اقترب بخطوتين بطيئتين، ثم وقف أمامها تمامًا، على مسافة قصيرة تُشعل الحواس.

"أحسنتِ اليوم."

"شكرًا… لم أكن لأبدو جيدة لولا استقرار الجو."

نظر مباشرة في عينيها:
"بل كنتِ جيدة لأنكِ لم تسمحي لأحد أن يطفئكِ."

سكتت، وقد لمعت عيناها بتلك الكلمة، لكنها لم تُظهر تأثرها.

"وهل كنت ستقف في صفي إن لم أكن كذلك؟"

اقترب خطوة أخرى.
الآن كانت المسافة بينهما لا تُحتمل.
بنبرة أخفض:
"انا أقف مع من لا يخون ذاته."

لحظة مرت،

عيناه عليها، تنفّسها تسارع، يده رفعت لتعدل القبعة قليلاً عن وجهها، لكنها لم تهرب، لم تبتعد.

كادت تقول شيئًا، لكنه فجأة تحرك بهدوء،
ثم ابتعد خطوة للخلف وقال:

"سنبدأ اللقطة التالية بعد عشر دقائق. لا تتأخري."

ثم استدار واختفى داخل أحد الأروقة، وتركها تتنفس بعمق، وكأنّ صدرها كان محبوسًا طول الوقت.

بعد دقائق، داخل الاستوديو مجددًا

عادت إلى الداخل، ونظرات البعض كانت لا تزال منبهرة بأدائها.
لكن في تلك اللحظة، لم تكن تفكّر لا بالكاميرا ولا بالإضاءة…

بل بذلك الصوت الخافت، القريب، المربك… الذي قال:
"أقف مع من لا يخون ذاته."

عادت الكاميرات تدور، لكن هذه المرة الإضاءة كانت أخف، أكثر درامية، أضواء زرقاء وبنفسجية خافتة تكسو الأجواء،
تصوير المشهد الثاني من الأغنية، حيث يُعبّر الرقص عن الصراع الداخلي بين الهروب والرغبة، بين القيود والتحرر.

أخذ الأعضاء أماكنهم مجددًا.
الجو مشبع بالتركيز، والعرق، والضوء.

"أريد هذا المشهد وكأنه حلم… انسيابي. وركّزوا... المشهد الثنائي في نهايته هو ذروة المشهد العاطفي"

إينيس وقفت في منتصف المكان،
من خلفها، جاء جونغكوك.

وقف في مكانه، ورفع عينيه نحوها، دون أن يقول شيئًا.
كان مُرتديًا قميصًا أسود واسع الأكمام، شعره منسدل بخفة على جبينه، ووجهه بلا تعبير واضح.

"تصوير!"

انطلقت الموسيقى.

في البداية، كل شيء بدا جماعيًا، كأنهم جوقة واحدة تتنفس بذات الإيقاع.

ثم… بدأت الحركة تبطئ، تقترب العدسة…

أصبح المكان خافتًا أكثر، مجرد ضوء دائريّ حولهما فقط.
تقدّم جونغكوك بخطوة، ومدّ يده دون أن ينظر إليها مباشرة.

لحقت به بانسيابية، يديها بالكاد تلامس يده، كأنهما يرقصان على الحافة بين الرفض والإنجذاب.

الرقصة ليست عنفاً ولا رقة، بل شيء بينهما…
تماس خفيف، دوران متقن، وقربٌ يكاد يُحرق الهواء.

عينيه كانت تتابع كل حركة منها، ولكن دون تعبير. كأنّه يرى شيئًا لا يريد الاعتراف به.

لم تكن هناك سوى موسيقى… لا جمهور…
فقط صدى خطواتهما وهم يدوران في الغرفة الفارغة.
يده على خصرها، وعيناها ترفض النظر لعينيه.

𓈈𓈈𓈈𓈈𓈈𓈈𓈈𓈈𓈈
STRINGS OF SHADOWS .
"حين تمتد أوتار الظلام، تتراقص الأرواح بين الحقيقة والوهم."
يتبع ،

رأيكم؟

رهف  .

STRINGS OF SHADOWS .Where stories live. Discover now