part 3

26 4 0
                                        

--

وصل الصبيان - لؤي ويامن - إلى بوابة قصر اماريث للامبراطور جينمو. كان المبنى شامخًا وعظيمًا، تحيط به الحدائق الغنّاء وتغمره الفخامة من كل جانب.
تسمر يامن في مكانه، وعيناه تتسعان من الذهول:
- "هل... هل هذا منزلنا حقًا؟ انظر يا لؤي! ما أكبر هذا القصر، إنه رائع جدًا!"

ابتسم لؤي، يهز رأسه موافقًا:
- "أجل... لم أتوقع قط أن يكون هذا القصر لنا."

سأل يامن وهو يلمع حماسًا:
- "يا ترى، كيف يبدو من الداخل؟"

سمع الإمبراطور حديثهما، فضحك بلطف وقال:
- "ستريان القصر بأكمله، بنيّاي."

أشار جينمو إلى حراسه، فأسرعوا بفتح البوابة الثقيلة بانحناءة احترام.
ثم انحنى الإمبراطور بنفسه، جاثيًا على ركبتيه أمامهما بابتسامة مشجعة:
- "تفضلا... ادخلا أولًا."

تبادل لؤي ويامن النظرات، ثم ابتسما للامبراطور في امتنان وهتفا معًا:
- "شكرًا لك، سيدي الإمبراطور!"

دخلا القصر، وما إن وطأت أقدامهما أرض الرخام اللامعة حتى عقدت الدهشة لسانيهما؛ الجدران مزينة بالتحف الذهبية، والأرضيات مفروشة بالسجاد الحريري الفاخر، والخدم مصطفون على الجانبين، رؤوسهم محنية احترامًا.

طلب الإمبراطور جينمو بإشارة من يده أن يحضر أحد الخدم الملابس الجديدة للصبيين.
سارع الخادم بالعودة حاملاً طقمين من أجمل الثياب، وتقدم بهدوء إليهما.

نظر لؤي إلى الخادم بتساؤل:
- "ما هذا؟"

أجاب الإمبراطور وهو يبتسم:
- "إنها ثيابكما الجديدة، هيا ارتدياها يا صغيريّ."

ارتبك يامن قليلاً وسأل بخجل:
- "لكن... أين سنرتديها، سيدي الإمبراطور؟"

تدخل لؤي، بصوته البارد المستفز:
- "لا تقل لنا إننا سنبدل ملابسنا أمامك."

ساد القاعة صمت ثقيل، وبدأ الخدم والحراس يتهامسون بصدمة، بينما ارتجف يامن من الإحراج، مسرعًا يهمس إلى أخيه بعصبية:
- "أخي! ما الذي تقوله؟! يا لك من مستفز!"

أدار لؤي رأسه ببرود وقال وكأنه لا يرى خطأ في كلامه:
- "ماذا قلت؟ لم أقل شيئًا."

حين رفع لؤي عينيه إلى الإمبراطور، ارتبك للحظة من نظرة جينمو القاسية والمحرجة.
قال الإمبراطور بصوت منخفض لكنه ينذر بالخطر، وهو يحاول أن يحافظ على هدوئه:
- "ماذا تقول، أيها الفتى؟! هل فقدت عقلك؟! كيف تجرؤ على التلفظ بهذا الكلام أمامي؟! عار عليك، بل ألف عار! كان عليك أن تكون ممتنًا لأنك ستعيش في قصري!"

لم يتزحزح لؤي عن موقفه، واكتفى بإيماءة باردة وهو يتمتم بجفاء:
- "شكرًا."

ارتجف الحراس من الغضب المكتوم الذي بدى واضحًا على وجه الإمبراطور.
خطا جينمو خطوة غاضبة نحو لؤي وكاد أن يرفع يده، لولا أن تقدم اثنان من الحراس بسرعة، ممسكين به بلطف وهم يرددون:
- "اهدأ، سيدي الإمبراطور! لا تهتم لكلماته، إنه مجرد طفل."

تراجع لؤي بخفة، يختبئ خلف ظهر أخيه الصغير يامن وكأنه وجد فيه درعًا واقيًا.

تنهد الإمبراطور بعمق محاولًا ضبط أعصابه، ثم التفت إلى أحد خدمه:
- "خذ هذين الصبيين إلى غرفتهما."

انحنى الخادم باحترام:
- "أمرك، سيدي الإمبراطور... تفضلا، اتبعاني."

ابتعد الصبيان خلف الخادم، في حين عاد الإمبراطور جينمو إلى مقعده ببطء، واضعًا يده على رأسه، يتمتم بضيق:
- "آه... هذا الفتى يحتاج إلى دروس طويلة في الأدب والاحترام...!"

---

ذکْريِّأّتٌـ مًأّ وٌرأّء أّلَمًأّضًـيِّ آلَتٌرآبًطِ آلَآخِوٌيَ (١)...♡♕Where stories live. Discover now