رافعًا صوته:
"أين المشكلة بالضبط؟ هذه ليست حفلة عائلية،
بل عمل احترافي.
كل من هنا ملتزم برؤية إخراجية، وأنتِ لستِ استثناء!"

رفعت إينيس بصرها إليه، ببطء، كأنّها تتعمد تأخير الرد كي تزن الكلمات، لكن نبرتها كانت واضحة:
"أنا هنا لأُغني، لا لأكون دميةً في استعراض بصري.
إن كنتم تريدون صوتي، فأنا مستعدة.
أما إن كنتم تريدون جسدي، فابحثوا عن أخرى."

"لا أحد يجبركِ على شيء، ولكنّكِ وافقتِ أن تكوني ضمن هذا المشروع،
وهذا يعني التزامًا كاملاً، بمظهركِ، بلقطاتكِ،
وبكل ما تقرره الرؤية البصرية!"

"وافقتُ على مشروع غنائي، لا على استعراض جسدي،
أرفض أن أُستخدم كديكور مغرٍ خلف الكاميرا، الرؤية التي تهينني لا تلزمني."

"أنتِ تتصرفين كطفلة مدللة! الكل هنا يعمل تحت ضغط، ولا أحد يعترض هكذا أمام الجميع."

"الطفل المدلل هو من يصرخ حين يُعارَض،
أنا أطالب فقط بحقّي في احترام نفسي."

في تلك اللحظة، توقّف كل شيء.
حتى آلات الصوت خفّت ضجيجها، وكأنّ الاستوديو بكامله قرر أن يُنصت.

نامجون كان واقفًا بجانب الحائط، عينيه تتنقلان بين الاثنين.
جيهوب وضع يده على صدره كأنه يستعد للتدخل.
يونغي ناظر الى الأرض،
أون هي أمسكت بكفّها فمها خوفًا من تصاعد الموقف.

أما جونغكوك، فكان واقفًا وحده، يراقب بصمت، دون أن يُظهر أيّ تعبير.
عيناه كانتا مركّزتين على إينيس…
على ثباتها، على الطريقة التي تنطق بها كل كلمة وكأنّها لا تخشى فقدان الفرصة.

بصوت غليظ:
"جيد… إن كنتِ لا ترغبين بالمشاركة وفق المعايير المتفق عليها، فسأرفع الأمر للإدارة."

"افعل."

سكت المخرج لحظة، ثم استدار بحدة وغادر، مصطدمًا بمساعده الذي لم يتوقع الحركة.
اخرج لعنة من فمه، ثم أكمل طريقة.

عمّ الصمت.
لم ينبس أحدٌ بكلمة.

ثم، فجأة، اخترق السكون صوت جيهوب:
"يا لها من ركلة مباشرة في كبريائه."

جيمين بنصف ضحكة:
"أكثر مشهد إثارة منذ أول جلسة تدريب."

تايهيونغ همس نحو جونغكوك:
"ما رأيك؟"
"أظنها تعرف تمامًا ماذا تفعل."

كانت الممرات هادئة، الأضواء خافتة، وروائح الإضاءة الساخنة لا تزال عالقة في الجو.

كانت إينيس تمرّ بالممر الطويل في طريقها للخروج حين رأت شخصًا واقفًا هناك، قرب أحد الأعمدة، يضع قبعة سوداء ويبدو كأنّه ينتظرها.

STRINGS OF SHADOWS .Where stories live. Discover now