الذكرى المهجورة

part.08

شعرت بأحد يتقدم نحوي ورأيت حذائه الذي يرتديه فرفعت رأسي لأرى من هو لكن تغبشت الصورة في عيني وسقطت مغماً علي...استيقظت في مكان هادئ جدا ظننت انه بعيدا عن العالم كله التفتت قليلا لأرى بيكيهون وتايانغ نائمان على الكرسي وكاي يغلق الباب بهدوء ويتقدم نحوي..همس بصوت خافت"اوه استيقظتي"تحدثت بتردد"اين انا؟"اجابني"انك في غرفة التمريض في المدرسة"تنهدت وحركت شفتي لاتحدث لكن صوت تايانغ اوقفني"يااه هل جئت لتقضي عليها!"نظرت اليه بإستغراب لينهض ويتقدم نحوه"اخرج من هنا قبل انـ.."قاطعته بسرعة"يااه تايانغ دعه!"استدار نحوي ليتحدث بغضب"لقد كاد ان يقتلك وانت تطلبين ان ادعه"عقدت حاجبي وقلت بغضب"ليس هو من كاد ان يقتلني لقد ذهب قبل ان يحدث ذلك معي!"تحدث بإستغراب"ماذا!اذا من الذي فعل ذلك؟"قبل ان اجيبه نهض بيكهيون وقد بدا عليه التعب ونظر الي ليضع يدي على جبيني ثم اشار بإبهامه انني بخير..ابتسمت وتحدثت"مم انني بخير لاتقلق على اختك فهي قوية"نظرت الى كاي الذي تحدث بتعجب"هل هو اخاكِ"اجبته"لا..بل توأمي"صعق من اجابتي وعقد حاجبيه ثم بدأ يضحك"اوه ههه لا بد انك تستهزأين بي..صحيح!؟.."تحدث تايانغ بحدة"انهه توأمها حقا!"نظر اليه ثم عاد لينظر الي"اه.اجل..يبدو ذلك"ابتسم ونظر لتايانغ ثم تحدث"اذا..سـ أذهب اولا..جيد انك بخير واهتمي بنفسك اتفقنا!"اشرت بالموافقة ولوحت له ليذهب ثم نظرت لتايانغ الذي تحدث"كيف تخرجين مع ذلك المغفل..هل تريدين ان يحدث شيئ ما ويصيبك بمكروه"نظرت اليه بإستغراب"لكنه فتى بقلب طيب ولطيف لذا لاتتحدث عنه!"تنهد وتحدث بغضب"فتى لطيف ها!!حسنا..لن اتحدث عنه ثانية"استدار وخرج من الغرفة ليغلق الباب بقوة فتنهدت ونظرت لبيكهيون الذي وضع الهاتف امام عيني..اخذته بتردد وقرأت"مالذي حدث..لماذا اغمي عليكي! ؟"اجبته بتردد"لا ادري لكن اظن انني كنت متعبة فـ بعد ان نزل كاي شعرت بالدوار ووقعت فجأة"عاد ليكتب"هل يمكن ان كاي فعل لكِ شيئ"اجبت بسرعة"لا لا كاي ليس من ذلك النوع انه حقا فتى لطيف وقلبه طيب جدا"تنهد وحرك رأسه بالموافقة فأكملت"اريد العودة للمنزل"اشار الي ان انزل من السرير وذهب ليخبر الممرضة بينما ارتديت حذائي لكن عندما اغلق الباب شعرت بألم في رأسي فتهديت بالحائط لاسمع صوت فتاة في رأسي"لقد انقذك اخاكِ هذه المرة لكن لن تفلتي مني في المرة القادمة..عليكي تذكر ماحدث في التاريخ ذاك!"عاد بيكهيون ليختفي الالم فنظرت اليه بتردد واصطنعت الابتسامة"هلـ هل وافقت على خروجي!"حرك رأسه بمعنى اجل فبدأت السير برفقته لنخرج من المدرسة..كانت الساعة السابعة مساء والجو بدأ يبرد تدريجيا فركضنا نحو السيارة لنركب بها وننطلق..تحدثت بينما احاول التذكر"بيكهيون..هل تتذكر تاريخ الخامس والعشرين من ديسمبر قبل عشر سنوات"ابتسم واخرج هاتفه ليكتب بيد وباليد الاخرى يمسك بالمقود"انني لا اتذكر ما اكلته بالامس لاتذكر ماحدث منذ عشر سنوات"تنهدت ونظرت من النافذة لافكر حتى وصلنا الى المنزل ففتحت باب السيارة لانزل لكنني تذكرت شيئا!"الخامس والعشرين..عندما انتقلنا من حيّنا القديم الذي كنا نسكن فيه!"نظر الي بيكهيون وضرب رأسي بخفة لاستيقظ وفتح الباب ليدخل فسارعت بالدخول وركضت نحو غرفتي لأفتح الباب والقي بجميع الاغراض التي كانت على صندوقي الكبير وافتحه..بدأت بأخذ دفتر تلو الاخر وانا اقلب في صفحاته..لقد احتفظت بكل ذكرى ودونتها في دفاتر مختلفة وبعد عدة دقائق شعرت ان احد يقف خلفي فالتفتت لارى بيكهيون يحرك رأسه ويشير الي انه سيذهب لينام فحرك رأسي بالموافقة ولوحت له ليذهب ثم اكملت البحث..كانت اعدادهم هائلة ولم استطع ان اجد ماحدث منذ عشر سنوات فتنهدت وكدت ان انهض لأغلق الصندوق لكن..