PART (2)

2 1 0
                                        

مرت الأسابيع، وكان كل شيء يبدو طبيعيًا كما كان دائمًا. "اسمك" و"تاي" أصبحا أكثر قربًا من بعضهما البعض. كان كل شيء جميلًا، وكلما اقتربت الأيام، كانت "اسمك" تشعر بأنها في قمة السعادة، وكأنها أخيرًا وجدت مكانها في هذا العالم المزدحم. كان "تاي" دائمًا بجانبها، مستمعًا إلى كل كلمة تقولها، ومدعمًا لها في كل خطوة تخطوها. لكن في أعماق قلبها، كانت هناك تساؤلات لم تجد لها إجابة. شيئًا فشيئًا، بدأت تشعر بأن "تاي" ليس كما يبدو. كانت تلاحظ التغيرات الطفيفة في سلوكه، في طريقة حديثه، في الابتسامة التي كانت تبدأ تختفي كلما تحدثت عن شيء مهم بالنسبة لها.

في يومٍ ما، أثناء جلسة بينهما في أحد المقاهي الهادئة، بدأ "تاي" يتصرف بشكل غريب. كان يبتسم، لكنه لم يكن كعادته، كان هناك شيء ثقيل في الهواء، شيء لم تستطع "اسمك" تحديده. كان يتحدث عن الأمور اليومية كما لو أنه لا يهتم بها حقًا، وكان قلب "اسمك" ينبض بسرعة أكثر من المعتاد. شعرت بشيء غريب في حلقها، وكأن كلماتها بدأت تضيع في الهواء.

ثم فجأة، قال "تاي" بنبرة باردة: "اسمك، هناك شيء مهم يجب أن أخبرك به."

تجمدت "اسمك" في مكانها. كانت تعرف أن شيئًا ما على وشك الحدوث، لكن لم تكن تتوقع أبدًا أن يكون هذا هو اليوم الذي ستكتشف فيه الحقيقة.

"أنا في علاقة مع شخص آخر. كانت علاقة عابرة، ولكنني أعتقد أنني استمتعت بها أكثر مما توقعت. ولم أكن أريد أن أخبرك، لأنني كنت خائفًا من أن تؤذيك الحقيقة." قال "تاي"، وهو ينظر إلى الأرض.

كانت "اسمك" تشعر وكأن الأرض تهتز تحت قدميها. كانت تشعر بأن قلبها تمزق، وأن كل شيء حولها بدأ يتحطم. كانت صامتة، غير قادرة على إخراج أي كلمة من فمها. عيونها كانت مليئة بالدموع، لكن لم يكن بإمكانها أن تبكي. كانت تشعر بالخيانة أكثر من أي وقت مضى. كانت ترى أنه كان يستغلها، وأن كل تلك الأوقات التي قضتها معه كانت مجرد وهم. كانت تراهن على حب لم يكن موجودًا سوى في خيالها.

"لماذا؟ لماذا فعلت هذا؟" همست "اسمك"، وكان صوتها مليئًا بالحزن. "كنت أعتقد أنك الشخص الذي سيجعل حياتي أفضل، لكنني كنت فقط وسيلة للمتعة بالنسبة لك."

ابتسم "تاي" ابتسامة غريبة، وكأنما كان يتوقع رد فعلها هذا. "أنا آسف، ولكن كنت بحاجة إلى هذا. لم أكن أريد أن أؤذيك، لكنني لا أستطيع الاستمرار في الكذب."

الدموع بدأت تتساقط على خد "اسمك"، وهي تشعر بأن قلبها يتحطم. كانت تؤمن به، كانت تعتقد أن لديه نية صافية، لكنها الآن كانت ترى الحقيقة المرة. كانت مجرد لعبة في يده، لعبة أحبها لفترة ثم رمى بها عندما ملّ منها.

في تلك اللحظة، دخلت "ليسا" إلى المقهى، ورأت ما يحدث. كانت "ليسا" تراقب عن كثب كل ما يحدث، وكانت تشعر بالحزن من أجل صديقتها. اقتربت منها بحذر، وجلست بجانبها. "اسمك، أنا آسفة. كنت أعرف أنه ليس الشخص الذي يجب أن تكوني معه. كنت أخبركِ من البداية، لكنكِ لم تلتفتي." قالت "ليسا" بصوت منخفض، مملوء بالحزن.

