---
بعد ساعات من العذاب – مساءً – الزنزانة ذاتها
كانت آثار الحديد المحمّى لا تزال واضحة على جسده، لكنها لم تكن الجراح التي تؤلمه، بل الكلمات... النظرات... الإحساس بأنه شيء يُعاد تشكيله بالعنف.
كان كريستوف مستلقيًا بصمت، وجهه إلى الجدار، وعيناه مفتوحتان، لكنه لم يكن يرى. في داخله، لم يعد هناك صوت... فقط فراغ كبير، يغلي بالصمت.
دخل جوروج بهدوء، ووقف ينظر إليه.
"توقّفت عن الصراخ سريعًا هذه المرة..." قالها بنبرة لا تخلو من الفضول.
لم يرد كريستوف. لم يحرّك ساكنًا.
اقترب جوروج منه، جلس أمامه، مدّ يده ليرى أثر الحرق، لكن كريستوف سحب جسده ببطء، وقال بصوت خافت، بارد:
"إن لم تأتِ لقتلي، فاخرج."
رفع جوروج حاجبه، وقال بسخرية: "صرتَ جريئًا، كريستوف."
ابتسم كريستوف ابتسامة خفيفة، لكنها بلا حياة: "لا... لم أعد أخاف. فقط... لم أعد أشعر بشيء."
وقف جوروج، شعر بشيء غريب في ذلك الرد. كريستوف لم يعد كما كان. هناك برودة جديدة، نظرة جامدة لا تخفي الخوف بل تحتقره.
قال جوروج وهو يهمّ بالخروج: "أراك في الغد، يا ابن مرسال."
رد كريستوف دون أن يلتفت: "أنا لست ابن أحد. أنا فقط... شيء خلقه القسوة."
---
في صباح اليوم التالي – قاعة الطعام الكبيرة
كان الإخوة مجتمعين، يضحكون ويتحدثون، لكن حين دخل كريستوف، ساد الصمت.
وقف هناك للحظة، شعر بالأنظار كلها عليه. لم يتجنّبها. بل نظر إلى وجوههم واحدًا تلو الآخر، دون أي تعبير.
قال أحدهم، بسخرية: "أهلاً بالعائد من الجحيم."
اقترب كريستوف منه، أمسك كوب العصير البارد، وسكبه على رأسه دون أي تردد.
الجميع وقف، مندهشًا.
قال كريستوف بنبرة هادئة، مرعبة: "هل تظن أنني مثل قبل؟ جرّبني مرة أخرى... وسأريك من عاد من الجحيم."
غضب الأخ الأكبر، ودفع كريستوف بقوة، لكن كريستوف ثبت قدميه، ولم يسقط.
نظر إليه بتحدٍ، وقال: "اضربني. افعلها. الجميع يفعلها. لكن احذر... هذا الجسد اعتاد الألم، ولم يعد يخاف."
---
في مكتب مرسال – دقائق لاحقة
كان مرسال جالسًا، يوقّع بعض الأوراق حين دخل جوروج وهو يقول: "كريستوف أثار الشغب في القاعة. سكب العصير، تحدّى إخوته."
رفع مرسال نظره، ثم قال ببرود: "أحضروه."
حين جُلب كريستوف، وقف أمام والده كالعادة... جامدًا.
YOU ARE READING
لاكنك ابي
Actionا...اب...ي اني مو قلت الك لا تنادي ب ابي ناديني سيدي اا ان...ا...اس...ف روايه فصحه تكلم روايه عن طفلل يتعذب من ابوه 16 انتهت
