Part 1

42 7 40
                                        

:
"أودُّ أن أرتشفَ من شفتيكِ شهدًا،
وأتوهَ في محيطِ عينيكِ غرقًا،
أريدُ أن تطربني ألحانُ ثغرِكِ سمعًا،
وشعرُكِ الطويل… أرغب به أن ينسابَ على كتفي نثرًا،
وأن تسكنَ أنفاسُكِ في عنقي سكنًا.
إنّ فؤادي في عشقِكِ نَهِمٌ،
وإليكِ مشاعري أُسلِّمُها مهدًا،
وقلبي… قد بات في أحضانِكِ آمنًا."

  تشارلز هاربرز

تشارلي… أنا هائمةٌ بك.
كنتُ، وبقيتُ، ولا زلتَ الرجلَ الوحيد الذي سكن أضلاع قلبي الأربعة.”

جوليانا الكسندر


استيقظ النهار بخجل من خلف ستارة الغيوم الرمادية التي غطّت سماء لندن. تسللت خيوط الشمس الضعيفة إلى الغرفة بهدوءٍ مألوف، كما لو كانت زائرًا قديماً يعرف طريقه جيدًا. لم يكن مجرد ضوء، بل كان أشبه بيدٍ حانية تمسح على وجهه، توقظه كما توقظ أم طفلها من حلمٍ لم مزعج. ومع أول ارتجافة دافئة في المكان، بدأت رائحة القهوة تتسلل من المطبخ — كأنها قصيدة تُتلى بصوتٍ خافت، تمتزج مع أنفاس البيت.

أرثر، الذي بدا كأنه يعيش هدنة دائمة مع الصباح، تحرك بتكاسل. مدّ ذراعيه قليلًا، ثم نهض بخطواتٍ بطيئة نحو النافذة. المدينة لم تستيقظ بعد، لكنها بدأت تنبض بالحياة رويدًا. العصافير تتلو نشيدها اليومي، والضوء ينسكب على أسطح المباني الرمادية كما لو كان يُنبتها من جديد.

من خلفه، انبعث صوت نسائي مألوف دافئ، مفعم  بالحنان في آنٍ واحد:

"أوه، صباح الخير... لقد استيقظ الأمير أرثر باكراً كعادته."

كانت إليزابيث تقف خلفه، تبتسم بسخريةٍ محبّبة، تراقب شعره الطويل المبعثر وعينيه الناعستين وتشعر للحظة أنه لم يكبر أبدًا. وجهه، بملامحه الهادئة وخصلاته السوداء التي يغزوها البياض من الأطراف، كان يذكّرها بوالده حدّ الألم. كأن الزمن أعاده إليها بصورةٍ جديدة.

𝐃.𝐇 𝐂𝐡𝐚𝐫𝐥𝐞𝐬Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang