نجمة وحدة منكم تخلي يومي احلى ... ولا تبخلو برأيكم بالتعليقات يعني لي الكثير 🌟
بعد ما اتفقوا البنات يروحوا بيت نايفة وهدى، وصلوا هناك مع المغرب. البيت كان على قدّه، بس مرتب بطريقة تبين ذوق بناته: صالة كبيرة مفروشة بسجاد شرقي، إضاءة دافية تخلي المكان كأنه حضن دافي. على الطاولة في فازة ورد طبيعي تفوح منها ريحة الياسمين.
ليالي أول ما دخلت، عيونها تلمع وهي تتفرج:
– "قسم بالله بيتكم يفتح النفس... أحسه كيوت ومريح، أحلى من الكوفيات اللي نضيع وقتنا فيها."
سمر وهي تفك شنطتها:
– "إي والله، يجنن! احس اني ببيت أهلي."
هدى ضحكت وهي تحط العباية على الكرسي:
– "الله يسعدكم، البيت بيتكم متى ما تبغون."
نايفة دخلت المطبخ، وبعد دقايق رجعت بصينية عليها أكواب عصير برتقال طازج وصحن معمول من الديرة.
ليالي أول ما ذاقت المعمول شهقت:
– "يا ساتررر! مين اللي مسويه؟ طعمه يذوب بالفم."
هدى وهي تضحك:
– "أمي الله يحفظها، سوته قبل ما نجي وخزناه بالفريزر."
سمر تغمز:
– "الله يخليها لكم... قسم بالله هذا مو معمول، هذا تحفة فنية."
ضحكوا البنات وبدأت سوالفهم تطول: عن أول أسبوع بالجامعة، عن الدكاترة اللي أصواتهم تنوّم، عن البنايات الكبيرة اللي يضيعوا فيها كل يوم، حتى عن مواقف طفولة كل وحدة.
سمر وهي تحكي:
– "أنا صغيرة كنت أخاف من الدجاج، أتوقع للحين إذا شفت ديك أركض."
نايفة انفجرت ضحك:
– "أجل لا تروحين معنا الديرة... عندنا ديك صوتو يوقظ الحارة كلها."
الجلسة كانت خفيفة، وكل وحدة تتكلم والثانية تكمل عليها. لكن فجأة، ليالي وقفت وهي تحط إيدها على خصرها وقالت بجدية مزيفة:
– "بنات، أنا عندي سؤال من أول ما شفت نايفة."
الكل سكت وطالعها.
سمر رفعت حواجبها:
– "هاا؟ ليه كذا رسمية؟ خير؟"
ليالي وهي تضحك:
– "والله من أول يوم شفت نايفة وأنا أموت من الفضول... أبي أشوف شعرها! ما قد شفتها بدون حجاب."
هدى انفجرت ضحك وهي تطالع نايفة:
– "هاا يا نايفة، تورطتي!"
نايفة وجهها احمر وصارت تخبط بأصابعها على الطاولة:
– "يا بنات والله شعري عادي، ما في شي."
سمر قربت وقالت وهي تضحك:
– "إيه عاد! عادي إيه؟ إنتي بنت بهالجمال وتقولين شعري عادي؟ لاا، لازم نشوف."
ليالي بدأت تدندن:
– "شعرك... شعرك... شعرك!" والباقي يلحقونها بالضحك والغنا.
نايفة تمسكت بطرف طرحتها وقالت بخجل:
– "قسم بالله تموتوني من الإحراج."
هدى وهي تغمزلهم:
– "خلاص نيوفتي ، وريهم الجمال"
بعد إصرار وضحك، نايفة استسلمت:
– "طيب بس دقيقة."
ببطء، فكت البنس ونزلت الطرحة. شعرها انسدل على كتفها مثل شلال، طويل وناعم، لونه بني فاتح يلمع مع ضوء الغرفة.
ليالي شهقت وهي تغطي فمها:
– "ياااا ساتر! شعرك زي شعر الأميرات!"
سمر مدّت يدها بحذر ولمست خصلة:
– "ناااعم! ولا كأنه طبيعي... بالله مو صابغة؟"
نايفة بخجل وهي تضحك:
– "لا والله، ما في صبغات ولا شي."
هدى دخلت وهي تتفاخر:
– "شفتوا! دوم أقول لكم إن نايفة ما تحتاج لا ميكب ولا صبغة، بس ما كنتوا مصدقين."
ليالي لفت خصلة على إصبعها وقالت بمزاح:
– "نايفة... إنتي لازم تفتحين صالون للشعر. كل يوم نجي نسرّح عندك."
ضحكوا كلهم، وصار الجو أخف وأحلى. البنات صوروا سيلفي جماعي، وليالي ما وقفت تضحك:
– "قسم بالله الصورة طلعت كأنها إعلان شامبو."
سمر وهي تتأمل الصور :
– "يا بنات... والله العظيم هذا أحلى يوم من زمان. حسيت إني بين خواتي مو صديقات."
ليالي تهز راسها موافقة:
– "صح كلامك. أحلى قعدة، وأحلى بيت، وأحلى شعر."
نايفة ضحكت بخجل وهي تعيد ربط طرحتها:
– "الحمدلله إنكم جيتو. صدق، حسيت اليوم غير."
قعدوا بعدها يكملون سوالف، يلعبون لعبة الأسئلة العشوائية: "أسرع وحدة تبكي من فيلم؟" "مين أكثر وحدة تغار؟" "مين أول وحدة ممكن تتزوج بالجامعة؟" وكل سؤال يجيب معه موجة ضحك.
—
وبين الضحك، الصور، والاعترافات الصغيرة... صار بيت نايفة وهدى أول مكان يجمعهم كلهم على صداقة حقيقية وبداية حكاية ما راح ينسوها.
نهاية البارت الرابع
استودعكم الله
نلتقي بالبارت الخامس....
YOU ARE READING
لك قلبي يا نايفة
Short Storyنايفة، اليتيمة البسيطة من الديرة، تعيش مع جدتها، حياتها هادئة وروحها نقية. فيصل الراجحي، الشاب العسكري من الرياض، ينتمي لعائلة ثرية ومحافظة، حياته منظمة ومليئة بالمسؤوليات. عالمهما مختلف تمامًا، لكن مصادفة تقودهما للقاء، فتبدأ قصة حب صعبة ودرامية، م...
