لكن عندما نتحدت عن الرعب فان
نظراته الباردة في المركز الاول ينظر بعينين لا تترك أي مساحة للهروب.
__________________

_في تلك الليلة، غرق القصر في صمت ثقيل، لا يسمع سوى صوت الريح وهي تضرب النوافذ العالية.
فيوليتا وميلينا كانتا قد استسلمتا للنوم، ربما من شدة الإرهاق أو من الخوف الذي أثقلهما، لكن كارلا ظلت جالسة على طرف سريرها، عيناها معلقتان بالنافذة، وقلبها يضرب بعنف.

هي تعرف أن جوليا هناك... في القبو. وكل دقيقة تمر تعني أن الأمل يضعف.
تحركت ببطء، انتعلت حذاءها الخفيف، وفتحت باب الغرفة بصمت شديد، تتسلل في الممر المظلم.

كان القصر غارقًا في صمته، جدرانه العالية تردّد أنفاس الليل وحدها. الممرات المكسوّة بالرخام بدت كأنها تنام تحت ضوء القمر المتسلّل من النوافذ الواسعة، يرسم على الأرض ظلالًا فضية متكسّرة. الثريات المطفأة علّقت في السقف كنجومٍ خامدة، تراقب بلا حراك.

في البهو الكبير، لم يكن يُسمع سوى حفيف ستائر ثقيلة تهتزّ بخجلٍ مع نسيمٍ بارد. السكون كان عميقًا حتى أن وقع خطوة واحدة قد يبدو كالطرقة على باب الزمن. كل شيء ساكن: اللوحات على الجدران، الأبواب المزخرفة، وحتى الساعات العتيقة التي بدت وكأنها نسيت أن تدق.

كان الليل في القصر يملك مهابةً خاصة؛ هدوءه لم يكن خواءً، بل امتلاءً بوقارٍ غامض، كأن المكان نفسه يتنفّس في صمت، ويحرس أسراره تحت عباءة الظلام.

وصلت إلى المكتبة القديمة، وضعت يدها على الرف المتهالك كما وصفت ميلينا  سابقاً، ضغطت على أطرافه، فصدر صوت خافت، وفتح الرف ببطء، كاشفاً عن ممر ضيق تفوح منه رائحة التراب والرطوبة.

خطت خطوة... ثم أخرى... لكن فجأة، شعرت بيد قوية تمسك بمعصمها من الخلف، وتجذبها نحو الظلام.

شهقت وهي تحاول المقاومة، لكن الصوت الذي جاءها كان عميقاً ومألوفاً:

- "كارلا... ماذا تفعلين هنا؟"

التفتت، وعيناها تتسعان وهي تراه... إيروس.
ملامحه كما تعرفها: صارمة، لا ابتسامة، وصوته لا يحمل أي دفء، لكن عينيه كانتا تقولان شيئاً آخر، شيئاً يعرفه قلبها.

حاولت أن تسحب يدها لكنها لم تستطع، همست بعصبية:
- "إتركـني... جوليا هناك، سأخرجها."

اقترب منها أكثر، وجهه قريب حتى شعرت بأنفاسه الباردة على خدها:

- "إذا دخلتِ... لن تخرجي. وأنا... لن أسمح لهم بأن يأخذوك."

تجمدت للحظة بين رغبته في حمايتها ورغبتها في إنقاذ جوليا، وعرفت أن هذه الليلة لن تنتهي دون أن يختار أحدهما التضحية.

_إيروس ظل ممسكًا بمعصمها، عينيه ثابتتان على وجهها.
همست بعناد:

- "إيروس... جوليا  هناك. لا أستطيع تركها."

الخطيئة المقدسة Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang