Part.18

358 24 2
                                    

تقدم الرجال مني كي ينفذوا امر والد كاي فأغمضت عيوني بخوف عندما رأيت العصا التي ضربوا بها كاي ولكن عدت لأفتحهما بصدمة عندما سمعت صوت تأوه الرجال وهم يقعون واحد تلو الاخر ممسكون برؤؤسهم فنظرت للجهة الاخرى لأرى كاي يقف امام الباب ويطلق قواه عليهم فتنهدت ونظرت لوالد كاي الذي صرخ"يااه مالذي يحدث معكم لقد اخبرتكم ان تتقدموا لا ان تجلسوا هكذا.."ضغط على اسنانه عندما لم يجد احد يسمعه وتقدم مني ليحيط يديه حول رقبتي"انا سأفعل ما أريده بنفسي"شعرت بالأوكسجين ينقطع تدريجيا والدماء تجمعت في رأسي لكن اوقفه كاي ايضا ليرميه على الحائط ثم تقدم منه"ايها اللعين لم اكن اريد قتلك"اغمض عينيه وتنهد ثم فتحهما واطلق قوته ليسقط والده على الارض ميتا..حاولت اخذ انفاسي وتنظيمهم حتى وقف كاي امامي وطلب مني ان اسند ظهري ثم اطلق قوة صغيرة لتفك الحبال وجلس امامي"لو انني استطيع لمسك لمسحت الدموع التي سببتها لك..انا حقا اعتذر"حركت رأسي بالنفي"لا شأن لك انت..هيا دعنا نخرج من هذا المكان"حرك رأسه بالموافقة ونهضت لنبدأ السير الى الخارج..عدت لأسير من دون اي هدف فوقف امامي وعقد حاجبيه"توقفي عن السير الان انك متعبة..اجلسي قليلا"حركت رأسي بالموافقة وتوجهت نحو احدى الحدائق لأدخل اليها واجلس على عشبها بالقرب من النهر لكن لم تكن جلستي مريحة فقد تحدث كاي بتردد"سيهون"نظرت اليه بإستغراب"مابه!"اجابني"والداه..قد توفيا"توسعت عيوني ونهضت بفزع"كـ كيف عرفت..اين هم الان!"تحدث ويبدو انه يرى شيئا"جميعهم في مشفى***"التفتت لأبدأ الركض متوجهة نحو المشفى التي قال اسمها كاي وعند وصولي سألت عن السيدة ايون والسيد لي مينهو فأخبرتني ان السيد لي مينهو في العناية المركزة ولم يستيقظ بعد اما السيدة ايون فقد خرجت وهي الان في الغرفة رقم مئة وثمانون..توجهت بسرعة لابحث عن ذلك الرقم حتى وجدته فدخلت بتردد ونظرت اليها..كان سيهون ممسك بيدها وهو يبكي وهي تمسح على شعره باليد الاخرى فتقدمت عدة خطوات كي تنظر الي وانحنيت"مـ مرحبا سيدتي"ابتسمت واشارت الي ان اقترب فذهبت اليها ووضعت ركبتي على الارض لتضع يدها على رأسي"اريد ان اسمع كلمة امي منك..ولو انه اليوم الاخير لي"توسعت عيوني وقلت بخوف"مـ ماذا!مالذي تقولينه؟ا.انتي ستعيشين..ستعيشين امي"تساقطت بعد الدموع من عيني لتبتسم"انك حقا تشبهينها صغيرتي..اعتني بسيهون جيدا اتفقنا"حركت رأسي بالنفي ليرفع سيهون رأسه ويصرخ"امي توقفي عن ذلك انتي ستعيشين..لقد اخبرني الطبيب ان هذه الفترة الخطرة وستتجاوزينها ليتمكنوا من القيام بالعملية"سقطت دمعة من عينيها لتبلل الوسادة"اتمنى ذلك صغيري لكن..انت ايضا اهتم بأختك فليس لها سواك في هذا العالم"بدأ تنفسها يزداد شيئا فشيئا ورفعت يدها عن يدي لتضعها على صدرها فتوسعت عيوني ونظرت لسيهون الذي بدأ يصرخ بإسم امه..حاولت النهوض وركضت للخارج كي انادي الاطباء وبالفعل استجاب لي اثنان وتوجهوا نحو غرفة السيدة ايون ليُخرجوا سيهون ويغلقوا الباب..اقتربت منه بتردد لأضع يدي على كتفه"لاتقلق ستكون بخير"ابعد يدي والفتت ليذهب فتنهدت وجلست على الكرسي امام الباب حتى خرج احدى الاطباء ورأسه للاسفل فنهضت بتردد ونظرت اليه"ماذا..كـ كيف حالها!"نظر الي واجابني"انا اعتذر لكنها فارقت الحياة"ربت على ذراعي والتفتت ليذهب فأغمضت عيوني لأسقط على الارض وابدأ بالبكاء صحيح انها فترة قصيرة التي رأيتها بها لكنها كانت اجمل ايام حياتي..ايضا تذكرت حين توفيت والدتي لكن في ذلك اليوم كان ابي وبيكهيون معي لست وحدي..حاولت النهوض وسرت الى الخارج لإرى سيهون يجلس على احدى المقاعد في حديقة المشفى فتقدمت بتردد وانا احاول عدم البكاء وجلست بهدوء امامه...مرت خمس دقائق تقريبا ولم يتحدث احدنا او ينظر للأخر فكدت ان اتحدث لكن سيهون تحدث اخيرا"اردت ان يحدث ذلك من قبل لكن لم اكن اعلم ان الشعور هكذا..ظننت انني سأكون سعيدا لأن من قتل اختي سيموت اخيرا لكن..لكن لماذا ابكي الان..لا ادري ان كنت حزين عليهم ام حزين على نفسي ام على اختي..الشعور بالوحدة صعب حقا"شهق والتفتت قليلا كي لا ارى دموعه ثم تحدث"امي لم يخرج زجاج نافذة السيارة من صدرها بعد واثر ذلك على قلبها ليقتلها وابي صدم رأسه وادى الى نزيفه ثم توفي ايضا..انها حياة قاسية حقا"وضع رأسه على كتفي وامسك بيدي"كل مابقي لي هو انت لذا ارجوكِ لاتتركيني ولاتطلبي مني ان لا اهتم لأمرك فأنني اشعر انك يونا وقد كنت احب يونا كثيرا"شعرت بالصدمة والخوف والقلق اولا لن استطيع اخباره انه سيتحول اذا بقي معي ثانيا لن استطيع ان ابقى معه فوالداه توفيا ويستحال ان اعود لذلك المنزل...رفعت يدي بتردد لامسح على شعره"سيهون هناك امور كثيرة اخفيها عنك.."قاطعني وهو يرفع رأسه وينظر الي"اعلم كل شيئ..اخاكِ ليس فتى سيئ بل هو مصاص دماء او ماشابه ذلك"تنهدت واكملت"ليس اخي فقط..كل من يقترب مني يصبح هكذا انني مصابة بشيئ غريب لا ادري ماهو لذا لا اريدك ان تتحول انت ايضا ارجوك فالتتفهم الامر"انزلت يدي وكدت ان انهض لكنه امسك ذراعي واعادني"لا هذا لن يحصل..واذا حصل فأنا لن اهتم بما انني سأبقى معك"تنهدت ونظرت اليه"سيهون انت لاتعلم عندما تتحول ماذا ستصبح..ربما لن تستطيع تناول الطعام الاعتياد ولن تستطيع التقرب مني ولن تعود لحياتك الطبيعية..كل شيئ سيتغير"تحدث بثقة"لا بأس في ذلك ايضا..ساتقبل كل شيئ بما انك ستبقي بقربي..جونا ارجوكِ"تنهدت وانزلت رأسي"انا اعتذر"سحبت يدي ونهضت بسرعة لأركض خارج المشفى واسمح لدموعي بالتطاير في الهواء وبعد عدة امتار توقفت لاخذ انفاسي ورددت بحزن"ارجوك سامحني سيهون لكنني لن استطيع ان اراك تتحول انت ايضا كما تحول تايانغ..لا اريد ان اخسر احد اخر"جلست على الرصيف بتعب لأمسح دموعي واحاول تهدأة نفسي ثم نهضت وتسللت الى احدى الحدائق كي انام داخلها..مر بعض الوقت وانا مستلقية على الاعشاب حتى شعرت بأحد يراقبني فالتفتت بسرعة لأجد كاي فتنهدت وعدت لاستلقي"لقد ارعبتني"ابتسم وجلس على العشب"هل يجب ان اعتذر!"اجبته ببرودة"لا..فقط انسى الامر..ماذا تريد!"اجابني"اريد ان احميك"نظرت اليه بإستغراب ليتحدث"هيا نامي فحسب"ادرت وجهي للجهة الاخرى واغمضت عيوني لن استطيع ان انكر انني احسست بالامان اكثر بوجود كاي لذا تمكنت من النوم..شعرت بأشعة الشمس تضرب على وجهي لأعقد حاجبي وافتح عيوني بتعب فرأيت كاي يضع يده امام الشمس وينظر الي كي يغطي الضوء عن عيني لكن بما ان جسده وهميا لم يتمكن من حجبها فابتسمت اولا ثم بدأت اضحك ونهضت لينظر الي بتردد وينزل يديه"اوووه نهضتي!"قالها بإستغراب لاجيبه"اجل..كم الوقت الان؟"اجابني"السابعة والنصف"توسعت عيوني وقلت بإرتباك"ياللهي سأتأخر"ركضت خارجة من الحديقة لكنني صدمت ان الباب كان مفتوحا فالتفتت بتردد لأرى الحارث ينظر الي بإستغراب ثم اشار للداخل"لقد كان مقفلا كيفـ.."قاطعته"اعتذر سيدي لكن لدي دوام مدرسي لذا علي الذهاب ساعود في الليل وداعا!"التفت بسرعة واكملت الركض متجاهلة صراخه حتى وصلت لموقف الحافلات فوقفت بتردد ووضعت يدي على ركبتي لاخذ انفاسي ثم استقمت وانتظرت الحافلة..وصلت الى المدرسة في الثامنة الا دقيقتين تقريبا لذا تقدمت بتردد من الفصل لأرى المعلم يتقدم من بداية الممر فسارعت اكثر ودخلت لاتنهد بإرتياح واتوجه نحو مقعدي بهدوء...نظرت للفتات التي امامي وابتسمت لتنظر الي بنفس النظرات الباردة ثم تعيد نظرها للوح فرفعت كتفي ونظرت للمعلم الذي دخل..

الذكرى المهجورةWhere stories live. Discover now