part2

52 3 4
                                        


...وانفتح الباب

دخلووو،
الجيش!
مداهمة، وبلحظة صار تبادل نار،
الرصاص يتطاير، الصوت يصم الأذان،
العصابة كانت شوية، بس عددهم ما ظل قليل،
بغفلة، اندف الباب، ودخلو رجالهم، الدعم اجاهم،
العدد صاير أكثر من الجيش،
وانقلبت الدنيا!

جثث بكل مكان، ناس تصيح، أطفال تبچي، نسوان تتوسل،
بس محد يرحم، الرصاص يسكت كل الأصوات.

أنا ختلت گعدت ورا خزانة حديد، بيها أدوات جراحة، ريحتها تخنّگ،
قلبي يدگ مثل طبول عاشور، وگدام عيوني موت ومذبحة،
صوت واحد وگعني من رجفتي،
إيد قوية مسكتني…

ضابط، من الجيش،

مسكني من إيدي وسحبني،
ركضنه، ركض بجنون،
نركض، نركض، نريد بس نهرب من هاي المنطقة،
بس ماكو مهرب، هاي منطقتهم، وكلشي بيها الهم!

ضلينه نركض، ما نعرف وين،
إلين لمحنه بيت صغير،
مرة چانت ترش الزرع ، عيونها متعبة، بس طيبتها تبين،
الولد صاح:

الضابط:
"خالة، طالبين مساعدتچ، بالله عليچ!"

الخالة:
"ما أگدر أساعدكم يمّه، روحو، روحو قبل لا يطبّون عليكم!"

مريم (واني عيوني تدمع):
"خالة بالله عليچ، إحنا دخيلين يمچ، إذا شافونه العصابة راح يموتونهه، خطيتنا بركبتچ..."

وجان وجه الخالة يتغير، لونها صار اصفر ،
واضح، تعرف شنو يعني العصابة.

الخالة (بصوت متردد):
"ادخلو بسرعه... إجى رجلي، بسرعه يله يله!"

طبينه، طيرنا للمخزن،
سدت الباب علينا، وقالت: "لا تطلعون، ولا نفس،"

غرفة المخزن ضيّجة، بيها شباك صغير وعالي،
ما ينفتحلنه غير الصمت…

**

الولد گعد بزاوية،
وأني بزاوية بعيدة،
نص ساعة ساكتين، كل واحد يفكر بحظه.

رجعت الخالة…

الخالة:
"منين اجيتوا؟ وإذا شافكم زوجي؟"

مريم (بصوت خايف):
"كوليله دخلاء، چنت خايفة يموتون ودخلتهم…"

الخالة (تتنهد):
"منو وراكم؟"

الضابط:
"العصابة…"

الخالة وقفت شوي، بعدين نزلت عيونها بالأرض،
الخالة:
"تعرفون بيت منو هذا؟"

مريم والضابط:
"لا… منو؟"

الخالة (بصوت مبحوح):
"رئيس العصابة… الشاردين منه، هاذ بيته… وأنا مرته."

مريم (بهمس مصدوم):
"ياحبيييييبي…"

وقفنه، مصدومين،
نهرب من التنين، وندخل فمه!

الخالة:
"ضلوا هنا، لا صوت، لا حركه، وانتظروا لين تهدى السالفة."

مريم:
"حاضر خالة…"

الضابط:
"تمام."

**

طلعت الخالة، وبعد شوي رجعت، جايبة أكل ومي،
وفراش واحد…

مريم (بصوت متفاجئ):
"بس فراش واحد؟!"

الخالة (بعذر):
"ما عندي غيره، الباقيات جماعت زوجي، ينامون عليهن من يجون خطار… دبّروا روحكم."

الضابط:
"تمام خالة، ماعليچ، ندبّر نفسنا."

**

انطتنه الأكل، وسدت الباب.

مريم (تطالع الضابط):
"شلون ندبر روحنا بفراش واحد؟"

نظرلي… نظرة ساكتة، بس بيها ألف معنى، خفت منها،
الضابط (بهدوء):
"هاج، نامي عليه… من تكعدين، أني أنام… واحد ينام، واحد يكعد."

مريم (مترددة):
"أؤؤؤف… تمام."

الضابط (يعقد حواجبة):
"ليكون ما عاجبچ؟"

مريم:
"لا… لا… اطينيياه، أفرشه."

فرشته، وسويت نفسي نمت،
بس عيناي تراقب، خايفة يأذيني…
بس… بالغلط، غلبني التعب، ونمت صدگ.

**

صَحيت على صوت تكسير وصياح…
صوت رجل يصيح ويغلط،
زوج الخالة… إجى!

صوته يهز البيت،
الخالة تحاول تهدّيه،
وأني والضابط نسمع، بس ما بيدنه شي…
نسمع كلشي… وكل لحظة نخاف ينفتح الباب علينا…

مخزن الحب 💞Where stories live. Discover now