"في منتصف الطرق"
حكاية عن التقاء عالمين متناقضين... فتاة ولدت وسط الثروة والسلطة، وأخرى نشأت بين البساطة والدفء. يجمعهما القدر في لحظة غير متوقعة، لتبدأ بينهما رحلة مشاعر تختبر الصداقة، الولاء، والحب، وسط صراع مع الواقع وحدوده القاسية.
تطلعت رشا من نافذة السيارة، والابتسامة ما فارقتش شفتيها. همست لنفسها: – غامضة… وقوية… ومع ذلك في حاجة بتجذبني ليها.
لكنها بسرعة حاولت تصحى من أحلامها، وهي تقول جوا عقلها: “أنا إيه اللي بيحصل لي ؟ ليه بدأت أفكر فيها بالشكل ده؟”
وصلت السيارة قدام بوابة الكلية، ونزل وسام بسرعة يفتح لها الباب. قالت له بابتسامة لطيفة: – شكراً يا وسام.
هو انحنى برأسه وقال: – تحت أمرك يا أستاذة. هكون في انتظارك هنا بعد المحاضرات ---
بمجرد ما توقفت السيارة السوداء الفخمة قدام بوابة الكلية، اتجهت أنظار الطلبة كلها ناحية اللاموزين. الهمسات بدأت تنتشر: – "دي سيارة مين؟" – "يا نهار أسود… دي طالبة عندنا؟!"
نزل وسام بسرعة وفتح الباب برشاقة، ورشا خرجت تحت انظار الجميع ودهشتهم ، ومبتسمة ابتسامة خجولة مرسومة على وجهها. عينيها لمحت أصحابها رنا ونانسي واقفين شوية بعيد بيندهوا عليها بدهشة.
ركضت ناحيتهم بسرعة وهي تضحك بخفة: – صباح الخير يا بنات!
رنا بصتلها بعينين متسعتين وقالت: – إيه ده يا رشا؟! إنتِ نازلة من عربية زي دي؟! هو إيه اللي حصل؟
نانسي عضّت شفايفها بدهشة وعلقت مازحة: – هو إنتي اتجوزتي مليونير وإحنا مش عارفين ولا إيه؟
رشا ضحكت بخجل وقالت وهي بتحاول تغيّر الموضوع: – يا بنات بلاش كده، ده مجرد سواق بيوديني ويجيبني…
رنا قربت منها ووشها كله فضول: – مجرد سواق؟! ده مش أي سواق… عربية بالشكل ده وسواق لابس بدلة كأنه داخل اجتماع رسمي! يلا قولي الحقيقة، إيه اللي مخبياه عننا؟
رشا اتنهدت وحاولت تهديهم: – بجد مفيش أسرار… في ظروف كده خلتني أتنقل في بيت تاني، وصاحبة البيت عينتلي السواق.
نانسي قربت منها أكتر، ابتسمت بخبث وقالت: – صاحبة البيت دي شكلها مش عادية خالص!
رشا ارتبكت، بس بسرعة غيرت الموضوع وهي تضحك: – كفاية بقى، اتأخرنا على المحاضرة.
رنا شبكت دراعها في دراع رشا بحنية وقالت: – ماشي يا ست أسرار… بس أوعي تفتكري إننا هنسكتلك. إحنا أصحابك من أيام المدرسة، هنطلّع اللي في بطنك عاجلاً أم آجلاً!
نانسي ضحكت: – بالراحة يا رنا، سيبيلها نفسها شوية… المهم يلا بينا على المحاضرة قبل الدكتور ما يقفل الباب في وشنا.
رشا ارتاحت من تغيير الكلام وقالت بمرح: – يلا يا بنات.
ومشوا التلاتة سوا وسط أنظار الطلبة اللي لسه بيبصوا عليهم بدهشة وفضول.
-----
ليان كانت قاعدة في مكتبها ، إيديها ماسكة راسها وهي تحس إن أفكارها كلها متشابكة، صداع بدأ يزيد من كتر التفكير في موضوع الوفود اللي اتلغت واجتماعاتها اللي اتلخبطت. تنفست بعمق وضربت بإيدها على المكتب بخفة وقالت بحدة:
– سما!
دخلت سما بسرعة وهي واقفة بانتباه: – أيوة يا أستاذة ليان.
وقفت من مكانها بهيبة، مدت إيدها وأخذت مفتاح سيارتها المرسيدس السوداء اللامعة من على المكتب، ومعاه شنطتها الأنيقة. نظرت لسما نظرة قصيرة وقالت: – لو في أي حاجة ضرورية بلغيني… غير كده أنا مشغولة بنفسي.
سما أومأت بسرعة: – حاضر يا فندم.
ليان بخطوات واثقة لكنها مرهقة خرجت من المكتب. الموظفين اللي في الطرقات اتنحوا على الجانبين بوقار، عيونهم متتبعة كل حركة منها. هي لا التفتت لحد، فقط استمرت تمشي ببرودها المعتاد لحد ما وصلت للبوابة الرئيسية.
سيارتها المرسيدس كانت واقفة في الانتظار. السائق الخاص بيها فتح الباب، لكنها رفعت إيدها وقالت: – مش لازم، هسوق بنفسي.
أخذت مكانها وراء المقود، أدارت المحرك بصوت قوي يوحي بالفخامة، وانطلقت من أمام الشركة متجهة إلى بيتها… تبحث عن لحظة راحة من دوشة اليوم.
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.