Part 3

62 5 0
                                        

استغفر الله الذي لا إله الا هو الحي القيوم وأتوب إليه

البارت الثالث : معرفة عن قرب

نايا ابتسمت وهي تمسح يدها بكمّها بعد ما رجعت القارورة له، نظرتها راحت لبعيد، كأنها تهرب من عيونه:

> "ما عندي ولا سرّ... بس انت شكلك اللي مخبّي سر إنك مغني، تمثل علينا عامل ورشة."

نجم ضحك بصوت منخفض، نغمة فيها حنين:

> "ما أمثّل... أنا فعليًا عامل، بس الحلم دايم معاي، حتى وأنا أفك كتاوت ولا أبدّل بطارية."

نايا نظرت له بنص عين، كأنها تقيّم صدقه:

> "بس ما كل أحد يحلم... ويستمر يحلم."

نجم:

> "عشان كذا أحاول... أتمسّك فيه، لو حتى بالغنا تحت صوت مكينة لحيم."

ضحكت نايا، هالضحكة اللي تطلع منها بالغصب، ومو دايم تطلع:

> "عاد لو غنيت وسط المكينة، بتصير حفلتك مكسّرة."

نجم رفع حاجبه وقال بثقة مصطنعة:

> "بس صوتي... يغطّي على أي صوت."

نايا ناظرت فيه لحظة، بنظرة فيها شيء من الإعجاب ما تبغى تبينه، وقالت:

> "طيب غني لي شي... بس بدون جمهور، بدون تصفيق."

نجم شبك يدينه، وصوته صار أخف، كأنه يغني للهوى، للشارع الفاضي، ولشخص واحد بس:

> "يا عيونٍ ما تنام... علّمتني كيف أحب
وسط هالناس والزحام... صرت أشوفك وانجذب"

سكت، وعيونه علقت فيها، ما كمل...

نايا كانت ساكتة، بس فيه رجفة خفيفة بمشط رجلها، كأن الكلمات حرّكت شي فيها.

> "صوتك... فيه صدق."

نجم قالها بهمس، كأن يخاطب نفسه:

> "وأنت... فيك شي غريب، يخليني أبغى أغني زيادة."
قطع وجهك حمر لونك بنت هههههههههههه يلا روح لا تصدق نفسك بس

نايا نزلت عيونها وهي تتبسم بخجل خفيف، بس قبل تتهرب، حسّت يد نجم ترفع الكاب اللي على راسها.

> "كاتم شعرك ليه؟ أول مرة أشوفك بدون الكاب."

انفلت كم خصلة من شعرها وقام يطيح على جبينها وعنقها، ونايا فتحت عيونها مصدومة، نظرتها مصدومة من تصرّفه... بسرعة تراجعت عنه، وبخاطرها قالت:

> "هدي، نايا... لا تخربينه! شعرك قصير، لا يلاحظ شي."

لفت وجهها له وقالت ببرود مصطنع:

> "شفتني؟ خلاص، ارتحت؟"

نجم همهم وهو يتأملها:

> "كذا شكلك أحسن، باقي بس تنزل النظارة... نقص نظر؟ ولا شمسية؟"

ورشة الحب Where stories live. Discover now