الفصل الثالث : من أنت ؟

1.5K 313 323
                                    

تنظرُ ريبيكا إلى ملابس والدتها التي أزالتها قبلَ إلتهامها ، تحدّقُ فيها بحزن ثمَّ تحملُ وشاحَ والدتِها الذي كانت ترتديه بكثرة وتلفُّه حول رقبتها ...

_تجلس ريبيكا عند قبري والدتها وأخيها وتنظر إليهما بصمت وتدركُ بأنّها قد أصبحت وحدها من الآن فصاعداً ...

ثم تذهبُ إلى عدّةِ أماكن اعتادت هي وعائلتها أن يذهبوا إليها جميعا...

‏تمرُّ من نهرٍ صغير وتتأمّلُ فيه قليلاً وترى خيالها هي وأخوها جيم وهما يلعبان عنده ويرشقانِ بعضَهما بالماء ويحاولان إمساكَ بعض الأسماكِ المتواجدةِ فيه ولا ينجحان في ذلك .

ريبيكا : ...

ثمَّ تمرُّ من حفرةٍ وتنظرُ داخلها وترى صندوقاً عملاقاً أو غرفةً خشبيّة موجودة داخلها ، تنظرُ إليه وتتذكر كيفَ أنَّ والدها كانَ ينزلُ إلى الأسفل بحبل ويخرجُ بعض الطعام المخزّنِ فيه ويصعدُ إلى الأعلى وريبيكا الطفلة تفرحُ بذلك كثيراً وتعانقُ والدها بسعادة .

ريبيكا : ...

‏ ثمَّ تمرُّ ريبيكا على جذعِ شجرةٍ مقطوع قديم وتتذكرُ والدتها عندما كانت جالسةً عليه وتحيكُ حقيبة ظهر ريبيكا ...

‏ريبيكا :

‏ثمَّ تعود ريبيكا إلى بيت الشجرة وتتذكر كلمات والدتها الأخيرة أثناء ذلك ؛ "هذا العالمُ قاسٍ لكنهُ كبيرٌ وشاسع في نفس الوقت ... لذلكَ أريدُ منكِ أن تغادري هذه الجزيرة وأن تستكشفيه، جدي أشخاص يحبّونك ويهتمون لأمرك ، جدي الفردوس الخاصَ بك ! ومهما حصل، أفعلي دائماً الشيء الذي تشعرين أنهُ صواب، فأنا أثقُ بخياراتك !"

‏تصلُ إلى منزلِ الشجرةِ على شكلِ عملاق وتفتحُ مدخلاً مخبئاً موجوداً في الشجرة ، وتذكرُ كلامَ والدتها ؛ " أريدك أن تُخرجي الصندوق الموجود في الغرفة السرّية التي صنعناها ، وهناك ستجدين حقيبة سوداء اسطوانية فيها أشياء في غاية الأهمية، أبوكِ هو الوحيد القادر على فتحها، جديه وأعطيه إياها وقد يكون ذلك كفيلاً بإنقاذكما كليكما ! " تفتح ريبيكا الصندوق وتخرج الحقيبة السوداء الأسطوانية منه بالفعل ...

.
.
.
.

وبعدها تبقى ريبيكا وحيدة دون فعل أي شيء لأيّام، ثم في أحد الأيام تذهب إلى بيتهم القديم المحترق، وتحاول صنعَ كعكةِ مارثا بما تبقى من أدواتٍ بالمطبخ.

تنهي ريبيكا صنعَ الكعكة وتضعُها على الطاولةِ التي صنعها والدُها وتُشعلُ عليها إحدى الشمعات التي وجدتها على الأرض ، تنظرُ إلى الكعكة وإلى رقمِ 14 عليها ...

ثمَّ تتذكرُ عندما كان الرقم 11 وكان الأربعة مجتمعين جميعهم وسعيدين على المائدة ، وبعدها تنفخُ على الشمعةِ وتبدأُ بتناولِ الكعكة، تشعرُ بطعمها المريع ولكنها تواصل تناولها لسببٍ ما لا تعرفه، تنتهي منها ثمَّ تحني رأسها إلى الأسفل وتبقى جالسةً وملامحُها لا تُبدي أيَّ شيءٍ عن الإطلاق ...

العملاق المهاجم : فجر إمبر Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz