ذياب كمل:مايهم هذا كله الحين ، و اللي فات مات و الدنيا لهالحين بخير
بلعت ريقها توق تناظر للأكل أمامها و نطق ذياب:يالله سمّو بالله
عقاب:ماني جاي انا
رفعوا انظارهم له و نطق:عندي إرتباطات و ماني متفرغ ، اتمنى إنكم تنبسطون بالإجازة
ناظره ذياب و لف جسّار لذياب و تنحنح جسّار يصد للطعام و سكت ذياب يصد و ياكل
توق كانت تناظر للأكل و تهوجس ماهي معهم و التفت ذياب لها:توق ليه ما تاكلين ؟ ما عجبك الطعام ؟
رفعت انظارها تسيطر على السرحان اللي كانت غارقه فيه و تهمس:معليش
ضلّت تحرك الملعقه و هي تفكر كيف بتتصرف و وش بتسوي و هي ماعاد بينها و بين اهلها شيء ، كيف تقنعهم
لف ذياب يلاحظ سرحانها و لفت تنتبه انه يناظرها و تنحنحت تاكل بهدوء و نطق:برسل ان شاء الله اليوم لأخوي سليمان ، و لأبوك رماح
اكلت تسكت و ترتاح لإن الهم اللي بقلبها انزاح
-
رجعت ريم البيت تدخل و تناظر عماتها إلهام و عواطف موجودات
كشّرت تسيطر على ملامحها و تقدمت تسلم:سلام
ردّو السلام و ناظر صقر لها و هي تسلم على عماتها و لفت تناظر صِبا اللي تعطي الهام صحن المكسرات مع الشاهي و نطقت إلهام:بشويش لاينكب
صِبا:لا ماعليك اشيله بدقّه
ضحكت الهام:ايه خابرتك يابعدي ماشاءالله عليك
ضحكت صِبا تعطيها و مدت عواطف جوالها لصِبا:يالله يامصورتنا اضبطي لي صوره و اكتبي عند اخوي حبيب قلبي صقر و البنات ونزليها بالحاله
ضحكت صِبا تجلس بينهم و اخذت جوال عواطف و تصوّر
لف صقر لريم اللي واقفه و تناظر صِبا بقهر و نطق صقر:ريم
لفت له بسرعه و لفو لها و تلاشت ابتسامة صِبا تشوف ذبول وجه ريم و نطق صقر:علامك ؟
ريم بلعت ريقها تتنحنح:انا بس تعبانه شوي من المذاكره ، بروح انام
صقر:ماجلستي مع عماتك
لفت ريم لهم:انا اسفه ، الجامعه ماخذه وقتي كثير
تنهدت الهام:يابعد عمري انتي خذي راحتك حبيبة قلبي خلها ياصقر خلها ترتاح
مشت ريم من امامهم و ضلّت صِبا تناظر لها و هي مو مرتاحه و صدت تصوّر
مشت ريم تصعد الدرج و توجهت للغرفه تبكي بسرعه و قفلت الباب خلفها تنهار ، شعورها بهاللحظة و بهالليلة مافهمته كثر ماهو عميق بقلبها و يوجعها ! يوجعها و يأذيها لدرجة تحس ان بقلبها حمل كبير
باللحظه اللي شافت صِبا وسط عماتها و تضحك معهم استرجعت قبل سنيين اللحظة اللي حرضّو عماتها ابوها على توق ! توق طلعت من البيت بسببهم توق تشردت بسببهم و صِبا الييوم ! تجلس بينهم تضحك لهم ترسم البهجه على وجوه اللي حرموها من اختها
ضاقت بها الدنيا تتوه و تحتار ما بين مشاعرها و كُرهها لتوق بعد موقفها مع عقاب ! و مابين الكمّ الهائل من القهر و الغصّه لما شافت صِبا مع عماتها اللي أذوّها هيّ قبل توق ، اذوها لما بعدوا توق عنها و تخطت هالشيء من سنين و اليوم ترجع لحالتها اللي كانت تمر فيها اول ماراحت توق عنهم ، اول ماكانت تحاول تطمّس اسم توق من قاموس حياتها
كيف بعد سنين عديدة تسترجع كل مشاعرها كل خوفها كل شعور سيء واجهته و توق بعيده عنها
بهاللحظة رفعت كفّها تسكر فمها عن صوت نحيبها و بكائها ، لما كانت برا كانت تكره توق كانت تدعي على توق ! و يوم دخلت و شافت المشهد امامها حنّت لتوق و تمزّق قلبها من هول المشاعر و من عمق الاحاسيس و أصدقها
قاطعها الباب اللي طق و رفعت انظارها بسرعه بتوتر تمسح دموعها بخوف و نطقت صِبا:انا صِبا افتحي
وقفت تبلع ريقها و تفتح الباب و دخلت صِبا يجمد وجهها و تنصدم و ناظرتها ريم و وجهها كله دموع و سكرت الباب صِبا تتقدم و تحضن ريم:شفيك ؟ يمه ريم شفيك ؟
بكت ريم بقوّه و مشت صِبا و هي حاضنتها تجلسها على السرير:وش فيك ريم ؟ كلميني فهميني
شهقت من دموعها ريم تبكي و مسحت صِبا بخوف على شعرها:بسم الله عليك بسم الله عليك
جلست ريم تمسح دموعها و نطقت صِبا:وش فيك ؟
اخذت نفس ريم تنطق:تعرفين شكثر كرهتك قبل خمس دقايق ؟
عقدت حجاجها صِبا بإستغراب و نطقت ريم:كرهتك صِبا كرهت وجودك
صِبا:ليه ؟
ريم صرخت:وشو ليه ! اذا انغسل مخك و نسيتي الماضي انا ما انساه ، و مهما سوو من افعال طيبه لنا انا لازلت اكرههم
صِبا:مين ؟
ريم بكت:هم حرموني من توق حرموني من اختي هم ! شردوها هم
تلاشى الخوف اللي بوجه صِبا تتجمد ملامحها:انتي تواصلتي مع توق ؟ يعني ابوي صادق كلمتيها ؟
بكت ريم:صِبا توق اختنا ، توق كانت جزء مننا انا ماقدرت انساها ماقدرت
انصدمت صِبا:ماوعدنا بعضنا ؟ ما اتفقنا مايكون بيننا و بينها تواصل ؟ وين راح الكلام وين راحت الوعود ؟
ريم:توق تعبانه ، توق محتاجتنا
صِبا ناظرتها و نطقت ريم و هي تبكي:توق جتني وجهها ناشف و حيلها منهّد ، تبي قربي تبي تقوى بي انا ويّاك
سكتت صِبا و نطقت ريم:ادري اننا نقول نسيناها و تركناها لكن ادري اننا يوميًا ندخل من حسابات وهميه و نتابع اخر اخبارها و ما نقول لبعضنا
صدت صِبا للارض و كملت ريم:يوميا اشوف اخبارها يوميا و اكذب على نفسي اني نسيتها ، توق كل الناس صاروا ضدّها توق جمهورها الان مايبونها و كلهم رافعين تاقات و هجوم عليها
كملت ريم و هي تبكي و نطقت بنبرة راجفه:صبا اختنا تعبانه ، تأذت مننا احنا قبل الناس كلهم ، تذكرين كم مره ارسلت لنا ؟ تذكرين كم مره تجاهلنا و سفهناها ؟ مرت سبع سنين يا صِبا و هذي السنه الثامنه
صِبا بلعت غصّتها تقوي نفسها و توقف تلتفت لريم:انتي قابلتي توق ؟
اخذت نفس ريم:ايه
وقفت ريم امامها:قابلتها
صِبا ناظرتها و رفعت كفّها تضربها كف و شهقت ريم تناظر صِبا و تمسك خدها و نطقت صِبا بنبره راجفه:بكلمتين من توق نسيتي كل الاذى اللي جاني ؟ نسيتي إني بسببها تعالجت عند أطباء نفسيين لجل أداوي روحي
ناظرتها ريم تزداد نبضات قلبها و كملت صِبا اللي نزلت دموعها على خدها:نسيتي كم مره بكيت عندك ؟ كم مره قلت أكره نفسي ! لإنهم شبهوني فيها طلعّوا الفوارق بيني و بين اختي اللي كانت كل روحي ! توق ما كانت جزء من روحي توق كانت روحي كلها
بلعت ريقها ريم و نطقت صِبا بصرخه و هي تبكي:ومن يوم طلعت من البيت طلعت روحي كلها ! تعبت و انهرت و كرهت حياتي اكثر من اي شخص ثاني
رجف قلب ريم من صرختها و نطقت صِبا:عمر قلبي مابيلين عليها لإنه انجرح منها هيّ ! قلبي انضر من اللي كانت جزء منه ! جزء من قلبي انهدم و تحطم و سكت لإني تغيّرت ، و كبرت
ريم:بس مو لحالك تضررتي ، حتى انا انضريت و توق انضرت
صِبا:بعد ايش انضرت ؟ بعد ايش تجي تبي تشوفنا ؟ بعد ما مرّت سنين و تركوها الناس و تخلّو عنها ؟ رجعت للي كانو محتوينها و تركتهم ؟ بعد ايش ريم جاوبيني ؟
ريم سكتت و نطقت صِبا بقهر:توق لو تجي قدامي و تطلب مني اسامحها و تبكي دم ! ما أسامحها
اخذت صِبا نفس بشهقتين متتاليات من بكائها:تبين توق ؟ اتركينا و روحي تشرّدي معها ، و بعتبر روحي و قلبي كلهم تدمّروا و طلعوا من هذا البيت
مشت صِبا و تحرّك صقر اللي كان واقف قدام الباب و يسمع كل شيء ، و توجه لغرفته بسرعه يوقف و ياخذ نفس من عيونه اللي غرقو بدموعه
و خرجت صِبا لدورة المياه و لفت تناظر ابوها يخرج من غرفته و وجهة شاحب و عقدت حجاجها تصد و تدخل دورة المياه و تغسل وجهها
-
بعد مُرور يومين ، و في يوم الطلعه
رجعت توق للبيت و التفتت تشوف الشنط اللي قدام الباب و عقدت حجاجها تسأل شوكار:ليش هذولي ؟
شوكار:كيف نسيتي ياتوق ؟ هذولي عشان الطلعه بجبال اللوز
رفعت حاجبينها توق تتذكر:اووه نسيت
شوكار:الكل جهزت اغراضه و شنطه باقي انتي
توق:اي بجهزهم
مشت تصعد الدرج و مرت من عند الممر و وقفت تسمع صوت شخص يتكلم بغرفة جوري ! رغم ان جوري مسافرة
تقدمت توق و شنطتها بيدها توقف امام باب غرفة جوري و جمد وجهها تسمع رولا تنطق:قلتلهم مسافره مع صديقاتها ، لو يدرون انك مسافره شهر عسل مع اخس خسيس ، مالقيتي الا عبدالعزيز ياجوري ؟
شهقت توق لاشعوريا و لفت رولا بسرعه للباب و مشت توق بإستعجال تدخل شقتها و تسكر الباب و تسند ظهرها على الباب تتنفس بسرعه بصدمه و خرج جسّار من الغرفه يناظر ذهولها و ملامح الصدمه بوجهها
و تقدم امامها و لفت له تستوعب و نطق جسّار:وش فيه ؟
قاطعهم اللي فتحت الباب و اندفعت توق على جسّار و مسكها من صارت عليه و توتر من القرب و من ريحة عطرها و تراجعت توق عنه بذعر تلتفت تناظر رولا فاتحه الباب و وجهها شاحب و اخذت نفس توق تنطق:ماتطقين الباب انتي ؟
تفاجئ جسّار من اسلوب توق مع رولا و لف لتوق:توق
لفت توق له تنطق:لاتتدخل انت
جسّار لف لرولا:فيه شيء ؟
رولا نطقت:ابي زوجتك بكلمة
جسّار:عشان كذا جيتي مندفعه ؟
رولا سكتت و تنهد جسّار:مافيه شيء تخبينه ، عندك شيء قوليه قدامي
رولا:سوالف بنات ماتفهمها يا جسّار
تنهد يخرج و يتركهم و لفت توق لرولا اللي دخلت و سكرت الباب بعد ما تأكدت ان جسّار نزل و لفت رولا لتوق:انتي اللي كنتي عند الباب !
توق تكتفت:لأ
رولا صرخت بصوت عالي و بقوّه:اكسر فمّك تتكلمين معاي بهالاسلوب ! انا رولا ام جوري اذا محد علمك فيني انا اعلمك
توق تقدمت بصلابه و بنبره صلبه تنطق:وانا الفايتر توق
رولا رفعت حاجبها:انتي شينه و قوية عين بزياده !
توق:مو اقوى من شيانة بنتك و قواة عينها ، ولا من يسافر شهر عسل بدون محد يدري له
جمد وجه رولا تناظرها و ابتسمت توق:لا و ما شاء الله اسمه عبدالعزيز ، لاعزالله عرفت تختار
بلعت ريقها رولا و صدت توق تمشي على مهل بصوت كعبها المرتفع و نزلت شنطتها على الكنب و تقدمت رولا تخطي بسرعه وراها و تمسك ذراعها و تلفّها بقوه تصرخ بوجهها:اقطع لسانك ! اقطع لسانك لو جبتي الطاري لأحد
توق رفعت حاجبها بوقاحه تنزل انظارها ببطء ليد رولا و هي ماسكه ذراع توق و بدّلت توق انظارها ببطء لعيون رولا تنطق:انتي مستوعبه اللي تسوينه ؟
رولا:مايخصك
توق ميّلت راسها بوقاحه تفلت يدها بقوّه من رولا و تتقدم لرولا و دفّت رولا مع اكتافها ترجعها للخلف و صرخت توق:اذا انتي مجنونه و مخرّفه انا اجن منك و العن منك ، انا ادعس على غاربك انتي وبنتك و افضحكم الليلة قبل بكره
تقدمت توق لها اكثر و دعست بكعبها على قدم رولا و صرخت رولا بألم تناظر رجلها و ماشالت توق رجلها تناظر لرولا بحقد
و نطقت توق:انا عمر مخلوق ما تمادى عليّ ولا مدّ يده ! إلا و كرهّته باليوم اللي عرفني فيه
رفعت توق يدها امام رأسها تحرك يدها توصف نفسها بالجنون و نطقت:انا مجنونه ترا ، انا احرقك هنا ترا ما اهتم عادي
رجفت رولا تتراجع من نبرة توق و صلابتها و نطقت:انتي صدق ماتستحين على وجهك ، اليوم صدقت الاشاعه اللي طلعت و التشهير اللي صار بك بمواقع التواصل ، ماعليك شرهه دام الشايب ما احترمتيه و سبيتيه وش ارجي منك ؟
توق ابتسمت:ايوه ارسمي صورتي ببالك خليها اسوء صوره ، ولا اوصيك حطي فوق راسي اذان الشيطان لإني و الشيطان سواسيه
زادت انفاس رولا تناظرها بـ ذُعر و بلعت ريقها تقوي نفسها و ترفع رأسها و ترز خشمها و تنطق:عموما ماتعرفيني زين للان
رولا:لاتحسبيني ما ادري لموضوعك مع جسّار و التهديدات و انه ناوي يفضحك !
ارتخت ملامح توق بثقه تضحك و رصّت رولا على اسنانها تنطق:انا اعرف عنك كل شيء ، كل شيء ياتوق كل شيء و ان سمعت ان جسّار ولا ذياب دروا للكلام اللي سمعتيه بغرفة جوري ! اقسم بالله انثر حقيقتك قدام العالم كلهم
مشت رولا من امامها تخرج و رولا اللي قالته مجرد تهديد ، و هي ماتدري شيء عن ماضي توق لكن توق بهاللحظه حسّت بذرة من القلق و من انها تكون صادقه رغم انها ماتنصدّق ، لكنها ما ارتاحت و تنهدت تناظر لمحلّها و هزت راسها بالنفي تطيّر الافكار و مشت للغرفه تجهز اللبس اللي بتاخذه
انتهت و تقدمت تطلع شنطتينها لخارج الغرفه و تقدمت شوكار و جسّار يناظرونها و تقدمت شوكار تشيل الشنطتين و نطقت توق:لا لا خليهم
شوكار:انزلهم تحت
توق:انزلهم انا
شوكار عقدت حجاجها و نطقت:اللي تشوفينه
هزت راسها توق بتفهم و مشت شوكار و لف جسّار:ترا هذا شغلها
توق ناظرته:وانت وش حضرتك ؟
رفع حاجبه جسّار و نطقت توق:ايه وش حضرتك ؟ مربيتك و كبر امك انا احترمتها اكثر منك و استحاله اخليها تشيل قدامي و انا واقفه
صدت عنه تاخذ الشنطه و نطق جسّار:ايه واضح من مقطع الشايب
بلعت ريقها توق و هي ماشيه تتجاهله لإنها تدري هو اكثر
واحد عارف ان الخطأ من الشايب و انها دافعت عن نفسها مجرد دفاع
تنهد يلتفت لشنطتها الثانيه و شالها بيد يمشي بإستعجال و لف يناظرها شايله الشنطه بيديها الثنتين تنزل الدرج و تقدم من جانبها يسحب الشنطه منها بيده الثانيه و ينطق:عجبني احترامك لكبيرين السن جدا ، كثري منه
مشى من امامها تناظره و تستحقره و مشت خلفه يخرجون و اعطى الشنط السايق يحطهم بسيارة جسّار و لف جسّار يناظر لتوق اللي ركبت سيارته
و صد لأبوه اللي ركب و خرجت رولا من البيت تركب معه و حرّك ذياب و رولا يمشون
مشى يركب سيارته و لف لتوق اللي تعدّل الروج اللي على شفايفها و ناظر لها ينطق:تحجبي
لفت له:عفوا ؟
جسّار سكر بابه يشغل السيارة:اللي سمعتيه ، مانتي رايحه لإيفنت هذا مكان و له سمعته و يعرفوننا
توق:وعسى وجودي بيشوه سمعتك ؟
جسّار:قلنا تحجبي ولا تطولينها و هي قصيره
توق:عموما انا كانت بكل الحالتين ناويه اتحجب ، ماتعلمني انت
صد جسّار يكتم ضحكته و رفعت حجابها الأبيض طقم عبايتها البيضاء و تحجبت تناظر لشكلها بالمرايه و تبتسم تُعجب بنفسها و ناظرها يلاحظ إعجابها من بريق عيونها و لمعانهم و صد يتنهد و يفتح جواله يناظر رسالته لجوري اللي من حسابه الثاني و ما فتحتها
بلل شفايفه ينتبه للطريق و هو ورا ابوه اللي يمشي قدامه بسيارته
توق:كم المسافه لجبال اللوز ؟
جسّار:مشوار
توق أبتسمت:وقت مناسب اتابع فيه مسلسلي
جسّار:مسلسل وش ؟
توق:مسلسل واحد يحب وحده ، و خدعته إنها تحبه و تعزّه و بيوم من الايام
اعتدلت توق بجلوسها تلف جسدها كله له و هو يسوق و منتبه لكلامها و وصفها و كملت:مثلت انها يعنني زعلانه منه ، و سافرت تخيل
عقد حجاجه يتذكر جوري و يلف يناظر نظرات توق:انتي وش تبين توصلين له ؟ عارف وش تقصدين ترا
توق اخذت نفس:مجنون انت والله ، قاعدة احكيك عن مسلسل و تكذبني تحسب كل كلامي نغزات
تنهدت:المهم فاتك وش يصير
جسّار صد:ماودي اعرف
توق:طلعت متزوجه من وراه
لف لها ترتخي ملامحه و ضحكت توق بقوّه تحط يدها على فمها بشماته و لوهله و لأول مره ينتبه لـ ضحكتها ، لأول مره تضحك من قلبها بقوّه امامه و بسببه
ناظر لها تضحك و تضحك و هو اللي ناظرها لثواني لين وقفت ضحك تمسح دموعها من ضحكها و لفت له و صد عنها يبلع ريقه و نطقت توق:تخيل متزوجه و مسافره شهر عسل
ضحكت اكثر مره ثانيه و لف يناظرها تضحك و يناظر جمَال إبتسامتها و لمعان عيونها من دموع ضحكها ، لطالما شاف و شبع من شوف دموعها بقوّه لكن ماشاف دموعها بسبب ضحكها ! كيف تضحك من قلبها عنده ، أحتار و رجع يصد يشتت تركيزه عن ضحكتها اللي شتّتت انتباهه و حاول يركّز بكلامها اللي خافّه و كملت توق:متزوجه و رايحه تنبسط مع زوجها و المسكين يحسبها زعلانه
مسحت دموعها توق من ضحكها و هي تضحك و توقف ضحك تنطق:ودك تشوف هالمسلسل ولا ؟
جسّار و هو يناظر الطريق:ايه
توق:مابعطيك
عقد حجاجه يلتفت لها و اعتدلت بجلوسها تنزل المرايه الصغيره اللي كانت تعدّل روجها فيها و قفلت الروج ترجعه تحت انظاره لها و صد يناظر الطريق و لفت تناظر:اقدر اشغل بلوتوث ؟
هز راسه بالايجاب و نطقت:طيب شغل
تنهد يشغل السماعة و فتحت جوالها تشبك و تشغل اغنية أجنبيه تردد معها و الاغنيه كلها نرجسيه و غرور ، عقد حجاجه يلتفت لها:قصري
قصرت الصوت و نطق:عرفت وش نافخ ريشتك
نطقت و هي ترقص و تحرك اكتافها مع الاغنيه:وشو ؟
جسّار:اغانيك المعطوبه
تجاهلته و هي تلعب بإطراف شعرها و تردد خلف كلماتها و اخذ نفس:ما اعجبتني غيريها كل كلماتها عزة نفس و غرور طاغي
توق تأففت تنطق و هي تناظر الطريق:وانت وش عليك الاغنيه لي أنا و صُنعت من أجلي أنا
تنهد يطفي عليها الاغنيه و تأففت بضجر تنطق:تدري ؟ رجعني البيت مابي اطلع معاكم
ضحك بشكل هستيري و لفت له تراقب ضحكه عليها و نطقت:وليش ؟ قايله نكته ؟
مارد يضحك و يضحك و صدت عنه من جاها إتصال و رفعت الجوال:هلا أصايل
وقف ضحك يعتدل بجلوسه و تتلاشى ابتسامته و ينتبه للطريق و يسمعها
نطقت توق:الحمدلله يعني الفرع الجديد اللي بتبوك أنفتح ؟
ردت أصايل:ايوه أبشرك انتهوا من البناء و رسميًا عطر الفايتر صار له فرع خاص بتبوك
ضحكت توق بفرح ترفع انظارها للأعلى:ببكي اصايل ، ليتك عندي أحضنك
لف جسّار لتوق و قفلت المكالمه تتنهد تنهيدة سعاده و حُب ، لإول مرّه يحس بنظراته لعيونها لإول مره يناظر لعيونها لبريق عيونها اللي أوّل مره يشوفه من هَول سعادتها ، يشوفها لأوّل مره أمامه تبتسم إبتسامه بدون تزييف و أقنعه ، تبتسم بصدق تبتسم بسعاده و تلمع عيونها من سعادتها و ليس حزنها و تبتسم إبتسامتها الطاهره الصادقه من نبع قلبها
لاحظت نظراته توق تلتفت له:مع إن مايهمك بس أحب أذكر إنجازاتي قدام أعدائي ، تعرف طبعي عدوانيه شريرة
صد يناظر الطريق:اي كملي
توق:تم أفتتاح أول فرع لعطر الفايتر لي بتبوك
جسّار:بدون وجودك ؟
توق:بما إني مشغوله مديرة أعمالي تسوي اللي عليها و زيادة
جسّار:وصاحبة الفرع ؟ المفترض تكون أول الحاضرين
اخذ نفس جسار:يوه نسيت
لفت له و نطق:نسيت إن أساسا بيجيها هجوم
رفعت حاجبها تناظره و نطق:نسيت إن التاق المرفوع عليها له ثلاث أيام و العالم كلهم قالبين عليها ، لا دام كذا بعذرها لو ماتجي
توق ابتسمت:صح صادق ، مابتنكد علي فرحتي تطمن
صدت عنه تتكتف و تلبس سماعات الأذان الكبيره البيضاء و تغمض عيونها تستمتع بالاغنيه و تنهد يناظر كيف هربت من انه يناقشها ، و داري انها بقلبها سعيده جدا للخبر و هربت من النقاش لإن ماودّها تنهدم فرحتها اللي ماصدّقت تجيها و تفرح فيها لدرجة ماتبي تفرط فيها و تنساها و تتناسى مشاعرها
تركها لوحدها لين مرّ الوقت و كانت سيارته خلف سيارة ابوه و خلفهم سيارة السواق و العاملات و كإنه موكب
وصلوا الموقع و نزلوا يتلفتون يراقبون الجبال اللي كلها ثلوج
وقف السيارة جسّار بالمواقف اللي مجهزينها و لف يناظرها نايمه و شغّل مكيف السياره على الحار وتركها ينزل من السياره و لف يناظر ابتسامة ابوه و هو يطالع المكان و لف جسّار يناظر المكان و ابتسم يتذكر شنار لكنه مايبي يناديه لإنه يخاف على اهله منه
و ابتسم ان ابوه اختار مكان بعيد عن مكانه مع شنار
-
الساعة ٨ مساءً
صحت تلتفت برعب و انصدمت تناظر برودة المكان رغم ان المكيف شغّال و لفت يمينها تشوف الشجر اللي يكسوه الثلج و الجليد ، تراقب برودة الطقس و هوَل الصقيع بسبب الشبابيك اللي مفتوحه ورا و تكتفت تضمّ نفسها من البرد و اخذت نفس تنزل من السياره تاخذ شنطتها و لفت تشوف كل الشنط منزلينهم و مشت تراقب من بعيد ضيّ النيران و البركسات المصفوفه جمب بعضها و ناظرت الحديد اللي نفس حدود المكان و عرفت ان ذياب مستأجر هالمكان بإكمله
راقبت الأشجار و الانوار اللي عليها و اللي تزيّن المكان و كإنها داخله حديقة ثلج و منظر يسرّ الناظرين من جماله و صدت تناظر امامها مُخيم كبير بيت شعر و خلفه مُخيم أبيض خاص بالنساء ، و خلفهم جميعهم بركسات كل بركس خاص بإشخاصه
مشت على مهلها من الثلج الكثيف عند رجولها و سمعت اصوات الضحك بالمخيم لين وصلتهم و ناظرت جسّار و ذياب و رولا و تفاجئت تناظر عقاب جالس كذلك عندهم و عقدت حجاجها لكن تجاهلت من حست ان ذياب اجبره
دخلت عندهم و ابتسم ذياب الوحيد من بينهم ينطق:ياهلا ، والله اني قلت لجسّار يصحيك بس ماوده يخرب عليك نومتك و خليناك ترتاحين
ابتسمت تنطق:لا شدعوه كويس خليتوني كنت نعسانه مره
ذياب لف لجسّار:ماودك توريها البركس حقكم ؟
جسّار وقف:ابشر
تقدمت مع جسّار يخرجون و تكتفت بيدينها و نطق:ترا عبايتك لحالها ماتدفيك البسي شيء
توق ماردت عليه و لف يناظرها:شكل الاخلاق قافله من النومه
ماردت و تقدمت للبركسات يناظرهم و أشّر على اول بركس:هذا بركسي اللي بيكون الحين لي و لك
أشّر على البركس اللي جمبهم:وهذا لأمك و ابوك وريان ، به ثلاث غرف
جمد وجهها تهمس:بس هذا بركس قريب مننا
عقد حجاجه:واذا ؟ فيه عازل صوت اذا ماودك أحد يسمع هواشنا
بلعت ريقها من عدم فهمه و أشّر على البركس الثالث و الرابع و اللي لعبدالعزيز و لنايف و زوجاتهم
توق كانت متلهفه تسأله عن اهلها تبي تعرف هم يجون هم مايجون ، شالت الهمّ و استحت تسأله و يشك ان بينها و بينهم شيء
أشّر على البركسات الأخيره:عاد هذولي كلهم لعمي سليمان هو دافعهم بحسابه
توق صدت ماتهتم و كل همّها اهلها ، ضاقت بها فجوج الوسيعه و غمضت عيونها من رجفت شفتينها من هوّل البرد و من هول شعورها المُر
صد لها يشوفها بعالم اخر و ماهي معاه و نطق جسّار:ايوه عجبك الوضع ؟
توق بلعت ريقها تطلع جوالها من الشنطه:انا ارسلت لريان قبل نجي و انتظرته يرد
رفعت انظارها له:شكله رد بس مافيه ابراج هنا كفايه ، وش قالوا بيجون ؟ حتى امي و ابوي ماشفت ردهم
جسّار:ايه كلم ابوي انهم بكره الصباح هنا ان شاء الله ، الوالد لزّم عليهم الجيه رغم انهم رفضوا بالبداية طلع كلامك صحيح و انا ماصدقتك
بلعت ريقها بصدمه تتجاهل بقية كلامه و تناظر البركسات و تتذكر اخر مره شافت اهلها و مدى خذلانها منهم و مشت للبركس حقها و جسّار نطق:بترقدين ؟
رفعت يدها له و صد يرجع للمخيم و لف ذياب له:بشّر
جسّار:جاز لها
رولا عقدت حجاجها:غريبه عاجبتها هالطقوس ؟
لف ذياب لها:كيف يعني ؟
رولا:حسب خبرتي بالمودل و المشاهير مايشتهون هالأجواء ، خصوصا ان الأبراج ضعيفه هنيّا
ذياب:ضعيفه و انا مركّب بمخيمنا لاقط ؟
رولا:مثل قلته هذاني لي ساعه احدث ستوريات بنتـ
بلعت ريقها تتلعثم:بنت جارتنا ولا انفتحوا
لف جسّار لها و نطق ذياب:ماعليه يمكن الهواء غربيه الليلة و انا حاط مكانه غلط لازم نغيّره
-
دخلت البركس تسكر الباب خلفها و تاخذ نفس من ضيقتها و لفت ترفع جوالها للأعلى تحاول تلقط اي بُرج لكن مافيه نت و عضت على شفايفها بغضب تتنهد و ترمي عبايتها دخلت للغرفه تناظر الدولاب و فتحته تشوف اغراضها مصففه و مرتبه ، ابتسمت تتذكر العمه شوكار و متأكدة إنها هي اللي رتبت ملابسها بهالشكل نفس لما كانت عروس و جت بيت ذياب
لبست لبسها تتوجه للسرير و غمضت عيننها تغفي بسرعه هروبًا من كل الافكار السلبيه اللي احاطتها
اليوم الثاني - الساعة ١٠ ص
صحت تلتفت و تستوعب إنها نامت نومه طويله ماحست بحالها إلا و هيّ قايمه الان و لفت خلفها تناظر انه كان نايم جنبها و قام قبلها
قامت تتروش و تبدّل لبسها لـ لبس يدفّي و معطف أبيض طويل و اخذت وشاح صوفي أبيض تلفه على شعرها و رقبتها و اطراف شعرها الأشقر على ظهرها و هي رابطته ذيل حصان
و لفت تختار الشوز الإبيض اللي لين ركبتها و تأكدت انها لبست أبسط شيء بالنسبه لها و خرجت من البركس تنزل مع الدرج و لفت تناظر أصوات الضحك و السوالف عاليه بالمكان ، رجف قلبها خوف و رُعب و مشت على مهلها تناظر للي بداخل المُخيم من بعيد و بلعت ريقها من تقدمت أكثر تتضح ملامحهم
وقفت لوهله تجمد محلّها تتصنم و ترتخي ملامحها تحسّ الدنيا ماعاد تشيلها ملامح الخوف و الرهبه ارتسمت على ملامحها من شافت عمّاتها إلهام و عواطف واقفين جمب مها ، مها اللي لطالما إعتبرتها أمها ، حسّت الدرب امامها ماهو إلا شوكّ و جمر و نيران و لهيّب
ماتبي تعبر و تجيهم ماهي قادره تخطي خطوه و هي تطالعهم و كإنها تشوف جسّر طويل بينها و بين عمّاتها الثنتين اللي تشوف الدنيا كلها سراب و هم الواضحين امامها ، واضحين و امامهم كإنه جسر مليان بالشوكّ و الجمر ، و هناك همّ واقفين ينتظرون طيحتها بالحرايق و الجمر
ميّلت راسها تحبس غصّتها و هي تناظرهم تناظر اللي سبّبو لها كل شيء ، الأذى و التعبَ و الشرّ
هم اللي حوّلوها من توق الليّنه اللي قلبها كله ورد و زهر و يكسوه الدفء و الحنان و العفويه و الطيبه ، لـ توق الخشّنه اللي قلبها يكسوه الجليد و القسوّه و اللي عنوانه الشر ماهو الخير ، هم اللي كسروا الخير اللي بداخلها و نزعوا منها امانها و جرّدوها من الدفء اللي كانت فيه و حجبوا برائتها و العفوية اللي تنبع من داخلها ، هم السبب بكل شيء هيّ مرت فيه طوال السبع سنين
لفت عنهم تشوف عبير و عذوب اللي كانت ما تعتبرهم إلا خواتها ، لفو لها و هم جالسين يسولفون مع رولا و لفت توق من ركض لها عبدالمجيد يضمّها:عمه توق اشتقت لك
رجف قلبها بصدمه تشوفه حاضن ساقينها و هي تناظر له و ترجف كفوفها و نزلت له تضمّه بصمت و ملامحها عابسه و خايفه من كل شيء و بدون لاتنطق حرف
مشت بخطواتها للمخيّم و ماتقدر تتراجع بعد ماطلعت لهم و شافوها رغم ان بداخلها ألف طعنه تطعنها و تنطق ألف لا و لا
قامت رولا تناظرها و صدت تناظر تقلّبات وجه إلهام و عواطف ، و لفت يمينها تشوف مها اللي تتصدد
توق اللي تقدمت عندهم و تحاول تخفي رجفة كفوفها ، تحاول تخفي الحيّره اللي مستحله قلبها مابين انها تسلم عشان لاتمسك رولا عليها ممسك لكن قلبها مو راضي يطاوعها تسلّم عليهم بعد اللي جرى كله ، قلبها يرجف لو انها تمسّ يد وحده فيهم ، صارت تخافهم تخاف قربهم تخاف توقف امامهم و تحط عينها بعينهم مو خوفّ كثر ما انها رهبه من الخذلان ، تخاف تحط عينها بعين اللي خذلوها لإنها ماتبي ترجع لنفس الشعور و نفس التعب ، ماتبي بلحظة ! تمحي تعب سنين عديده مرّت فيها بدونهم
و تقدمت بصمت تتخذّ قرارها و سلّمت على عبير بصمت و لفت لعذوب تسلم عليها بصمت و ضمّتها عذوب تنطق:وحشتيني
رجف قلب توق تسمعها و ماتبي تحضنها ماتبي تنهار
ابتعدت عنها تحت انظارهم و رسمت بوجهها ابتسامتها المزيفه و هي تناظر مها اللي تتصدد و نطقت توق بنبرتها اللي تعودّتها:امي
رفعت انظارها مها توقف و تمثل الصدمه:اوه توق
توق صدت عن رولا تناظر مها و تتلاشى ابتسامتها و تسلم عليها تستنشق رائحة المرأة اللي لطالما إعتبرتها أم ، لكنها ايقنت بعد فوات الاوان مهما تلوّنت الوجيه بالسعاده و مهما ابتسمت لها استحاله تاخذ مكان أمها و لو إنها أحنّ مخلوق ! بيجيها يوم و تتخلى عنها لإنها ماهي ضنّاها ولا هي اللي تعبت عليها لين ربتها ، تبقى توق ترباية صقر
ابتعدت عن مها و عينها بعينها و تهمس توق بقلبها:من جرّد من قلبك حنانك و من اللي قسّاك ؟
صدت عن مها و ناظرت عواطف و الهام اللي واقفات يناظرونها و اخذت نفس تلوّن قناع وجهها السعيد و تتقدم عندهم بإبتسامتها اللي شقت وجهها:عماتي حبيباتي وحشتوني
ضمّت عواطف و كإنها تطعن نفسها بنفسها من لمست جسد عمتها ، و ابتسمت عواطف لكنها ارتبكت من شافت توق صدت عن رولا و تلاشت ابتسامتها و هي تناظرها ترتسم ملامح الكُره بنظراتها لها
همست عواطف و هي مبتسمه بخوف:هـ هلا يابنتاخي
مشت لإلهام و هي تناظرها و سلّمت عليها بدون حتى تتكلم ، هي حاولت تمثّل و تتكلم نفس ماسوّت مع عواطف لكن لسانها ثقل ! ثقل يقول الكلمه الحلوه لإن هذي إلهام ، هذي اللي حرمتها و هدمتها و فتّنت ابوها عليها ، هذي اللي كرّهت صقر بتوق و لعبت براسه لين تبرا ، لين عاشت توق كل هالأسى لإنها مالقت اللي يحتويها و يرشدها للطريق الصح ، كلهم كانو يتكلمون عن العار عن العيب ، مامسك واحد فيهم قلبها و نطق لها الطريق الصح ، محد قدر يتعاطف معها كلهم كانو قاسين عليها و يعتبرون جميع أفعالها خطأ
صدت عنهم تلف لرولا:وين عـ
بلعت ريقها من الغصّه اللي كانت كاتمتها بحلقها و اخذت نفس تتقوّى و تهمس بداخل نفسها:مو وقته تكفين انتي قويّه ، انتي قويّه
نطقت لرولا:وين عمي ذياب و جسّار ؟
رولا:ببيت الشعر حق الرجال ، و ترا ابوك و اخوانك هناك ان كنتي بتسلمي عليهم
رجف قلبها تبتسم توق:لا توي شايفتهم خليهم ياخذون راحتهم
صدت تناظر النار اللي بالوجار تتوسطهم و جلست عند الوجار تدفيّ كفوفها البارده من جليد قلبها اللي أشّتد و حلف انه يقسى هالليلة و حرّم الدمعه تنزل منها لو كان على حساب حرقة روحها و قلبها
صدّت إلهام تتنحنح و تفتح جوالها:ليه مافيه ابراج ؟
رولا كانت بتنطق و لفت توق تسبقها بالرد:لاقطنا توّه جديد ، عمي ذياب امس كان بيغير مكانه بس مدري شكله نسى
لفت توق لرولا تبتسم:غيّره ولا نسى ؟
رولا:الا غيّره بس الظاهر ماينفع بكل الحالتين النت ضعيف
الهام عقدت حجاجها تستغرب و صدت لعواطف و همزت عواطف عليها تهمس:اسكتي مو هالحين ، انا لي حساب مع مها هيّن
حسّت توق بهمساتهم و حسّت بإستغراب عماتها و كإنهم ماكانو يدرون عن وجود توق ، كانت ملامحهم فاضحتهم و صدمة وجيههم الشاحبه كانت اكبر دليل لتوق إنهم فعليًا مصدومين من وجودها و ازداد ذهولهم من نطقت عمي
نزلت توق جوالها تحت الفرشه و قامت تلتفت لرولا:رولا عادي تجين معاي شوي ؟
عقدت حجاجها رولا من انها نطقت اسمها كذا قدامهم و سكتت تمشي معها و خرجوا من المخيم رولا و توق للبركس و لفت توق:تعالي فيه مشكله ببركسنا
عقدت حجاجها رولا:ومن قايلك اني سباك ؟
توق مشت تفتح باب البركس و دخلت رولا و سكرت الباب توق تناظرها:من عزمهم ؟
عقدت حجاجها رولا:مين ؟
رفعت حاجبها توق:وشو اللي مين ؟ انتم مو قلتم عائلية محفوفه عماتي وش جابهم ؟
رولا ناظرتها بذهول تتكتف:انتي يعني مو عاجبك ان عماتك جايين ؟
ضحكت توق:هذول قطعه من عمري ، و انا من زمان عنهم كنت بسوي لهم سبرايز و اجيهم بحايل معاي هدايا بس انتم خربتم علي كل شيء
رولا:اها كذا السالفه
لفت رولا تمسك مقبض الباب:عموما ما احد عزمهم ارتاحي هم جو مع أهلك ، بس غريبه ماتعرفين ؟ امك مها تقول إن لهم اسبوع جايين من حايل عندكم بالبيت
بلعت ريقها توق و رجف قلبها:كنت مشغوله بالإيفنتات عشان كذا ماكان عندي وقت كافي أجي لأهلي ، و احيانا اذا جيت يكون محد فيه
اخذت نفس توق تفتح الباب:المهم بكل الحالتين المكان منوّر بوجودهم
مشت و ناظرتها رولا بإشمئزاز تتجاهل و سكرت الباب تنزل و تتوجه للبركس حقها هي و ذياب و تحاول تلقط بُرج تتصل على جوري
دخلت توق عليهم المخيم بإبتسامتها اللي تكسي وجهها:ياهلا و مرحبا بأهلي ، ان شاء الله عجبكم المكان ؟ ترا عاد انا و عميّ و زوجي جسّار نسقناه و رتبنا كل شيء
اشّرت على قماش الخيمه:هذا اللون اخترته بنفسي عشاني أحبه ، و كان ودهم نروح بعد شهر لكن أصرّيت عليهم هالاسبوع يعني انبسطوا تراكم محفولين مكفولين
اخذت نفس الهام:لاوالله هذاهي صرافتي معبيتها و هالفود ترك اللي رازيّنها برا دفعت حقها كلها حتى حق الشاهي اللي اخذته ، مشكورين جدا
رفعت حاجبينها توق:شدعوه شدعوه يا عمه تدفعين ليه ؟ عمي لايدري لك هذا و هو دافع كل شيء و كل التقديمات اللي برا بالمجان
اخذت نفس توق:معقوله ماقد طلعتي طلعه فيها فود ترك مطاعم خاصه فينا ؟ لدرجة تحسبينهم بفلوس ؟
بلعت ريقها الهام بإحراج تناظر نظرات عذوب و عبير و نطقت عواطف:ماهو خافينا يابنتاخي لكن مانحب اللي يمنّ علينا
توق ضحكت:منّه !
توق سحبت جوالها من تحت الفرشه تقفل تسجيل الصوت و تحطه بمخباتها و لفت يمينها و يسارها توق تنطق:وينه عمي هو منّ عليك بشيء ؟ هذا كله من كرمه و طيبه ماقطيت حتى انا ريال واحد ، بس تقولين منّه معقوله عمي يمنّ ؟
عبير كتمت ضحكتها تنطق:ماخبره كذا ، ليه يا عمه هو منّ عليكم بشيء ؟
عواطف تورطت تنطق:لا انا اقول اني اخاف المنّه بس ، ولا هو كثر الله خيره ماهو مقصر بشيء ابد الله يسلمه اللواء ذياب
ابتسمت توق تقوم من مكانها من جت رولا و جلست عندهم و خرجت توق:الجو يبيله تصوير
لفت تناظر مها اللي صادّه تهوجس بعالم ولا هي معهم
و تجاهلت توق تخرج عند الاشجار بعيد عنهم و اخذت نفس تفتح جوالها و تفتح التسجيل اللي سجلته و رفعته لإذنها تسمع الحِوار اللي دار بينهم باللحظة اللي قامت عنهم هي و رولا
و سمعت عواطف تنطق بغضب:ام عبدالعزيز !
لفت مها لها و نطقت عواطف:وش هذا اللي شفته ؟ ليه ماحد علمنا ان توق هنيّا معهم !
مها تنهدت:رماح قالي اسكت
الهام:وشلون تسكتين ؟ تسكتين عن وش ؟ مو تقولون انتم زوجوتها و افتكيتوا من عيبها اللي كنتم شايلينه على اكتافكم ؟ ما تصافينا معكم و رجعنا متراضين عشان هالعيب انزاح و راح عنكم ؟ وش بيقول اخوي صقر ؟
مها اخذت نفس:الموضوع مو مثل اللي انتي تشوفينه يا الهام
الهام:وشو مو مثله ؟ اللواء ذياب وش يجيب له وحده مثل هالنسره توق ؟ اصدميني انها تشتغل عندهم من الفقر
عبير:اسمحولي معليش توق مب قاصرها شيء ملايين البراندات بإسمها لاقيه خير ماهي محتاجه عشان تشتغل
الهام صدت و نطقت عواطف:ام عبدالعزيز ! تكلمي وراك انبلمتي ؟
اخذت نفس مها:اللواء ذياب ولده يصير زوج توق
ارتفعت شهقات عواطف و الهام و لفو لبعضهم يتمالكون صدمتهم و ذهولهم ، كلهم عارفين ان ذياب من ارقى الرجال و اذربهم و مكانته بالمجتمع ماهي شويّه كيف يرضى يزوج ولده لوحده مثل توق ؟ زادت الحيره و لفت الهام تنطق:هـ هو اللي تزوجها ؟ و ليه ماطلع خبر عنه ؟ و ليه محد نشر انها ماخذه من عيال ال غالب ؟
تنهدت مها:لإنه واقف بالمرصاد لكل شخص يحاول ينشر شيء عن عائلته ، و الظاهر هو بنفسه منخجل من انه يذكر اسم زوجته لإنه حتى بوقت أعلن زواج ولده بمواقع التواصل ماذكر اهلها ولا ذكر مين هي
عذوب:قال اللواء احتراما لخصوصيتها و خصوصية عائلتها ماراح يذكر اسمهم
عواطف حطت يديها على راسها:وش جابهم لها ؟ كيف اخذو منها ؟ وليه ليه ؟
لفت الهام:هذا هو حظ البازعات دايم زين ، لكن حنا اللي حالنا حال انفسنا حظنا دايم الدوم شين الله يعين بس
نطقت مها:ياعواطف و الهام انتم لا تفضحوننا قدام رولا واضح الحرمه ماهي بقليله ، مجاول الذهّب تقرقش من جت
عواطف:هذا وجهي ان طبّت المطبخ بحياتها
عذوب ضحكت:زوجة اللواء ذياب الثانيه رولا معروفه سيدة اعمال كبيره و لها اسمها بالمجتمع ، كيف ماتعرفونها ؟
الهام:فاضين لها حنا ، فالحه برزّة الخشم بس
عذوب:لا هذول الثقافه عندهم اهم من كل شيء ، يعني تدرسك و تحللك و تقومك و تقعدك بنظره وحده
'
طفت توق التسجيل من سمعت بالتسجيل انها هيّ جتهم و انهم سكتوا
و اخذت نفس تهز راسها بالاسف لكلامهم اللي سمعته بالتسجيل و ارتاحت إنها مافوتت هاللحظة و سجلت حديثهم و شهدت على صدمتهم و ابتسمت بشماته و عرفت إنهم يمجّدون و يعظّمون اللواء ذياب بشكل كبير و اخذت نفس تبتسم اكثر و من هاللحظه بدا دوّرها بـ اللعبّ بملعبها ، قفلت جوالها ترجع للمخيم و تجلس لين تقدم جسّار ينادي:ياخاله
لفوا جميعهم يسمعون خشونة صوته و نطق جسّار:نادي العاملات يشيلون الغدا
قامت توق:بناديهم عنك
استغربت رولا تناظرها و مشت توق تخرج و ناظرت جسّار واقف عند الفاصل اللي بين المخيمين و خرجت تأشّر للعاملات من بعيد و تقدموا و مشت معهم لعنده و نطق جسّار:امشوا هناك بالسيارة نزلوا كل الاكل لمكان الطعام بالمخيم من جوا
هزو رؤوسهم يمشون وتوق تناظره و نطق:يقولون عماتك جايين
توق:ايه شفتهم بـ
قاطعها مناداة ريان لجسّار:جسار
تقدم ريان و هو يناديه و نطق جسّار:تعال محد فيه
تقدم ريان يدخل و كمّل جسّار:مافيه الا اختك
ارتعش بدنها تناظر ريان و لف جسّار يلاحظ تبدّل ملامح ريان و صد جسّار لتوق اللي تمالكت نفسها و لوّنت وجهها بالسعاده
لكن مو عليه هالحركات و هو ادرى ، حكم بالموقف من ملامح ريان أما هيّ ؟ يدري بقناعاتها و يدري إن لو داخلها كومّة قش كلها نار و حرايق ! بتخرج مبتسمه و ملوّنه وجهها بالسعاده و داخلها كله عكس خارجها
صد ريان عن توق و نطق:أبوك يقول إنه مجهّز مكان للتزلج ، دلّني عليه
تقدمت توق بهدوء تمشي على مهلها و ناظر جسّار ابتسامتها و لين عبرت من امامه مايشوف وجهها و بدّلت ملامحها للحزن و الإنكسار و هي تناظر لريان و فتحت ذراعينها و هي تناظره و تحاول تمسك دموعها و حضنته بقوّه رمت نفسها عليه تمسك نفسها لاتبكي و نطقت بصوت مرتفع:وحشتني لو ان توي علمي بكّ
همست مره اخرى:تكلم قول شيء ، لاتشككه ان بيننا شيء
تنهد ريان يدري انها تمثّل امام جسّار و رفع كفوفه يحتضنها و يمسح على ظهرها ينطق بضحكه:تشتاقين لي دايم حتى لو قبل يومين شايفين بعضنا
ارتخت ملامح جسّار تتلاشى كل افكاره و صدّق ان فعلًا مابينهم شيء و تنهد يمشي من عندهم و نطق:ريان تلقاني عند بيت الشعر ، تعال هناك و ادلّك
ارتخت ملامح ريان من راح جسّار و شال كفوفه من على ظهرها و لكنها لازالت تعانقه بقوّه ماتبي تتركه و همست:وحشتني ، هالمره صدق و بدون تمثيل
شدّت كفوفها على ظهره:والله وحشتني
بلع ريقه ريان:مابيدي شيء
توق نزلت دموعها و هي حاضنته:انا محتاجتك
سكت ريان يتمالك قشعريرة بدنه من نبرة صوتها المهزّوزه و المكسوره و ارخت كفوفها تترك ظهره و تسحب ذراعينها منه و تخطي خطوه للخلف و توقف امامه يناظر دموعها اللي تمليّ محاجر عيونها و نطقت:تبريتم مني ؟ نسيتوني ؟ أنا مانسيت
شهقت من غصّتها و من دمعة خدّها و نطقت:أنا حتى لو منكم تعبت ، بس ما أبيّن لأحد و أطلعكم بأفضل صوره
مسحت دمعتها و عينها بعينه:سوو مثلي لا تشوهون سمعتي لاتكرهوني ، طلعوني بإفضل صوره حبّبو الناس فيني
نطقت بنبرة راجفة:انا مو ذنب ، أنا توق ماني ذنبكم ، أنا بنتكم ماني عدوتكم
صد ريان ياخذ نفس من ضيّقته و نطق:توق لاتقولين الكلام هذا لي و انتي تدرين مابيدي شيء
توق:لاتسوي شيء بس لا تقسى علي بعد ماعهّدت طيبتك من بينهم ، لا تطعني مع ظهري و انا لافّه ادور عليك من بين الغالين عليّ
مسحت دموعها تكمل:لاتحرقني زيّهم ، إنت مو مثلهم و أنا اكثر وحده تعرفك و تفهمك
صدت عنه تمشي تتركه محلّه يصارع شتات افكاره ، مابين تهديدات ابوه و عمّه صقر يتذكر كلمة ابوه "حرام حرمّ الدم لو دريت ان واحد منكم على تواصل معها ! مصيره بيكون مصيرها" غمض عيونه ريان يتذكر جُملة أبوه اللي زعزعت أركانه و هدمت كل ذرة امل بقلبه انه بيوم بيلتقي و يتصافى مع توق مع اخته ، لكن لو كسر تهديداتهم و حنّ عليها بيكون مصيره مصيرها و يتبرون منه
مسح وجهه يحس برعشة جسده من برودة الجو و فوضوية مشاعره و تفكيره اللي اهلكه
قاطع حبل افكاره العاملات اللي مرو من امامه معهم صحون الفطور و مشى يرجع لمخيم الرجال يحاول يرجع لطبيعته قبل يواجه توق و قبل يسمع كلامها اللي كان مثل الطعنه على قلبه
-
بعد مُرور الوقت الساعة ٦ م
و في حلول آذان المغرب وتوق كانت عند مكان التزلج تراقب الثلج و هطوله بعيده عنهم و عن سوالفهم و تناظر لمنظر الغروب قاطعها السيارتين اللي توقفوا أمام مخيم النساء و وقفت توق تنفض الثلج اللي على يديها و تتقدم تسمع التهليّ و الترحيب و ضحكهم و شدّت على معطفها و من قربت لمخيم الحريم و صارت خلف السيارات قاطعها اللي نزل من السياره متوجه لمكان الرجال لكنها طلعت بوجهة جايه و عرفت انه تركي لكن ما أهتمت و رفع انظاره لها و هي صاده عنه و مرت من جانبه تتذكر كل هذيك السنين اللي كانت بينهم و غمضت عيونها تحبس مشاعرها:مو وقتك والله العظيم
تقدم بعده سليمان يطلع و يناظرها بذهول:توق ؟
ابتسمت تناظره:منوّر يا عم سليمان
ابتسم سليمان:عزالله ان وجهك به قبله و يسعد اللي يشوفه ، مرحبا لين مايبقى من المرحبا ولا مرحبا
ابتسمت توق تسلّم عليه و تنبسط لكلامه اللي صنع يومها السيء و الموجع
و نطق سليمان:لاعزالله اخترتم توقيت مناسب ، الاجواء تبارك الرحمن
توق:إن شاء الله تنبسط و تعجبك ، ماحلا الجو الا بجيّتك ياعم
ابتسم يرفع كفّه:جعل من رباك الجنه ، يالله عاد انا وصلت الاهل و يحتروني هناك الرياجيل
هزت راسها بتفهم و لفت تشوفه يمشي و تلاشت ابتسامتها تشوف تركي كان واقف يسمعهم و هو ينتظر ابوه و تجاهلته تصد و تمشي للحريم و دخلت تسلم:السلام عليكم و الرحمة
رفعت انظارها تشوف رولا اللي لازالت ترحب:يا اهلا و مرحبتين
و صدت تناظر سلوى و ليان و ميّلت راسها بتعجب صريح بتفاصيل ملامحها من شافت معهم بنت ثالثه ماتدري من تكون ، تقدمت توق تسلّم على سلوى و ردت السلام عليها سلوى بصدر رِحب و تقدمت تسلم على ليان اللي ابتسمت لها و نطقت:ياهلا توق الفايتر
ضحكت ليان تنطق:كيفك ؟
تفاجئت توق و ارتخت ملامحها تبتسم:هلا فيك حياتي الحمدلله
لفت ليان للبنت اللي جمبها و كإنها ترددت تعرّف فيها و سكتت بإحراج من موقفها
و استغربت البنت و سلّمت على توق اللي مستغربه انها تجهلها و تجهل مين تكون و تقدمت رولا بضحكة مائلة للشر و الخبث و تقدمت عند توق و البنت و مسكت كتف البنت:اعرفك هذي توق تـ
قاطعتها توق بحدّه:اعرفك على نفسي ، توق و إذا تبين تناديني الفايتر ما أمتنع أبد
سكتت رولا بحدّه تناظرها و ابتسمت توق تلتفت لرولا:يارولا تعرفين اني أعشق النرجسية و أفضّل اني اعرّف بنفسي ، نسيتي ؟
رولا ضحكت تلطف الجو:كنت بسبقك بسم الله عليك
البنت هزت راسها بتفهم:تشرفت فيك عموما
رولا اخذت نفس تشد على كتف البنت:وهذي ريتاج ، زوجة تركي الجديدة ، يابخت راعي النصيب
جمد وجه توق و هي واقفه محلّها و بدلت انظارها بسرعه تلاحظ نظرات رولا الوقحه و اللي متعمّده تتملكع عليها بهالطريقه و ابتسمت توق بسرعه ترفع حاجبينها بذهول و بإبتسامه تصدمهم بردة فعلها:والله ! مبروك ، انا لو ماعرفتيني خطيبة تركي السابقه و ماحصل بيننا نصيب و لقيت انا الاحسن
عقدو حجاجهم من كلمتها و كملت بإبتسامه:بالنسبه لي ، وما شاء الله هو لقى الأحسن بالنسبه له
ابتسمت البنت و ارتخت ملامح سلوى ترتاح و ابتسمت ليان من حزازية الموقف و ارتخت ملامحهم من مشت توق تجلس و جلسوا يضيّفون سلوى و بنتها
جلست توق و بيدها جوالها و هي تفرك أصابعها و تراقب الأرض و تتماسك ، كيف لقى له من يسد مكانها كيف ينساها و هو اللي قالها بلسانه "انا لو بعدت عنك و تركتك استحاله القى اللي أفضل منك ، انا يا اتزوجك انتي يا ما اتزوج"
تتذكر كلامه و نبرته مستحيل تنساها لكنها تتناسى كل هذا لما تتذكر انها هيّ اللي تزوجت قبل لايتزوج هو ! تتناسى كل هذا لما تتذكر انها هي اللي بدت الغلطة و هي اللي اختارت عزّة نفسها و كرامتها عليه