ولكن "اسمك" لم تستطع التحدث. كانت فقط تبكي في صمت، وكأن الكلمات قد سقطت من قلبها. كانت تشعر بأنها تائهة، في عالم مليء بالخداع والآلام. كانت تريد أن تعود إلى الأيام التي لم تعرف فيها "تاي"، الأيام التي كانت مليئة بالأمل.

بينما كانت "اسمك" تبكي، وقف "تاي" وأخذ خطوة إلى الوراء، وكان يبدو عليه عدم الاكتراث لما يحدث. "لا أستطيع أن أقول إنني آسف. لقد أخبرتُكِ بكل شيء. كنت أحتاجك فقط عندما كنت بحاجة للراحة، ولا أستطيع أن أظل في هذه العلاقة." قال ذلك وتركهم، يخرج من المقهى بلا أدنى شعور بالندم.

مرت دقائق طويلة قبل أن تتكلم "اسمك" مرة أخرى. كانت تشعر بأن قلبها قد فقد قدرته على الشعور بأي شيء. "كيف كنتِ تعرفين؟ كيف كنتِ تشعرين أن هناك شيئًا خاطئًا؟" سألته "اسمك" وهي تحدق في "ليسا" بعيون حائرة.

أجابت "ليسا" بصوت هادئ، "لأنني رأيت ما لم ترينه. الحب ليس مجرد كلمات، إنه أفعال. وأنتِ كنتِ تعيشين في عالمه من الأوهام."

انتهت اللحظة الهادئة والباردة في المقهى. كانت "اسمك" تقف هناك، مفجوعة، وقد فقدت جزءًا كبيرًا من نفسها. ولكنها تعلم الآن أنها كانت بحاجة إلى هذا الألم لكي تكتشف الحقيقة. كان قلبها قد تمزق، لكنها كانت تعلم أن هذا سيكون بداية لشيء جديد. شيء قد يكون مؤلمًا، لكنه كان ضروريًا لنموها.

مع مرور الأيام، بدأت "اسمك" تلتقط قطع قلبها المكسور، شيئًا فشيئًا. كانت تبتعد عن "تاي"، وتعيد بناء حياتها. وفي أعماقها، كانت تعلم أن الحب الحقيقي يجب أن يكون مبنيًا على الثقة والاحترام، وليس على الأكاذيب والخداع.

لكنها أيضًا تعلمت درسًا قاسيًا: في بعض الأحيان، يجب أن نبتعد عن الأشخاص الذين لا يستحقون مكانًا في حياتنا، مهما كان الحب الذي شعرنا به. وفي النهاية، أصبح قلب "اسمك" أقوى، وأكثر قدرة على التميز بين الصدق والخداع.

إلى أعزائي القراء،

شكرًا لكونكم جزءًا من هذه الرحلة. كل كلمة، كل لحظة في هذه القصة كانت محاولة لفهم الأبعاد العميقة للعلاقات البشرية وما قد يحدث عندما يغيب الاحترام والصدق. قد تكون الشخصيات في القصة قد مرّت بتجربة صعبة، لكن الهدف من وراء هذه التجربة هو أن نعرف جميعًا أننا نستحق أن نحب بصدق، وأن نكون محاطين بمن يقدرنا كما نحن، لا بمن يستغلنا لأغراضه الخاصة.

الحياة ليست دائمًا كما نريدها، لكننا نملك القدرة على الوقوف بعد كل سقوط. سواء كنا في علاقة أو نعيش لحظات ألم، تذكروا أن أهم شيء هو أن نحب أنفسنا أولاً وأخيرًا.

لا تدعوا أي شخص يقلل من قيمتكم، ولا تنسوا أن لكل نهاية بداية جديدة.

لكم كل الحب والتقدير.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Feb 22 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

علاقات مشبوهةWhere stories live. Discover now