حب منتهي _الجزء السابع
"اختيارات موجعة"
المكان: مستشفى المدينة – الساعة ٨ صباحًا
دخل يوسف المستشفى بوجه جامد، ما فيهوش أي ملامح مشاعر.
كان لابس بالطو الدكتور الأبيض، لكن عيونه كانت سودة من السهر والحزن.
في طريقه لمكتبه، لمح ليلى واقفة بتتكلم مع أحد الممرضين في الممر.
وقفتها، نبرتها، حتى ضحكتها الخفيفة…
كانت وجع بالنسبة له.
عدّى جنبها من غير ما يبصلها، وكأنها مش موجودة.
ليلى حسّت قلبها بينكمش،
بصّت عليه وهو بيعدّي، وحسّت بالندم بيعضها.
بعد دقائق، خدت نفس عميق وراحت على مكتبه، قلبها بيخبط بسرعة.
خبطت…
"ادخلي."
دخلت وهي متوترة، وقفت قدامه وقالت بصوت مكسور:
"يوسف… أنا حاسة إني بجرحك، كل يوم أكتر من اللي قبله.
وأنا مش قادرة أسامح نفسي، فقررت أبعد… عشان أريحك.
مش عايزاك تعيش مع واحدة مش قادرة تحسم قلبها."
وهي بتتكلم، بدأت تقلع الخاتم من صباعها…
بس يوسف وقف بسرعة، وبفزع قال:
"لا! متعمليش كده، ليلى…
بليز، إدي علاقتنا فرصة.
أنا مقدرش أعيش من غيرك.
أنا آسف، آسف إني اتعصبت عليك.
كنت سكران، مش واعي… بس حبي ليكي واعي جدًا."
هي وقفت، عنيها مغرقة دموع، وإيدها لسه ماسكة الخاتم.
قرب منها، حاول يمسك إيدها، لكن هي سحبتها وقالت بصوت مرتعش:
"أنا آسفة يا يوسف…
أنا محتارة، وتايهة…
وإنت تستحق حد يكون واثق إنه بيحبك، مش حد زيه بيهرب من قلبه.
أنا لو فضلت، هظلمك… وهظلم نفسي."
بدموعها، خرجت من المكتب وقلوبهم الاتنين مكسورة.
وهي بتمشي في الممر، كانت بتحاول تخبي دموعها.
ما تعرفش إذا كانت فعلاً اختارت وائل، ولا هتقدر ترجعله،
بس الأكيد… إنها سابت يوسف، وده الوجع الحقيقي.
----
-"عودة مفاجئة"
المكان: غرفة الاجتماعات في المستشفى
الزمان: العصر – الساعة ٤:٣٠ مساءً
الجو في المستشفى كان مشحون.
الممرضات بيتحركوا بسرعة، والمكاتب مشغولة بتقارير وملفات.
لكن فجأة، جرس داخلي أعلن:
"اجتماع طارئ لجميع الأطباء في غرفة الاجتماعات الرئيسية خلال خمس دقائق."
الدعوة كانت غير متوقعة، ومقلقة.
كل الأطباء اتجهوا للغرفة، من بينهم ليلى ويوسف.
ليلى دخلت قبل يوسف بلحظات، وقعدت على كرسي قريب من آخر الطاولة الطويلة.
يوسف دخل بعدها، عيونه لقطت مكانها فورًا.
قرب منها بخطوات واثقة، وحاول يقعد جنبها...
لكنها وقفت بهدوء، من غير ما تبصله، ومشت وقعدت في الكرسي اللي على الطرف التاني.
يوسف حس بوخزة في قلبه، لكن ما علّقش.
قعد في مكانه، ومسك القلم كأنه بيهرب من إحساسه.
الدكتور عبد الرحمن، كبير الأطباء، دخل الغرفة ومعاه ملف سميك، وصوته جهوري كعادته:
