4- لن أغفر لك
فى صباح اليوم التالى كانت تنتظره تائهة ... لماذا تعاملها الأيام بهذه القسوة ... تذكرت والديها ساخطة ... فهما السبب فى معاناتها التى لا تنتهى ... لماذا أنجباها ثم تركاها وحيدة فى عالم لا يرحم ... ترى كيف ستنتهى قصتها مع حسام ...؟ داخلها يقين بأن النهاية لن ترضيها أبداً ...
ها هى سيارته الفارهة قد ظهرت أخيراً ... القى عليها تحية الصباح مبتسماً قبل أن يفتح لها باب السيارة لتجلس بجواره ... ابتسامتها الباهتة وصوتها الواهن أخبره كم تعانى لكنه لم يعلق ... توقف بعد فترة أمام إحدى البنايات الشاهقة ... أهنا توجد الشقة التى أستأجرها لوضع أغراضه .!! ..
حمل حقيبتها الصغيرة بيد بينما أمسك بها باليد الأخرى وقادها إلى أحد الشقق فى الدور الرابع ... كانت شقة متوسطة المساحة حجرتين وريسبشن بالإضافة إلى المطبخ والحمام ... تأملت أثاثها البسيط الذى لا يتلاءم مع ما ينفقه ولا مع ذوقه الخاص الذى بدأت تعرفه ... كان واضحاً أنه أستأجرها بالأثاث الموجود فيها
- سالى ... لماذا أنت صامتة ؟
ابتسمت فى توتر قائلة :
- لا شئ ... لا شئ أبداً
- اطمئنى يا حبيبتى ...
تراجعت فى فزع عندما هم بوضع يديه على كتفها مما جعله يتراجع ساخطاً :
- سالى أنا لن أؤذيك .. كفاك رعباً منى
أمسك يدها يقودها إلى المطبخ ... فتح الثلاجة قائلاً :
- لقد أحضرت لك بعض المشتريات حتى تعتادى المنطقة ... سأتركك الآن ... أنها شقتك تصرفى بحريتك كاملة ...
- وأنت ؟
- سأذهب إلى عملى ... وبعدها سأذهب مع عاصم
- ألن تأتى إلى هنا ؟
- إذا احتجت شيئاً من أغراضى ... سأتصل بك تليفونياً قبل أن آتى
ودعها بضغطة عنيفة على يدها وكأنه يعاقبها لظنها السئ به ... تأوهت فى ألم قبل أن تغلق الباب خلفه بنظرة ساخطة
مرت الأيام هادئة ... الجامعة والعمل يستهلكان معظم الوقت ... والوقت القليل الذى تمضيه وحدها فى المساء بعد عودتها بالكاد يكفى لاسترجاع دروسها ...امتحاناتها الأسبوع المقبل
حسام كان وفياً بوعده فلم يحاول إزعاجها أبداً ... قليلاً ما كان يأتى إلى الشقة ليأخذ بعض الأغراض التى يحتاجها أو ليبدل ملابسه ... كان يتصل بها قبل أن يأتى ويتأكد أنها ليست موجودة حتى لا يضايقها ...
مضت الأيام سريعاً ... ها هى قد أنهت السنة الثانية لها بتفوق ... لابد أن جدتها سعيدة الآن لأجلها ... عامان فقط وتضع أقدامها على بداية الطريق ... سوف تبحث عن عمل مناسب يليق بتعليمها الجامعى ... ستذهب لتعيش فى مسكن جدتها ... ولكن ماذا عن حسام ؟
أنت تقرأ
وعاد ينبض من جديد _ كاملة( قريبًا في جميع المكتبات)
Romanceصغيرة .. جميلة .. ووحيدة .. وكأنها وردة برية قد نبتت فجأة في صحراء قاحلة جرداء .. هكذا كانت أعماقي قبل أن تسكنها .. حتى الوحوش تخشاها .... لم يكن في مخيلتى تلك الليلة سوى أن أبقيها معي .. لم أفكر كثيرًا .. بل ربما لم أفكر أبدًا .. وكيف أتركها تذهب...
