ارتبكت سما أكثر، محاولة تهدئتها:
– أيوه يا فندم… قالوا هيتواصلوا معانا بعدين.

قاطعَتها ليان بصوت حاد وقوي:
– محدش يستهين بيا أو بشغلي! الغي الاتفاق معاهم فورًا… دول ميلزمونيش.

سكتت سما، عينيها متسعة من صدمة غضب ليان، بينما الأخيرة اعتدلت في جلستها وأمسكت بالاب توب، أصابعها تتحرك بعصبية  وكأنها تبحث عن خطوة بديلة.
------
وقفت سما مرتبكة لكنها هزّت رأسها بسرعة وقالت بخوف:
– حاضر يا فندم… هبلغهم فورًا.

خرجت على عجل من المكتب، خطواتها سريعة وكأنها تهرب من العاصفة اللي انفجرت للتو. بعدها بدقائق كانت بتتواصل مع الوفد البريطاني عبر الهاتف، وصوتها مهزوز وهي تقول:
– نعم… بناءً على قرار الإدارة، الاتفاق ملغي تمامًا.

أنهت المكالمة وكتبت تقرير قصير باللي حصل عشان تقدمه لليان، لكنها كانت بتفكر طول الوقت: إزاي الست دي عندها القدرة تمسح اتفاق كبير كدا بكلمة واحدة؟!

أما ليان، فجلست على كرسيها الجلدي الضخم، عينيها مثبتة على شاشة اللاب توب، لكن عقلها شغال بسرعة. صحيح الغضب كان ظاهر على ملامحها، لكن جواها كان في تفكير حاد: لو هم انسحبوا، في غيرهم كتير عايزين يتعاملوا معانا… وأنا مش هسمح لحد يفتكر نفسه يقدر يبتزني بالوقت أو الظروف.

بعد لحظات دخلت سما تاني، ومدت التقرير بخوف وهي تقول:
– يا فندم… تم إلغاء الاتفاق رسميًا.

رفعت ليان نظرها لها، بنبرة هادئة لكن صارمة:
– كويس. من دلوقتي ركّزي معايا في خطواتنا الجاية. جهزي ليا قائمة بالوفود الأوروبية التانية اللي كانوا عايزين شراكة معانا. عايزة اجتماع معاهم في أسرع وقت.

سما ابتلعت ريقها وأومأت بسرعة:
– حاضر.

ابتسمت ليان ابتسامة باردة صغيرة جدًا، وكأنها انتصرت، ثم قالت بجفاف:
– اتفضلي.

خرجت سما من المكتب بخطوات أسرع من الأول، أما ليان فقد أخذت رشفة من قهوتها ببرود وهي تهمس لنفسها:
– اللي مش عايزني… أنا مش عايزاه.

-------
في مكان اخر
جلست رشا في المقعد الخلفي للسيارة ، عينيها تتحرك بين التفاصيل المدهشة؛ الجلد الأسود اللامع، شاشة التحكم الصغيرة، ورائحة العطر الفاخر اللي غمر المكان. قلبها كان بيدق بسرعة، مش مصدقة إن كل ده بقى ليها… أو بالأصح إن ليان هي اللي خصصت كل ده علشانها.

وسام، السائق، أدار المحرك بهدوء وقال باحترام:
– متقلقيش هوصلك بالسلامة يا أستاذة رشا.

ابتسمت ابتسامة صغيرة وقالت بخجل:
– شكراً يا وسام.

طوال الطريق، ما قدرتش تمنع نفسها من التفكير في ليان… في صوتها الهادئ القوي وهي بتقول: "عينتلك سائق خاص عشان يوصلك ويجيبك ويخلي باله منك."
الجملة دي فضلت تتكرر في عقلها كأنها أغنية. كانت أول مرة تحس إن ليان وجهت ليها اهتمام شخصي… اهتمام مختلف، دافئ، رغم البرود الظاهر.

في منتصف الطرق ♡Where stories live. Discover now