"شكرًا لحضوركم السريع.
أنا طلبت الاجتماع ده لأنه فيه تطور مهم في فريقنا.
المستشفى هتستقبل دكتور جديد هيبدأ يشتغل معانا، وده مش مجرد دكتور…"
سكت لحظة، وبص في عيونهم.
"هو صديق شخصي ليا، ودكتور شاطر جدًا، لكن حالته الصحية محتاجة متابعة بسيطة في الأول.
وعشان كده، أنا قررت أدي مسؤولية متابعة حالته لأفضل اتنين عندي…
دكتورة ليلى، ودكتور يوسف."
ليلى ويوسف اتبادلوا نظرات سريعة، متوترة.
هي حسّت بخوف مش مفهوم، ويوسف كان بيحاول يفهم مين اللي هيكون المريض.
ليلى رفعت إيدها: "ممكن نعرف مين الدكتور ده؟"
عبد الرحمن ابتسم وقال:
"هتعرفوا بنفسكم. هو موجود بره…"
بص ناحية الباب وقال:
"اتفضل، يا دكتور."
كل العيون اتجهت للباب.
الباب اتفتح بهدوء...
وفي اللحظة دي، دخل وائل.
كان لابس بدلة رمادية أنيقة، وشكله متعَب شوية، لكن ابتسامته كانت واثقة… ومستفزة.
ليلى شهقت بصوت مكتوم.
وجهها تجمّد، وإيديها بردت فجأة.
ما كانتش مصدقة.
أما يوسف، فكان مصدوم…
اللون انسحب من وشه، وعضّ على شفايفه بقوة.
عبد الرحمن قال وهو بيشاور على وائل:
"أقدملكم الدكتور وائل مختار، هيشتغل معانا استشاري باطنة لفترة مبدئية.
وبسبب ظروفه الصحية، هيبقى تحت ملاحظتكم في الأيام الجاية."
وائل بص ليوسف، بعين فيها تحدي.
وبص لليلى، بعين فيها دفء وشيء من… الانتصار.
وقال بصوته الهادئ:
"تشرفت بمعرفتكم… من جديد."
يوسف كان هيقوم من مكانه، لكن شد أعصابه وقعد ساكت.
ليلى حسّت بدوخة، والدنيا لفت بيها، بس مسكت نفسها بالعافية.
عبد الرحمن ختم الكلام:
"أنا واثق إنكم هتكونوا على قد المسؤولية.
نبدأ المتابعة بكرة صباحًا.
وشكرًا ليكم جميعًا."
الاجتماع انتهى.
لكن داخل القلوب…
حرب بدأت فعلاً.
---
"الشرارة الأولى"
المكان: ممر خلفي في المستشفى – بعد الاجتماع مباشرة
خرج الأطباء من غرفة الاجتماعات، الكل بيتكلم عن المفاجأة، ووائل بيتبادل التحيات مع زملاءه الجدد كأنه راجع بيته القديم.
لكن يوسف كان ماشي بخطوات سريعة، متوجه لممر جانبي بعيد عن الزحمة، ووشه مليان غضب وكبت.
ما لحقش يمشي كتير…
لقى وائل واقف وراه، ظهره للحائط، وابتسامة مستفزة على وشه:
وائل:
"ما كنتش متوقعني؟ ولا زعّلتك إني لسه عايش؟"
يوسف لفّله بحدة، وعينيه كلها نار:
يوسف:
"عايز إيه؟ ليه رجعت؟"
وائل:
(بهدوء مستفز)
"رجعت مكاني… وشغلي. بس الأهم… رجعت للي المفروض تكون ليا."
يوسف شدّه من قميصه وقرّبه منه، صوته انخفض بس كان بيغلي:
يوسف:
"إياك تحط اسمها على لسانك… إياك! انت اللي دمرتها… وسايبها بتلملم جراحها، وجاي تعمل فيها البريء؟"
وائل:
(نظرة متحدية)
"هي جتلي برجليها… مش أنا اللي روحت لها. ودي حاجة بتوجعك، صح؟"
يوسف، في لحظة غليان، كان هيرفع إيده ويضربه…
لكن في اللحظة دي، ظهرت ليلى من آخر الممر، وصرخت:
ليلى:
"يوسف!! لأ!!"
يوسف وقف، وإيده ارتجفت، بص على ليلى اللي جريت ناحيتهم، وقفت بينه وبين وائل، ومدت إيدها تمنعه.
ليلى:
"فيه إيه؟ انت اتجننت؟!"
يوسف، بعينين محمرين من القهر:
"جاي تدافعي عنه؟! بعد كل اللي عمله؟!
أنا كنت هضربه عشانك!
مش مستحمل أشوفه بيتكلم عنك كأنك ملكه!"
وائل وقف وراها، هادي، بس بيبص باستفزاز، وده زوّد النار جوا يوسف.
ليلى، بنبرة فيها قلق وألم:
"يوسف… لو سمحت امشي دلوقتي.
المكان ده مستشفى، وإنت بتفقد أعصابك…"
يوسف اتراجع خطوة، وبص في عنيها…
ما كانتش عنيها بتشكره، ولا حتى بتراضيه…
كانت عنيها فيها خوف من اللي بيحصل… لكن مش عشانه.
لحظة صمت قاتلة مرّت، قبل ما يوسف يقول بصوت مكسور:
"أنا ماكنتش متخيل اليوم اللي تدافعي فيه عن غيري… ضدي."
وسابه ومشي…
من غير ما يبص وراه، ومن غير ما يسمع ردّها.
ليلى فضلت واقفة مكانها، بتتنفس بصعوبة، وقلبها بيتقطع.
أما وائل، فكان بيبص عليها من وراها…
لكن المرة دي، نظرته ما كانتش استعلاء… كانت قلق.
بقلم SALMA HAMED
part 7
Bắt đầu từ đầu
