-٢٣- نصفه حلو والآخر مر ♥️✨

149 22 79
                                    

لقد أدركت من خلال تجاربي الحياتية ان اكثر الناس عرضة للأمراض العاطفية هم الاشخاص الذين يمتلكون اصدق احساس في العالم ، لذلك لا تعطي قلبك يوما لمن لا يستحق ، قم بإختبار الشخص الذي يريدك مرة واثنين وعشرة وكل مرة ينجح في الاختبار قم باعطائه قدر ما يستحق حتي تتأكد ان هذا الشخص لن يجرحك قط لماذا ؟! لأنك تستحق ....

وهكذا كان يحاول هو شرح وجهة نظره البسيطة كثيرا من لا يؤخذ كله يترك كله ، لا تكون اختيار من بين الاختيارات المتعددة كن فقط الاختيار الوحيد ولعلك تكون صعب فهذا سيعلي من قيمتك في أعين الناس ولكن هذا ليس معناه ان تكن متكبر ولكن معناه ان تكن شخص يعلم حدود التعامل معه وحدود مشاعره ويعطي بقدر معقول لكي لا يُنهك فيما بعد !

جلس امامها بعدما فعل ما وعدها به وهو ينظر اليها بهدوء وهي تقابله النظرات المتأثرة فهذا ابيها الشخص الوحيد الذي كانت تريد ان تبكي داخل احضانه وليس ان  تبكي منه , الشخص الوحيد الذي كانت تريد الذهاب اليه والشكوي وليس الشخص الذي يكون سبب في هذه الشكوي ، الشخص الوحيد الذي كانت تنتظر منه ان يتقبلها مثلما هي ومثلما تكن لا ينتقدها بل يحثها ان تكن افضل لتهتف بهدوء يخالج طبيعة مشاعرها في هذه اللحظة : دكتور زين بابا قالك اي

ليقترب هو عليها قليلا ويبتسم اليها بهدوء وهو يطمئنها قائلا : تحبي تسمعي منه انتي بنفسك

لتنظر اليه بصدمة وهي غير مستوعبة ما يقول لتومئ اليه بخوف حاوطه هو بعينيه الجميلتين اللتين قامت ببعث اشارات الامان اليها لينظر ناحية الباب وهو ينادي عليه ليدخل ابيها واضعا عينيه ارضا من كثرة الخجل ودموعه تملآن وجنتيه وندمه جلي وظاهر علي ملامحه المرهقة ليقوم زين بالنظر الي والدها بازدراء وهو يقول اليه بجدية : اتفضل اقعد مع بنتك لحد ما اروح اجبلها الاكل واجي

لينظر اليه الاب وهو متألم ويومئ بالايجاب اما هي فكانت تنظر في الفضاء الواسع الذي امامها متذكرة كل الاهانات التي حصلت عليها منه ، كل التنمر الذي كان يكافئ قلبها الصغير به ، كل الضرب والقذف التي كانت تناله مِن مَن ؟! من ابيها !

ليتركهم زين وينظر اليها نظرة ألم علي حالها فهو كرجل لم يتحمل ما تعرض اليه فلن يترك توأمته تتعرض لهذا ابدا فمن منا قد يقابل شخص ما يمتلك نفس الوجع فهو قد اعتبر ان الله قد جمعهم لكي يتشافوا ببعضهم البعض وهو قد تيقن انه ايضا محتاج الي الشفاء ولكن الي شفاء الروح !

كانت دقات الساعة هي الصوت الوحيد في هذه الغرفة الصامتة ليتنحنح هو بعد قليل ويقول اليها بقلب منفطر وخجل ايضا : عاملة اي يا رهف يا بنتي

لتنظر اليه بألم وتعاود النظر الي الهالة الفارغة التي تنظر اليها حينما تتأثر لتجيبه بهدوء يعاكس طبيعة مشاعرها الصاخبة والصارخة في هذه اللحظة : كويسة

♥️ رواية " روح " ♥️Where stories live. Discover now