9|أبادوين؟

Start from the beginning
                                    

وقف تايهيونغ على قدميه و أمعن النظر في وجه صديقه،
الآن في هذه اللحظة أدرك مدى ألمه، و مدى سوئه.

في وحدته أوقات الألم طويله له و عليه و على غيره، تمنى الموت
و

أمنية الموت هذه لا تزال تعجبه .



-


جونغ إن للمرة الثانية يبكي أمامها،
صمتت هيجين و ذرفت الدموع معه أيضًا،
تشارك الهدوء أحزانهما و انهمرت دموعهما كالصدى الفارغ.

" ما .. ما الذي يحزنك ؟ " تساءل

" لا شيء " أجابت بجفاء.

" إذًا لما .. البكاء؟ " همس و هو يقترب منها.

" أنا أشعر بالظمأ " دمدمت،
ذُهل لأجزاء من الثانية ثم ملأ رأتيه بالهواء
" تريدين الماء ؟ يمكنك شرب الماء " أجاب بسذاجة.

" هذه هي المشكلة .."
هدأت للحظة و أكملت
" هناك خطأ ما !"
همست و هي تنظر للأمام لترى تايهيونغ يركض نحوها و يجذبها معه.

أراد جونغ إن الاعتراض لكنه فوجئ برنين هاتفه،
تكلم الطرف الآخر و هو يستمع باهتمام إلى أن نطق بهدوء تشوبه الصدمة
"ماذا؟ المستشفى؟"



-




" ڤي؟" نادته بصوت أشبه بالهمس،
لم يجب بل تابع السير الأشبه بالزحف ربما متعب ؟ فكّرت هيجين.

لكن ما لم يكن بالحسبان أنه دفعها لتلتصق بالشيء الذي خلفها.

رفعتْ رأسها ببطء شديد و واجهت العيون المحدّقة بها بشجاعة خارقة،
ثم نظرت إليه بشكل خاص و قالت بصوت حاولت جاهدةً ألا تبدو فيه أي نبرة من نبرات الخوف
" ابتعد.."

تلا ذلك تجهم رهيب على وجهه و كأنه لم يتوقع هذه الإجابة، لحظتها خافت هي منه، خافت ألا تستطيع الصمود أكثر.

أنزل هو رأسه للفتاة القابعة أمامه التي بالكاد يصل طولها لعنقه، أمسك معصميها و ألصقهما على جذع الشجرة.

أعاد النظر لها من جديد.
وجهها المنهك، وجنتيها محمرّتين، شفتاها الصغيرتان الورديتان فتحتهما قليلاً لتحاول أن تضبط وتيرة تنفسها، شعرها الكستنائي المبعثر بقليل من الفوضوية، عيناها الثملة و الناعسة، صدرها الذي يعلو و يهبط، جسدها المنهار الذي يتكأ على جذع الشجرة.

{ هيجين!}

صوت ناداها جعلها تجفل من الأفكار المتواردة لها، نظرت لأعلى لترى تلك العيون التي تتربص بها!

{ هذا خطر..اهربي!}

تكرر صدى الصوت في رأسها الذي لم يكن صوت تايهيونغ،
التفتت بمقلتي عينيها باحثةً عن مصدره.

لاحظت اقترابه من وجهها بينما وجنتيها لا تزال تزدادان تشربًا باللون الأحمر.

طبع قبلة خفيفة على عنقها، أصدرت أنينًا و قد أغمضت عينيها، عضّ عظمة التروقة الخاصة بها.

" تاي-" لم تكمل لفظ اسمه،
نظرت له،
بل لعينيه الفضيتين!

' عيناه ليستا فضيتين!'
فكّرت بذعر.

عضّ عظمة التروقة الخاصة بها من جديد.

" تايهيونغ! أنتَ تؤذيني!" نطقت أخيرًا بعد صراعٍ مع آناتها.

اقترب نحو أذنها ليهمس
"إنه.."
صمت قليلًا و قد زفر الهواء على بشرتها ليردف بهمس

" آبادوين "

طعنة و ألمُ غادر اكتسحها فجأة!!
نظرت للوتد الذي قد اتخذ من جسدها مقرًا له.

سالت الدماء على ملابسها،
و هو ابتسم بخبث و تكلف.

" تاي-" أعلنت هيجين سقوطها.





-
انتهى ☺

✔|ك.تايهيونغ| الرقمُ خمسةWhere stories live. Discover now