته في قمة السعادة مثلا؟.. ( انا لا اقصد ما حدث بينكما قبل بضع ثوان.. بل ما حدث بينك و بينها سابقا!! ) قالتها بغضب بسيط بينما لا تزال تنظر له بثبات ليجيب بكل سلاسة ( انسة آندوينا الا ترين انك تماديتي في سؤالك؟ ) قالها ليشبك يديه مع بعض و يضعها على مكتبه ذو الون النجمي.. عيناها الناعستين المضيقتين بتفهم لما يفعل تخترق عيناه الغير مبالية و السكون المرتكز بهما.. الصمت سيد الموقف نظراته لا تدل على شيء فقط يحدق في عيناها بينما هي اخذت تحلل نظراته لكن عبثاا لم تفهم هذا السيد الذي امامها.. كأنه كتلة من الصخر.. لا قد تهين الصخر ان شبهته به.. قلبه قالب ثلج مرة عليه عصور لم تلتمس جدرانه حرارة تذيبه و لو قليلا..

( لو كان ابي مكانك هنا! ما كان ليجعلني اذرف دمعة واحدة.. او حتى اشعر بالحزن بسببه.. ابدا ما كان ليحدث هذا!! عليك ان لا تنسى ذلك يا سيدي.. ) قالتها بقسوة بينما تخبئ حزنا عميق داخلها.. اردفت قائلتا بانحناء بسيط ( اعتذر منك سيدي.. اذ اخذت من وقتك القليل لاكلمك عن ابنتك.. اسفة على ازعاجي لك.. ) خرجت من الغرفة قبل ان تسمع منه اي رد حتى..
اغلقت الباب لتتركه هو و قسوة كلماتها التي القتها عليه.. كلماتها جعلته يتجمد مكانه متخذا الصمت حلا لاخفاء حزنه.. كلماتها حركت الثلج الذي تراكم فوق قلبه..
اغلق عيناه ثم اعاد ظهره ليلامس الكرسي.. لتاتيه ذكريات الماضي مجسدتا على شكل جوادين ابيض واسود.. يتسابقان في ما بينهما.. يتصادمان لتظهر فقط ملامحه تارة متؤلمة و تارة ابتسامة صغيرة تزين وجهه الذي زينته علامات الدهر.. ( اه يا " بيتر " ابنتك كبرة و باتت تنتقدني.. ليتك هنا لتراهاا كم كبرة و كم اصبحت تشبهك) قالها بابتسامة حزينة متذكرة للماضي..

خرجت انادوينا و الغضب متلبساا محياها.. لا تصدق ذلك العجوز الذي لم يبالي لابنته.. و كانه تعمد جرحها.. احزانها.. بحثت بعيناها لعلها تجدها لكن عيناها لم تلتقط احد يحمل مواصفاتها

خرجت من المبنى و هي تفكر اين عساها ان تكون؟ اشاحت نظرها لتجد سيارتها في مكانها تنهدت براحة لتفكر اين ذهبت؟
بدات بالتحرك للبحث عنها.. تمشي بينما تتمتم بانزعاج من والد ميلاد..

****
بدأت شهقاتها تهدأ شيء فشيء معلنتا عن استسلامها للامر الواقع.. تنهدت بعمق و حزن ثم رمت بجسدها على العشب المبلل بقطرات الندى التي لا تزال ملتصقة به.. نظرها معلق على اوراق الشجرة التي تجلس تحتها.. نسيم الرياح يحركها بشكل بطيء و جميل و كانها تتراقص امامها.. مع كل حركة للاوراق تضرب اشعة الشمس التي تتخلل بين ثغرات الاوراق عيناها لتلمع ببريق حزين بسبب دموعها التي لا تزال في عيناها.. اغلقت عيناها لتعلن الدموع فراقها..

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jun 16, 2016 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

سَأحَقق إنْتِقاميWhere stories live. Discover now