الفصل الثالث/ وانكشف السر

14.5K 309 2
                                    

نظرة واحدة من ايفوري اوكيف تصرخ قلقا : بحق السماء يا طفلتي ... ما الذي حدث ؟
اخبرتها منيرفا ما حدث وأكملت : لم استطع ترك الشال انه آخر هديه من غاي قبل موته
-    ومن هو غاي ؟
-    كان خطيبي
هزت ايفوري رأسها متفهمه : افهمك لكن لاتخاطري بحياتك هكذا مرة اخرى .... يا آلهي .... لابد ان ماركوس غاضب جدا
رد صوت راعد عميق : بل كنت اكثر من غاضب امي .... تحولت الى مجرم !حين افكر بما كان سيحدث لها اتمنى ان اهزها ثانيه حتى الموت
صاحت امه مؤنبه : ماركوس ... انت لم تفعل ....؟
-    كوني شاكرة اني لم اخنقها
-    ماركوس
قاطعت منيرفا الحديث : انا واعيه تماما لمدى غبائي في دخول الحظيرة سيد اوكيف واعدك ان لايحدث هذا مرة ثانيه
-    وما الذي تملكك لتخاطري بحياتك في سبيل قطعه حرير سخيفه ؟
ردت ايفوري قبل ان تتمكن منيرفا من الرد : انه اخر هديه من خطيبها الراحل. ساد صمت شكوكي ثم مرت نظرة غضب على ملامح وجهه وهو يقول : حسنا امي ... كادت تلحقه الى حيث سبقها
شحب وجه منيرفا الما وقالت متجهمه : سأصعد الى غرفتي قبل موعد الشاي .......... لو سمحتما
تلك الليله كانت دافئه عطرة والسماء مرصعه بالنجوم ومنيرفا تحس بالراحه في حمى غرفتها لكنها بعد الحمام احست ببعض الاضطراب فدفعت الباب الزجاجي لتخرج الى الشرفه مطلقه تنهيده صغيرة ...
-    انها ليله رائعه اليس كذلك ؟
الصوت الاجش كان يصدر من وراءها فاجفلت مستديرة لتواجه شكلا معتما مستندا الى الجدار وراءها ....... منذ متى وهو هنا؟ وماذا سيظن بها وهي على الشرفه بثياب النوم حافيه القدمين؟ وتابع ساخرا :
-    هل فقدت لسانك انسه فارلاين ؟
-    لا .... كنت مندهشه من لكلامك معي بطريقه متمدنه هكذا سيد اوكيف
ارتجاف غريب احست به في صدرها حين خطا الى النور المنبعث من غرفه نومها .... ورد ساخرا : انا دائما متمدن ..ماعدا حين اغضب
كادت تقفز فزعا حين لامست اصابعه بشرة ذراعها تحت كم الروب القصير فسألها بنعومه : هل انا من صنع بك هذا؟
-    تظهر علي الكدمات بسرعه
-    يجب ان اتذكر هذا مستقبلا
صوته بد لها غريبا ... لكن غرابته لاتقارن بالمشاعر التي اثارتها لمسته الشبيهه بالمداعبه داخلها , نبضاتها قفزت بجنون فابتعدت عنه تقول بحدة : عمت مساء سيد اوكيف
-    لقد اتصل الدكتور براوننغ .... وهو قادم في الغد ليرى والدتي
اوقفها صوته وهي على وشك العودة الى غرفتها اليه , تختبر مرة اخرى نفس الرد فعل العنيف لمجرد رؤيتها مظهرة الجسدي الذي يذكرها باول مرة رأته فيها بالمستشفى وقالت ببرود : شكرا لابلاغي
رد باقتضاب متسرع : عمت مساء انسه فارلاين
وتركها قبل ان تتمكن من الرد عليه .سمعت منيرفا صوت سيارة الدكتور بروننغ تدخل الطريق الموصل الى المنزل بعد الساعه الثامنه بقليل من الصباح التالي .... تركت ايفوري اوكيف مرتديه ثيابها مستريحه في فراشها وخرجت الى الشرفه السفلى الموصله الى الخارج لتجد ماركوس قد سبقها وقال مقطبا :
-    يبدو ان الطبيب قد جاء بشخص اخر
امسكت منيرفا بانفاسها دهشه حين شاهدت الرجل الطويل الرشيق في اوائل الثلاثين من عمرة ينزل من السيارة .... ريك برايل لم يتغير كثيرا خلال السنوات صحيح ان شعرة الاسود كان اقصر مما مضى لكن وجهه الاسمر كان وسيما كما تذكره .... ورفع راسه فجأة فلمعت الدهشه على وجهه حين التقت عيونهما .