رأيت ورقة وقعت من احدى الدفاتر فاقتربت منها بتردد وفتحتها لأقرأ ماكتب"اليوم ستسافر عائلة سوزي الى الخارج ووعدتها ان اذهب لأنام عندها لكن صدف اننا سنذهب ايضا الى رحلة مع والدي لذا لن استطيع الذهاب اليها..وايضا لا استطيع ان اخبرها بذلك لأنها لم تسافر مع عائلتها من اجل ان تبقى معي انني حقا حزينة من اجلها"كتب في نهاية الورقة التاريخ الخامس والعشرين من ديسمبر..توسعت عيوني مع مزامنة صوت رنين الساعة تدل على انها الثانية عشر فوقفت بتردد لأتحدث"سـ سوزي..هـ ل هي انتي؟"لم اسمع اي اجابة لأكمل تحدثي وقد انزلقت بعض الدموع من عيني"انني حقا اعتذر لم اكن اقصد.."قاطعني صوتها من الخلف"اااه اخيرا عرفتي السر انسة جونا!نظرت للخلف لكنني لم اجد احد ليكمل الصوت حديثه"لقد تركتني في المنزل وانا فقط انتظرك وانتظرك حتى فنيت عظامي وخرجت روحي"تحدثت بإحباط وانا اضع ركبتي على الارض"سوزي..سامحيني لكن.ان لم تفعلي فارجوكِ..خذي حقك مني الان" انزلت رأسي لأسمع صوتها يقترب ثم شعرت بشيئ يحيط برقبتي"لن اقتلك فقط اريد ان تعيشي برفقتي لذا تحمليني قليلا!"عقدت حاجبي وصرخت"انتظري...لا اريد ان اصبح روح من دون جسد..الا يمكنك ان تعيشي انتي برفقتي!"لم اسمع اي رد فـ كدت ان التفت لكن شعرت بأن الشيئ مازال مربوط حول رقبتي فتحدثت بتردد"ارجوكِ..اما اقتليني او دعيني على حالتي"فُكَ الشيئ الذي يقيد رقبتي واختفى كل شيئ فتحدثت بتردد"سوزي..سوزي هل مازلتي هنا!"ظهر صوتها من الخلف"انظري الي"التفتت بسرعة لأرى طفلة بعمر التسع سنوات تحدق بي فتوسعت عيوني وركضت لأعانقه وانا انادي بإسمها لكن..لقد..لقد اجتزت جسدها!التفتت لتلتفت هي ايضا وتتحدث"لا يمكنك مسكي او لمسي لانني لست بشرا..اكتفي برؤيتي فقط"حركت رأسي بالموافقة لتشير الى سريري"نامي الان"تقدمت من السرير لأستلقي وانظر نحو السقف"اشتقت لكِ حقا"ظهرت فوقي وتحدثت"لا اصدقك..لو كنتي كذلك لكنتي اتيتي في ذلك اليوم"تحدثت بتردد"لقد اضطررت للذهاب معه..اعتذر"تنهدت ونزلت على الارض"اوه..لن يفيدنا شيئ الان..هيا نامي"اغمضت عيني لأغرق في نومي..انها المرة الاولى التي انام فيها من دون ان ارى كوابيس او ان احلم بشيئ مخيف..استيقظت على صوت سوزي"يااه ياااه انتي..استيقظي"فتحت عيني لاجد بيكهيون عاقد حاجبيه وهو يوقظني وامامه سوزي فتحدثت بصدمة"ياه كـ كيف!"قاطعتني"اصمتي انه لا يراني فقط انتي من تريني"نظر الي واشار بغضب لاعقد حاجبيه فتحدث سوزي"يقول..كيف ماذا"تنهدت واجبته"لا شيئ..صباح الخير"نظر الي بتردد ثم اشار ان انهض وذهب..نهضت ودخلت للحمام كي اغسل وجهي وبدلت ملابسي ثم خرجت لأنظر الى سوزي التي تقلب في دفاتري ثم نظرت الي"ياه ماهذا..هل تدرسين هذه الاشياء"تحدثت بتردد"اجل.."تنهدت ونهضت"حسنا هيا الان يجب ان تذهبي الى المدرسة ستتأخرين"حملت حقيبتي وركضت بسرعة لافتح الباب فتحدثت بأستغراب"بيكهيون الن يذهب معك"تنهدت واجبتها"بيكهيون يذهب اولا..اااه انه فتى مستهتر جدا"فتحت الباب لاخرج وانتظر موقف الحافلات فتحدثت بضجر"ااه هو يركب في السيارة بينما انتي تذهبين في الحافلة"تنهدت وتراجعت قليلا لأنظر الى نهاية الطريق"لقد تأخر اليوم"بينما كنت اقف وسوزي تطير بجانبي لمحته من بعيد وابتسمت"لقد اتى"وقف امامي لاصعد بسرعة وجلست على المقعد...نظرت الي بتردد"هل تفعلين هذا دوما..انه شيي متعب"تحدثت بسرعة"لا لقد اعتدت على ذلك"نظرت حولي لاجد الجميع ينظر الي فأرخيت رأسي لاكتم خجلي*اااه سيظنون انني مجنونة لانني اتحدث مع احد غير مرئي لهم*سار الباص عدة مسافات ليبتعد عن المحطة ثم سمعنا صوت شيئ غرريب وتوقفت الحافلة فجأة...