الفصل السابع والثلاثون : من نحن ؟

191 14 226
                                    

العملاق المهاجم : فجر إمبر

ظلامٌ دامس ، وسوادٌ شديد ، لدرجةِ أنّه لا يمكنُ رؤيةُ أيِّ شيءٍ على الإطلاق باستثناءِ هذه الظلمة اللامتناهية ، ويمكنُنا أن ندعو هذه الحالة أو هذا المكان بالفراغ !

ثمَّ فجأةً ظهرت ستُّ نجومَ متألقاتٍ في السماء ، وبعدها تبعَها ظهورُ باقي نجومِ السماء .

إحساسٌ بالرمالِ المتواجدةِ على الأرضِ في كلِّ مكان ، وبحبّاتِ الرمال التي انسلّت عبرَ جسدِ الفتاة .

فتحت الفتاة عينيها ببطؤ ووجدَت نفسَها في هذه الصحراء الغريبة ، وهذه الفتاة بالطبعِ هي إمبر واغنر ...

نظرت إمبر إلى الفراغِ حولَها باستغراب ، إذ أنَّ مجيئها إلى الفراغِ تلقائيّاً هو أمرٌ لا يحصلُ في العادة ، إلّا لو ...

ثمَّ نهضت إمبر عن الأرض بدونِ مصاعب في ذلك ، ونظرت إلى يديها بريبة ، وبعدها أدركت أنّها لم تعد تشعرُ بالألمِ والإنهاك نتيجةَ استعمالها قوّةَ هايبيريون ، نظرت إمبر إلى يديها لبعضِ الوقت ، ثمَّ غيّرت أنظارها إلى الأرجاءِ حولَها ، لكنّها لم ترَ شيئاً إلّا رمالاً ممتدّة إلى الأفقِ البعيد .

إمبر : ...

فكّرت إمبر قليلاً ثمَّ قررت أمراً ما ، وبعدها اختارت اتجاهاً عشوائيّاً بدون سببٍ معيّن وبدأت بالمشيِ باتّجاهه ، وما هي إلّا دقائقُ معدوداتٌ منَ المشيِ حتّى وصلت إلى شيءٍ معيّن !

حيثُ أنّها وجدت ذلكَ المقعدَ الحجري الذي اعتادَت أن تجدَه فارغاً لكنّه هذه المرّة ليسَ كذلك ! حيثُ أنّه يوجدُ هناكَ شخصٌ ما جالسٌ عليه ؛ وهو شابٌّ يبدو في حوالي العشرين من عمره ويرتدي ملابساً بسيطة ومعطفاً أسودَ خفيفاً وشعرُه بني غامق طويل يصلُ إلى أكتافه ، ووجه الشاب غير واضح حيثُ أنّه متّكئٌ على يدِه وينظرُ إلى الأسفل ووجهه مظلمٌ ولا يمكنُ معرفةُ ما هي تعابير وجهه ، وهذا الشابُ هو ...

إمبر : إيرين !

لكن بقي إيرين متّكئاً على المقعد بصمت وبدونِ أي إجابة أو ردّةِ فعلٍ على الإطلاق ، نظرت إمبر إليه للحظات ثمَّ خفضت وجهها إلى الأسفل وأصبحت تفكّر ، ثمَّ بعد التفكير لبعض الوقت نظرت لإيرين من جديد.

إمبر : الآن لقد فهمتُ ، فهمت كلَّ ما كنتَ تقصدُه ، لقد كان لديكَ بعدُ نظر ، ويبدو أنّكَ قادرٌ على رؤيةِ المستقبل بالفعل ، لقد أردتَ أن نغيّرَ العالم مع أقلِّ عددٍ ممكنٍ من الأموات لكنّني لم أكن قادرةً على فهمِ وتصديقِ ذلك ، لذلك تمرّدتُ عليك ، والآن بعدَ سنتين من البحث والضياع لم أتمكّن من الوصولِ لأيِّ شيء بل لقد تسببتُ في موتِ الكثيرِ من الأبرياء بسببِ تهوّري ، لذلكَ أنا هنا أقفُ أمامكَ وأريدُ أن أقول لك ؛ أنا آسفة ! وأتمنّى أن تعطيني فرصةً أخرى !

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: May 12 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

العملاق المهاجم : فجر إمبر Where stories live. Discover now