🀄الفَصل الرَابع 🀄 : النُقطة المُفِيضة

137 17 14
                                    

تسلَح برادئه الأسود الرثِيث، تنسَدل القُبعة على وجهه فلاَ تظهر إلا شفتَاه ، يخطو بخطَواتِ سريعَة و هَادئة في آن وَاحد ، يَصبو في تِلك الغابة المُوحشة ،وتختَلِج فيهَا نوعَا من البُرود القَارس وظُلمتها المُبهتة ، ترامَت بعض الأوراق مِن الأغصَان كجنَازات مدمية ، هِيبة الأشجَار الطَويلة والوَاسعة تبعث فِي نفس بعضَ الحشحشَة التِي تجعلُك ترقَبُ خلفك في كُل لحَظة تخطو فِيها ، وَصل إلى المكَان المنشُود ، رمَى ما غطَى وجهه للخَلف وقَابلتهُ فراسةُ عُيون بَاقر لتفحص الضَيف ، تقَدم إليه وأزاح الخنجَر من خَصره و منَحه لبَاقر.

البَدوي:" هل الجَمعُ هُنا ..؟"
نَاوله الخنجر ، وهز رأسهُ في تأكيد إجابتهِ
بَاقر:" نَعم ، إنّهم ينتَظرونك"

إلتفت نَحو شجرة عَريقة ، تمَطى نحو فَوهة ضيقَة ونزَل في درج طِيني حيث تكتسي مشَاعل النَار رُكنا
للإنَارة ، دَلف نحو غُرفة كَان الجمعُ فيهَا حاضراً ، أقبل إليه الجميع لبلوغ تحية السلَام، تربعَ الجميع في المجلس وبدا الحَديث في همهمة بداياته .

البَدوي:" لقَد كلفنِي الإنتظَارُ عُمرا فقط لإنتِظار هذا اليَوم .."

......¹:" لقَد وصل إِلينَا الخَبر مُتأخرا ، لقد وجَدوا جُند قُربص رجلٌ مرميٌ في يَابسة جُرم ، يقَال أنّه يبلغ ما بين العشرينيَات ، قَوي البُنية مُعوج الأنف ، و طَويل الخِلقة "

حَك البَدوي لحيته في شبه حركَة أطرقَ فِيها تفكيرا ، واصل رجَل ثان إسترسَال الحَديث.

.......²:" لقَد قُبض عَليه ، أنتُم تعلمون ، لا تحتَمل قُربص معركة جَديدة في سَبيل تخطِي الحدود هُناك ، وأظنّهم سيسعَون لقَتله "
ردَ البدوي على منظوُر المُلقي السَابق.

البَدوي:" وإنّ تمَ إعتقَاله فهذا خيرُ له ، مِن الجَيد أن الأغَاسرة قَد غادروا قبل وجوده هُناك ، وإلا فَإنّه صَار مِنهم "

......³:" حَاكم قُربص رجل فَاسد ولن يكرس عَناء مُحاكمتِه إلا بالقَتل..!"

......²:" عَلينا أن نتدَخل ، ولكِن أخشى أنّ يفهم الحَاكم ما نرجُوه فيعَجل لإعدَامه "

البَدوي:" سنشتَريه كعَبد إذا ..! "
أطرق الجَميع في دَهشة لجرَائة هذا الإقترَاح.
......¹:" لا أحَد مِنا مؤهَلُ لفِعل ذلك ؟ ، ولاسِيما أنت ، طبقَاتنا تُوحي أن الأمر مشكُوك فِيه يا بدَوي "
أردَف البدَوي بعد أن أعطى للأمرِ وقتا في تفكِير.

البَدوي:" التَاجر اليهُودي الذِي يستَولي عَلى أرَاضي قُربص الزراعية ، لاحَظت أنّ عُملائه غَير كَافون ، سأجَوب نحوه اليَوم وأفرِشُ عَليه عرضا لا أظنّهُ سيرفضُه ، ومِن ثَم يبقى تحت أعيننا "

......٢: " عَلينا أنّ نهَرع إذاً ، وهَذا لا يُمجد أننَا في أمَان يا سَادة ، تُرى مَا إسمُه "

JISQAT 🀄Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon