'الحيزبونة'

55 10 3
                                    


كانت تلك إحدى المرات التي زارت فيها هيميكو طوكيو في نهاية أحد الأسابيع. هذه المرة استقبلها رينغوكو عند مدخل المدينة ، إذ توجه إلى هناك لينتظرها مباشرة بعد شروق الشمس. لكن في الطريق استأذنها لشراء بعض الحلويات من أجل سينجيرو ، لأنه يريد أن يسعده و في الوقت ذاته لا يريد أن يتعبها . قبل أن تعترض هي فكرت في أن تجرب أن تتفهم بدلا من إصدار الأحكام السريعة ، لكنها رافقته إلى متجر الحلوى ذاك على كل حال.

أعلن رنين جرس الباب على دخولهما إلى المتجر ، و تبادرت موجة من الروائح الحلوة إليهما، كان المتجر لوحة من الألوان و الحلويات الرفيعة، حيث يمثل كل منها تحفة فنية من فنون الطهي. أضاءت عيون رينغوكو بإعجاب طفولي وهو ينظر إلى العرض الملون للموتشي والحلويات الأخرى خلف الواجهة الزجاجية، ثم شرع ينتقي الأصناف التي يريد منها.

راقبته هيميكو بابتسامة لطيفة، و كادت تضحك من حماسه لكل شيء تقريبا . على الرغم من ثقل واجباتهما كهاشيرا، كانت لحظات مثل هذه ثمينة بالنسبة لها. لكن ابتسامتها سقطت عندما لاحظت فتاة المبيعات وعيناها مثبتتان على رينغوكو، كانت هي نفس الفتاة التي رمقتها بتلك النظرة المحتقرة سابقا.

أدركت هيميكو ببصيرتها مشاعر تلك الفتاة من جديد و اندلع وميض من الإنزعاج بداخلها عندما لاحظت التحولات الدقيقة في روح الفتاة، و على الفور تكدر مزاجها. لكنها قاومت لتتحكم في غيرتها لكي لا تفسد يومها بسبب حدث كذلك ، لاسيما أنه اليوم الذي ستقضيه مع زوجها و لن تحظى بمثله إلا بعد أسبوع آخر.

شدت  هيميكو قبضتيها في غضب عندما تجرأت الفتاة على مد يدها للمس ذراع رينغوكو. لكنه ما إن شعر بنيتها تلك حتى تراجع بلطف متفاديا يدها بالكامل. كان انزعاجه واضحا ، حتى أن ابتسامته قد اختفت . تبسمت هيميكو بفخر لولاء زوجها الذي لا يتزعزع، و لكن تحت السطح، اندلعت داخلها عاصفة من العواطف.

لكن هيميكو قررت أنها هذه المرة ستتصرف، هذه المرة هي تملك الشرعية للرد على تلك الفتاة ، و ليس مثل المرة الماضية . اقتربت هاشيرا النار من رينغوكو الذي كان يحاسب 'الساحرة الشريرة' ليغادرا و قالت بلطف :" هل انتهيت بعد؟ لقد كلفت على نفسك فقط ، كان بإمكاني أن أصنع لك موتشي في المنزل" .

نظرت إليها الفتاة و قالت :" كيف أساعدك يا آنسة؟" ، قهقهت هيميكو بطريقة تكاد تكون ساخرة و قالت :" آنسة؟ أنا لست بآنسة. أنا السيدة رينغوكو" ، و قال هاشيرا اللهب بافتخار :" صحيح! هذه زوجتي" . تابعت هيميكو :" و أنا ايضا سيافة"، ثم لمعت عيناها بومض غريب .

اضطربت الفتاة قليلا لكنها حاسبتهما دون أن تظهر شيئا. قالت له هيميكو:" لم لا تذهب قبلي ؟ أريد أن ألقي نظرة على بعض الحلويات و سوف آتي"، عندما غادر توجهت هيميكو إلى الفتاة و همست لها:" عادة أنا لا ألقي مثل هذه التهديدات و لكن..... إذا أردت أن تخسري تلك اليد ، المسيه مجددا " .

ثم غادرت دون أن تلقي نظرة أخرى إليها.

مواقف عائلية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن