تخطو الاخطاء الاملائيه
---- ☘️
وجهة نظر إيزابيلا
مرّت ثلاثة أسابيع منذ انضمامي الرسمي إلى الفريق.
ثلاثة أسابيع من التمارين المتواصلة،
ومن المحاولات الصامتة لأثبت أنني أستحق هذا المكان.
أستيقظ كل يوم عند السادسة صباحًا،
أرتدي ملابس التدريب، وأربط شعري للخلف بإحكام.
أتناول كوبًا صغيرًا من القهوة، ثم أتوجه إلى القاعة الواسعة.
الهواء هنا بارد قليلًا، ورائحة الأرضية تذكّرني ببدايةٍ جديدة كل يوم.
اليوم لدينا تدريب مكثف استعدادًا للعرض التجريبي القادم.
المدرب يطلب منا إتقان رقصة جديدة خلال يومين فقط.
الحركات معقدة، والإيقاع سريع،
لكنني أحاول أن أضبط كل تفصيلة كما اعتدت دائمًا.
الأعضاء الآخرون متعبون أيضًا،
لكنهم يتعاملون مع الإرهاق بروحٍ من الدعابة.
ضحكاتهم تملأ المكان بين كل تمرين وآخر،
وأحيانًا أجد نفسي أبتسم دون أن أشعر.
يتحدث فيليكس بصوتٍ مرتفع قائلًا:
"لو استمر هذا التدريب، سأحتاج إلى نوم أسبوع كامل بعد العرض!"
فيردّ لينو ضاحكًا:
"لن يسمحوا لك حتى بيومٍ واحد، نحن هنا لنتعب، تذكّر ذلك!"
أراقبهم بصمت، ثم أتابع التمرين دون أن أشارك في الحديث.
لست متحفظة عن قصد،
لكنني ما زلت أتعلم كيف أكون جزءًا من مجموعة،
بعد أعوامٍ قضيتها وحدي في غرفتي، بين الكتب والموسيقى.
---
حين تبدأ فترة الاستراحة، أجلس قرب النافذة.
الهواء دافئ، والسماء صافية، لا مطر اليوم.
أفتح هاتفي وأتفقد الرسائل القديمة التي تركتها صوفيا قبل سفري.
كلماتها تملؤني بقوةٍ صغيرة أحتاجها كل يوم.
بعد قليل، يقترب بانغ تشان وهو يحمل زجاجة ماء.
"هل أنتِ بخير؟ لم تتوقفي للحظة منذ الصباح."
أنظر إليه بابتسامةٍ خفيفة:
"أنا بخير. أحبّ أن أستغل الوقت ما دمت أستطيع."
يهزّ رأسه بابتسامةٍ قصيرة، ثم يغادر بهدوء.
أقدّر احترامه لمساحتي، فهو لا يلحّ في الحديث.
---
حين نعود للتدريب، يرفع المدرب صوته قائلًا:
"هذه المرة أريد دقّة كاملة. لا أخطاء."
نقف جميعًا في صفٍ مستقيم.
الموسيقى تبدأ، والإيقاع سريع،
الأرض تهتز تحت أقدامنا من شدّة الحركات.
العرق يتصبب، والأنفاس تتسارع.
أشعر بتعبٍ مفاجئ في صدري، لكنني أتابع.
لا أريد أن أبدو ضعيفة أو مختلفة.
تمر الدقائق ببطء،
كل خطوة تحتاج تركيزًا وجهدًا،
لكن رؤيتي تبدأ بالاهتزاز،
كأن الضوء في القاعة يخفت شيئًا فشيئًا.
أسمع صوت المدرب من بعيد:
"إيزابيلا، أعيدي الحركة الأخيرة!"
أحاول أن أرفع ذراعي، لكن العالم من حولي يدور.
الصوت يبتعد،
والأرض تقترب بسرعةٍ غير متوقعة.
ثم ظلام.
---
حين أفتح عينيّ، أجد نفسي مستلقية على الأرض.
وجوه كثيرة تحيط بي، أصوات متداخلة،
وأشعر بمنديلٍ بارد على جبيني.
بانغ تشان يجلس قربي،
وصوته هادئ رغم القلق الظاهر في عينيه.
"لا تتحركي، لقد أغمي عليكِ."
أحاول الجلوس، لكن ذراعي لا تساعداني.
أتنفس ببطء وأقول:
"أنا بخير، فقط شعرت بدوارٍ بسيط."
المدرب يقترب، يبدو مرتبكًا بعض الشيء.
"ربما بالغنا في التدريب اليوم… خذي قسطًا من الراحة."
أنظر إليه وأومئ دون تعليق.
القلق في وجوه الجميع يجعلني أشعر بعدم الارتياح،
فأخفض نظري نحو الأرض وأتمتم:
"شكرًا، سأكون بخير."
---
في المساء، أعود إلى غرفتي.
أغلق الباب وأستلقي على السرير دون أن أبدّل ملابسي.
أشعر بصداعٍ خفيف، لكنه ليس مؤلمًا كما ظننت.
أغلق عينيّ وأستعيد ما حدث.
لم أُرد أن يلاحظ أحد أي ضعفٍ فيّ،
لكني لا أستطيع التحكم بجسدي دائمًا.
ومع ذلك، شيء في داخلي يهمس بأن ما حدث ليس فشلًا،
بل تذكيرٌ صغير بأنني ما زلت بشرًا،
وأن القوة ليست في الإنكار، بل في الاستمرار رغم التعب.
و بعد كل هذا التعب اخلد الي النوم فغدًا يوم جديد، وتدريب آخر .
YOU ARE READING
العضوه التاسعه 💫
Teen Fictionفتاة سوفه تنضم لثمانيه شبان ؟! كيف سيكون الوضع ؟ و هل سيتقبلونها ام لا ؟؟ سوف نرى في الأحداث .