بطبعها هي تتخلى بسرعه و اللي يتركها تتركه و تنساه و تمحي وجوده من حياتها مثل ما محت تركي و نسته ، لكن بهاللحظه تحس برعشة ضعف تمسّها تحس بشعور غريب مريب يجتاحها
خصوصا انها شافته بوقت البرنامج حاضر و الأكيد يدري بمشاكلها مع جسّار ! يدري ان جسّار مغصوب و انها هي مغصوبه
غمضت عيونها تتناسى افكارها لكنها ماقدرت
-
بعد مُرور الوقت و في الساعة ١٢ م
دخل الجميع لـ البركس حقّه ماعدا العيال جسّار و عقاب و ريان و تركي
توق اللي ضلت بالبركس لوحدها تناظر مع الشباك هطول الثلج و حسّت بالكتمه بداخل صدرها و قامت تتنهد تتخطى كل شيء شافته اليوم و كل المّ و سكين انغرس بقلبها
لكنها مو قادرة تتخطى كل موقف و كل حدث ، كل شخص شافته هنا هو كان معها و اقرب قريب لها لكنه الان ؟ هو غريب و هي غريبة
لبست معطفها الإبيض و اخذت جوالها تلبس سماعاتها و القُبع الصوفي الأبيض اللي شعرها منسدل على اكتافها تحته و خرجت من البركس تحسّ بالرياح الخفيفه و تشوف البركسات فيها اصوات الضحك و البهجه و ابتسمت بإرتخاء تحط يديها بجيوبها و مشت بطريقها تبتعد عن مخيم الرجال و مخيم النساء
توجهت لـ ممر الشجر اللي تكسيه الإناره الصفراء و المنظر الخلّاب اللي حبته من جت لهالمكان
و ابتسمت تمشي على مهلها تتمشى فيه و بإذانها سماعتها ، جاهله اللي كان يراقبها من خرجت من البركس لين وصلت لهالمكان اللي كان وسط اسوار المكان لكنه مكان منعزل بجماله و منظره
مشت بين الأسوار الخشبيه تراقبهم و تتذكر اللحظات الحلوه بحياتها و تهرب أشد الهرب من اللحظات المُرّه ، لجل ماتتعثر و تنهزم
لكنها كل ما حاولت هلكت كل ما قالت بتزين ! تشين اكثر
هزت راسها بالنفي توقف بمنتصف الممر و تبكي تضعف و تنحني تجلس على ركبتينها و تبكي بكت بشكل مؤلم ، بشكل يؤلم حتى عدوّها اللي واقف بين الأشجار و يراقبها
يشهد حزنها بهالليلة اللي نامت فيها عيون الناس ، و بقت الشكوى بعيونها و نزلّتها تهل دموعها اللي مو قادرة تسيطر عليهم
بوسط بكائها و هي حاطه يدها على فمها تبكي و تناظر الأرض اللي ضيّقت عليها كل شيء و هزمتها لهاللحظة هذي اللي انهارت فيها
تقدم خلفها يمد يده و ينطق اسمها بصوته و خشونته:توق
ميّزت صوته تتجمد ملامحها من عرفت إنه جسّار و لفت له تناظر نظراته ، تشوف حزنه بعيونه من حالها و هو ماد كفّه لها
و عضّت على اسنانها تنقهر كيف شافها كيف شاف ضعفها و ارتخاء جسدها ؟ كيف شّهد على دموعها اللي خذلوها بلحظة ضعف و كشفو ستار ضعفها له ؟
ناظرت كفه اليسرى بمخباته و يده اليمنى مادّها لها و نطقت و عينها بعينه رغم ان خدّها كله دموع:انا اطيح و اقوم لحالي يدك هذي رجعها بمخباتك ما أحتاجها
بلعت ريقها توقف و تنفض جسدها عن الثلج المنتثر و تنطق:وإذا حسيت إني بحاجة أستند بـ يد أحد ؟
رفعت كفّها الأيسر:مسكت يدي الثانية يا النقيب السابق
مسحت دموعها تتكتف و تمشي عنه لقدام و هو اللي ناظر لكفّه اللي مادها بدون اي فايده ، و إنه مهما انكسرت الحواجز وحاول يرتخي معها ؟ ترجع تبنيها بيديها و تبتعد عنه و كإنها ماضعفت أمامه و كإنها ماكانت طايحه أمامه و محتاجه فعلًا ليدّ تستند عليها و روح تحتويها
رجع يده لمخباته و تذكر كلمتها و بسرعه طلع يده و مشى خلفها لين صار جمبها و لاحظت وجوده معها و نطقت:جاي وراي ليه ؟
جسّار:مدري
توق:ملقوف ؟
جسّار:يمكن ، تعرفين الحُب اللي مرّه وحده !
لفت له تسمع كلمته و ارتخت ملامحها من تذكرت اتفاقيتهم و كمل كلامه:دايم يكون شرّ و لإنه شر لازم يكون ملقوف
توق تنهدت تشد على تكتفّها و تناظر للطريق و الممر اللي مشت و هو جمبها و مافيه إلا صوت الرياح اللي يتردد بمسامعهم و خطاويهم المتساويه ، نزّل انظارها و هي متكتفه لرجولها و لفت تشوف رجوله بجانبها و خطواته معها و كإنه يحلف يمين ماتخطي خطوه بحياتها و ما تمر ممر إلا و رجله برجلها ، لو إنه عدوّها
نفخ بالهواء يشوف البُخار اللي خرج من فمه و التفت لها و نطقت:لاتنتظر مني أرد لك جميلك و انزل معطفي أدفيك فيه
ضحك جسّار:خلق و فرق ، رميت جكيتي يوم شفتك ترتعشين من البرد
لفت تناظر إحمرار كفوفه من شدّة البرد و نطقت:شفت الفرق ؟ أنا فايتر عدواني
ابتسمت لوهله من تذكرت الإسم و نطق جسّار:عدواني شرّاني و جليد قاسي
ابتسمت تمسك غصن الشجره اللي فيه ثلج و نطقت:ابرد من هذا الثلج ، و أقسى منه
كملت تمشي جمبه و نطق:بس الجليد يجيه من يطفيّه و من يدفيّه ، معطف يدفيك
توق:ايش الخلاصة ؟
جسّار:الخلاصة إني نجم ، و النجم حار ماهو بحاجة معطف يدفيه يكفيه جمرته
توق:بس الجمر ماردّه يصير رماد
جسّار:والجليد ماردّه ينكسر
توق لفت له:بدري عليك
ابتسم بضحكه و لف تتلاشى ابتسامته من سمع صوت عِواء شنار من بعيد و رجف قلبه يوقف و يلتفت خلفه يخمّن مصدر الصوت
لفت توق له:وش فيه ؟
بلع ريقه ينطق:ارجعي للبركس الان
توق عقدت حجاجها:وليه ؟
جسّار لف يرجع و مشت خلفه تشوف تقلّب ملامحه بخوف و مشت بسرعه تمسك ذراعه و توقفه:اكلمك انا
عض على اسنانه جسّار:بروح مشوار و ارجع لاتطلعين من البركس و بس هذا اللي عندي
رفعت حاجبها:كذا يعني ؟ أمر ؟
مشت امامه تسبقه لسيارته و فتحت الباب تركب و تسكره و تتكتف و وصل سيارته يناظرها بالمقعد اللي جانبه و عضّ على اسنانه يتنهد و ركب سيارته:ماتنزلين من السيارة
هزت راسها بالايجاب:بس ليه ؟