-    منيرفا ! وقفز السلم نحوهما اسنانه البيضاء تلمع واحتضنها بقوة ,,, لعلمها ان الرجلين شهدا ما حصل احمر وجهها بشدة وتمتمت باستيحاء :
-    مرحبا بك ريك
ضحك لها : لم اتصور اننا سنلتقي ثانيه وحق السماء .... وليس هنا بكل تأكيد
سأل ماركوس دون ضرورة : ايعرف احدكما الاخر ؟
-    منيرفا وانا نعرف بعضنا من ايام الدراسه .... هي اتجهت الى العلوم التجاريه وانا الى الطب ..... اليس هذا صحيح حبيبتي ؟
ووضع ذراعه بكل عفويه على كتفيها .... كانت تعرف ان حبيبتي لاتعني شئ الى ريك لكن تلك الكلمه لماركوس لها حجمها فضاقت عينيه ..... واسرعت منيرفا الى التمسك بالفرصه فقالت :
-    لاتفضح كل أسرارنا ريك
-    ضمها قليلا قبل ان يتركها : لابد ان اقول اني مسرور لرؤيتك ثانيه
قال ماركوس متجرأ : ربما تتفضلان بالدخول , امي تنتظر
اشار الدكتور الى ريك ان يلحق به وبطريقه ما كانت منيرفا الاخيرة وعينا ماركوس تكادان ان تمزقا ظهرها لدرجه ان بشرتها اقشعرت , وتفحص الطبيبان ايفوري بدقه واعطيا تعليمات بان يسمح لها بالحركه اكثر ووافق الدكتور براوننغ على رأي ريك بأن تستخدم العكازات ... واتفق ان ماركوس يحضر العكازين في اليوم التالي والجميع يشرب الشاي وبأنشغال الدكتور بالحديث مع ماركوس و امه انتحى ريك بمنيرفا الى الحديقه يتحدثان لوحدهما .
-    منذ متى وانت هنا ؟
-    سيمر اسبوعان بحلول يوم الاثنين
-    ظننتك تزوجت من غاي فما الذي غير رأيك ؟
لم تتصورة ان يكون قد عرف بموت غاي صديقه القديم من ايام الدراسه معهما .... فردت عليه :غاي توفي منذ سبعه اشهر تقريبا
بدا الحزن في عينيه : آنا اسف جدا منيرفا ... لم اكن اعرف , ما الذي حدث ؟
-    لابد انك تذكر هوسه بالطيران
-    اذكر .... كان يمضي كل لحظات فراغه بالطيران ... هل وقعت به الطائرة ؟
-    تجاوز المدرج لسبب مجهول واصطدم بالاشجار وانفجر خزان الوقود على الفور
-    اكنت موجودة ساعتها ؟
-    اجل, كنت اتفرج عليه . ايمكن ان نتحدث عن امر اخر .
-    موافق
-    الم تتزوج بعد
-    لم تتح لي الفرصه ... وانوي استغلال حريتي جيدا قبل ان اضع الرباط على عنقي
-    يبدو ان الدكتور براوننغ يستعد للرحيل
-    اتتناولين معي العشاء يوما ؟
-    اخشى ان لااستطيع وعدك بشئ . فانا مضطرة بالبقاء قرب السيدة اوكيف ... وانت تفهم هذا اليس كذلك؟
-    ستجدين رقم هاتفي في الدليل ..... اتصلي بي اذا حصلت على وقت فراغ وسأفكر فورا بشئ يسلينا . احمر وجهها وهي ترد :
-    اتصور تماما ماهذا الشئ الذي يسلينا
-    لكنني دوما كنت اتصرف بوقار معك
-    هذا لانني اعرفك جيدا , وكنت تعرف بحبي لغاي
-    لسؤ الحظ هذا صحيح , اراك فيما بعد حبيبتي .
وغمز لها وهو يصعد الى السيارة مع الدكتور برواننغ .... حين اختفت ... استدار ماركوس يواجه منيرفا بنظرة العداء البارد التي اصبحت مألوفه لها : بمعرفتي بسمعه ريك مع النساء اظنكما كنتما عاشقين يوما؟
كان اول ردة فعل لها اظهار الغضب لكنها غيرت رأيها ببرود :
-    بأمكانك الظن بما تشاء .
-    ما تفعلينه وقت الفراغ انسه فارلاين لا يعنيني ... شريطه الا تهملي امي .
-    ليس من عادتي اهمال واجباتي سيد اوكيف ...وشؤوني الخاصه لها المنزله الثانيه عادة
-    انا سعيد لسماع هذا
واتجه عكس الاتجاه الذي تسير فيه لتصل وتنضم الى ايفوري اوكيف التي قالت بخبث : كنت آمل ان تتحسن علاقتك مع ولدي مع مرور الايام .. لكن يبدو ان املي ذهب سدى
-    لاتجعلي هذا يقلقك سيدة اوكيف
تفرست العجوز بها وقالت : الى أي مدى تعرفين ريك برايل ؟
-عرفته منذ كنا معا في الدراسه لكننا افترقنا في الجامعات وفقدنا اثر بعضنا لاكثر من اربع سنوات .
- اكان مميزا بالنسبه لك ؟
- ليس كما تعنين سيدة اوكيف . كان مجرد صديق مميز ليس الا
اخفضت ايفوري برأسها تقر بذنبها :
-    اعتقد انك تظنيني عجوز متطفله
-    بل اظنك امراة رائعه ودافئه و تهتم بمن حولها وهذة ميزة تعجبني
لم تشاهد منيرفا ماركوس حتى وقت الغداء.. حيث تجاهل وجودها تماما وهو يتحدث الى والدته .... اخيرا قالت ايفوري : انا ذاهبه الى غرفتي
فوقفت منيرفا لترافقها , حين تركتها وخرجت الى الشرفه لم يكن ماركوس موجودا , وما هي الادقائق حتى كان ستيفن ينزل من سيارته متقدما اليها ..... فرحبت به :
-    نهارك سعيد ستيفن ... اخشى ان السيدة اوكيف نائمه الان .....
-    لكنني جئت اراك انت منيرفا , فانا في طريقي الى البلدة وفكرت انك قد ترغبين بمرافقتي .
-    آسفه .... لااستطيع هذا
-    لابد ان زوجه عمي ايفوري تبقيك مقيدة الى كرسيها المتحرك .... اليس كذلك ؟
-    الامر ليس هكذا ستيفن ... فالى ان تصبح قادرة على الحركه لوحدها سأبقى قريبه منها حين تحتاجني
-    اجل ... طبعا ....اعرف هذا , اتريدين شيئا من البلدة ؟
-    قد يمكنك ان توفر المسافه على السيد اوكيف وتأتي بالعكاز لامه من المستشفى
-    رد بخشونه : لن افعل هذا وحياتك
نظرت اليه بدهشه : لماذا لاتحب ابن عمك ؟
-لانني لا احب المتعجرفين اللذين يظنون انهم افضل من غيرهم . لقد فكر مرة انه قادر على التأمر على مزرعتي ولكنه كان مخطئا . ثم امسك بيدها قائلا : ستاتين يوما الى مزرعتي .. الن تفعلي ؟
ابتسمت له : سأفعل يوما .
-    سأتطلع الى ذلك اليوم اذن ..... وداعا الان .
لوح لها بيدة وصعد الى السيارة فرفعت يدها تلوح لكن سرعان ما وقعت يدها الى جانبها حين سمعت صوتا وراءها يقول :
-    مسكين ستيفن .. يجب ان يحذرة احد انه يضيع وقته
استدارت لترد عليه بنفس السخريه :
-    لن افعل هذا لو كنت مكانك سيد اوكيف ... فقد تفسد بدايه صداقه جميله
سخر بازدراء : صداقه ... هذا ما تسمون به علاقه حميميه هذة الايام ؟ يا الهي كم كنت محقا ! النساء من صنع الشيطان نفسه ! تبادلا نظرات قاسيه غاضبه بالاضافه الى شئ لم تستطع تحديدة وما هي الالحظات حتى ارتخت اساريرة حين وصلت الفتاة السوداء الشعر في سيارتها , وصاح صوتها الحاد : ماركوس حبيبي ! كم اشتقت لك !
نظر بابتسامه الى لويزا و سأل : هل اشتقت لي فعلا ؟
قالت لها لويزا : مرحبا انسه فارلاين .... لقد صادفت ستيفن وانا قادمة الى هنا .... هل اصبح زائرا دائما الى هنا ؟
رد ماركوس قبل ان ترد منيرفا : ليس بعد ... فهو لايزال يأمل ان تسمح له الانسه بأن يصبح احد ..... اصدقائها المقربين
تسألت لويزا بخبث : حقا ؟ لكنني لا اعرف سبب رغبه أي كان في صداقه ستيفن .... ايمكن ان تفكر بسبب ماركوس ؟
رمى ماركوس الكرة في ملعب منيرفا بسخريه : ربما افضل من يرد على هذا السؤال هو الانسه فارلاين نفسها .
ردت منيرفا ببرود قاتل : لست مدينه لاحد لاي تفسير عن تصرفاتي مع احد ... واذا كنت قد اسئت فهم تصرفاتي سيد اوكيف , فلا ذنب لي بذلك لكنني لن اسمح لاحد ان يسخر مني ولا داعي للتعليق بلؤم على مقابلتين بريئتين بيني وبين ابن عمك .
استدارت على اعقابها لتدخل المنزل لكن صوت ماركوس الغاضب أوقفها : كان هذا عرضا رائعا انسه فارلاين .. لم اكن اعلم ان التمثيل احد مواهبك .
وقفت منيرفا كأنها حجر بينما ارتفعت حمرة الغضب و الاذلال الى وجنتيها .... كان يمكن ان تتسامح بكلامه لولا ضحكه لويزا المرتفعه التي مزقت اعصابها . فأكملت طريقها وقد تفجرت الدموع من عينيها ... انها تعرف هذا الرجل منذ اسبوعين تقريبا فلماذا تتألم هكذا حين يعاملها بازدراء وعدائيه .
في الصباح الباكر وحين كانت نتيرف تدلك ساق ايفوري وتساعدها في رياضتها المعتادة سألتها ايفوري فجأة :
-    اخبريني عن خطيبك , اكنت تحبينه ؟
اجفلت للسؤال و ترددت ثم قالت : لقد وجدت فيه كل ما كنت اريدة من رجل ,
-    لكن هذا لايجيب على سؤالي
-    اجل .... احببته كثيرا
احست فجأة انها انما تشير الى شئ لم يكن موجودا في الاصل وتساءلت عن السبب .... وسمعت السيدة تقول : ستتعلمين ان تحبي مرة ثانيه .
هزت منيرفا رأسها بأسى : لا اظن هذا
-    اوة .... بالطبع ستتعلمين ربما سيكون نوع اخر من الحب لكنك ستتعلمين كيف تحبين من جديد
ابتسمت منيرفا بقلق : كم احب ان افكر بامكانيه حدوث ذلك
-    اتمنى ان يجد ماركوس فتاة طيبه يحبها , فتاة تعيد له ثقته بالنساء . لقد ازداد قساوة على مر السنين ... وهو الان في الخامسه والثلاثين ولم يعد شابا
-    اكان هناك احد في حياته ؟
-    اجل ... حين كان في مطلع العشرينات ... كانت فتاة جميله واظنه كان على وشك الزواج منها حين اكتشف انه واحد من عدة رجال في حياتها , وهذا ما انهى ثقته بالنساء ولقد اصبح الان اعزبا مستديما فظا جلفا
اشعاع من التفهم رفع الظلال عن قلب منيرفا ... لكن لمجرد لحظه ثم قالت : يبدوا انه متعلق بلويزا ماكجيل
توترت ملامح ايفوري : اعرف هذا ... اخشى ان بامكانك مساعدتي على ارتداء ملابسي الان لاجرب العكازين .
بدا صوتها صارما كصوت ابنها لكن منيرفا سجلت لمحه تعاسه في تصرفاتها وتساءلت عن السبب ولكن ليس من شأنها ان تتدخل بشؤون الاخرين , خاصه من تعمل لهم وتركت الامر على ما هو عليه

روايات عبير/ احلام : الحب المرWhere stories live. Discover now