part 11

2.6K 183 77
                                        

"تزيّن الورد ألواناً ليفتننا
أيحلف الورد أنّا ما فتنّاه؟
صادي الجوانح في مطلول أيكته
فما ارتوى بالندى حتّى قطفناه
هذا السلاف أدام الله سكرته
من الشفاه البخيلات اعتصرناه
جلّ الذي خلق الدنيا وزيّنها
بالشعر أصفى المصفّى من مزاياه "

__________________

" لا ما أحبها آني ، أحب أبنها "

يرفع حَسن راسه بعد ما تلقى الرد ، يستعدل بجلسته يستند بأيديه على جوانب جزئه السفلي يقرب منه ، تلفح بأنفاسه وجه الثاني مسببتله قشعريرة ، يلثم عطر والده المميز يدرك أنّ ما يشمّه ليس عطراً يُباع ولا رائحةً يمكن نسبها إلى عنبر أو عود، إنّه ما يسميه العلماء "البصمة الكيميائية للجسد"  هو مركّب خفيّ لا يلتقطه الجميع  إلا من بات ضحية لأفعال الهوى، فالحب يجعل الدماغ أكثر حساسية للآثار دقيقة في الهواء، جزيئات لا تُدرك إلا إذا ارتبطت الروح بالروح، يشعر أن هذه الرائحة تخصّه وحده، وأنها لا تُفسَّر بالمستخلصات العطرية بل هي معادلة سرّية بين قلبين، تُترجم كما يترجم العقل معنى الوجود

" شلون تحبني ؟ "

تسائل الأصغر بهمس مبحوح عن هيئة الحب المكنونة اله من قِبل والده

" مثل ما يحب اي أب أبنه "

يجاوبه وِثاق رادله الهمس بتردد يرجع راسه على حافة الچرباية محاول يخلق بعد بينهم ،ترتعش أطرافه بخدر من أحساسه بأطراف أصابع الأصغر تطخه بسبب وضعيتهم ، يتنفس بثقل يعلو صدره بشكل واضح لأنظار يلي يتأمل ملامحه المتوترة و عيونه المتشتته

" اذا هيچ ليش دتناهت بابا "

محتج على وضعه بهزء مشدد آخر كلمة بحدة يدرك شدة وقعها على الأكبر يلي ما إن سمعها حتى أنقبضت بطنه بألم مقرب منه هام بطبع بوسة على جنچة ببطأ مطول بيها ، يغلق الأصغر عيونه بمشاعر وهن أثرها ، يحاوط وِثاق وجهه محاچيه بتوسل 

" لا تسوي هيچ بيه وليدي ، حباب لا تطيحني حباب "

برجاء أختلط بخوف من حِبال الحب القنبي التي ما نُصبت إلا بأنامل فتاه ،يحترق قلبه بين الألم والعشق، يحتضن ولده كجلاد ينحره ومنقذ يواسيه،  وكل نبضة تضغط على أعماقه كالسكاكين الناعمة، الحضن يضعه بين حبٍ لا يوصف ووجع لا يحتمل

يرى به كل حلم مفقود وكل أمل بُني على ضفاف الوجد ، متشبث برقبته  دافن وجهه بيها ذارف هناك  دموعه رافض رؤيته للحظات ضعفه مختبأ منه به ، كأن كل خطوة تجاهه تهوي به لهاوية لا تسمح بالرجوع، كأنه يُرغَم على مواجهة ذاته الممزقة

حَسنُ الوِثاقِ Donde viven las historias. Descúbrelo ahora