وُلدت في عالمٍ لم تختَرْه...
عالمٍ من الدماء والخيانة، حيث القصر الذي كان يجب أن يكون مأوى... أصبح سجناً مليئاً بالعاهرات والتجارب المميتة.
لم يلتقيا من قبل، لكن القدر كان يكتب قصتهما بصمت... حتى بلغت الثامنة عشرة.
حينها فقط، تقاطعت نظراتهما... لتشت...
اقترب منها أكثر، حتى شعرت بحرارة أنفاسه على أذنها:
- "لا تحاولي الدخول الليلة... ليس الآن. هذا سيجعل الأمور أسوأ عليها... وعليكِ."
حاولت سحب يدها، لكنه شدّها بلطف هذه المرة، كأنه لا يريد إيذاءها بل منعها من التهور.
- "الآن عودي حيت جئتي كارلا"
كانت تعرف أنه وفيّ لكارلوس، وأنه لن يخونه، لكن في أعماق صوته كان هناك خيط خفي من الحماية... حماية لها، لا لجوليا.
وقفت مترددة، قلبها بين الأمل والخوف، ثم تركها وعاد أدراجه في الممر المظلم، تاركًا الباب السري ينغلق خلفه ببطء، حتى عادت المكتبة كما كانت.
كارلا عادت إلى غرفتها بخطوات ثقيلة، تحمل وعدًا لم تعرف إن كان حقيقيًا... أم مجرد طريقة لإبعادها.
_________________
_في القصر (ديافلو):
> كان القصر شامخًا في الأفق كأنّه يروي حكاية القرون التي مرّت عليه. جدرانه البيضاء تتلألأ تحت ضوء القمر، فتبدو كصفحات من كتاب قديم صيغت حروفه من الرخام. بواباته العظيمة تنفتح على ممرّ مرصوف بالحجارة المصقولة، تصطفّ على جانبيه أشجار السرو، وكأنّها حراس صامتون لا ينامون.
في الداخل، ينساب الضوء عبر نوافذ عالية ملوّنة بزجاج مزخرف، فيرسم على أرضية الرخام لوحات متغيّرة الألوان. القاعات مترامية الأطراف، تعانقها قباب مزيّنة بزخارف ذهبية تتلألأ مع كل شعاع نور. وعلى الجدران لوحات وُضعت بعناية، تروي قصصًا عن ملوكٍ تعاقبوا، وعن معارك وحفلات وأمجادٍ لم تَخبُ بعد.
كان للقصر صمتٌ خاص، صمتٌ مهيب، كأنّ كل حجر فيه يخفي سرًّا، وكل زاوية تحتفظ بذكرى. لم يكن مجرّد مبنى من حجارة وزخارف، بل كائنًا حيًّا يزفر التاريخ، ويتحدّث بلسانٍ لا يسمعه إلا من يعرف أن يصغي.
Ops! Esta imagem não segue nossas diretrizes de conteúdo. Para continuar a publicação, tente removê-la ou carregar outra.
Ops! Esta imagem não segue nossas diretrizes de conteúdo. Para continuar a publicação, tente removê-la ou carregar outra.