15_مجزرة حارة العطار

Start from the beginning
                                    

ابتسم الآخر بقلة حيلة وأغمض عينيه مُستسلمًا للنوم في عناقهِ وقد أقتبس الأمان منه ومن تواجده بجوارهِ وللأسف بدأ مفعول الدواء يسري في جسدهِ ليسيطر عليه وقد أنتظر أخوه بقربه ثم أبعده برفقٍ ووضعه على الفراش ثم دثره جيدًا بعدما أطمئن عليه ثم أغلق الأضواء وخرج من الغرفة فوجد "ضُـحى" في وجههِ والقلق بدا واضحًا على وجهها فطمئنها هو بقولهِ:

_بقى كويس متقلقيش نفسك، عاوزك بس الفترة دي لو ينفع إنك تخلي بالك منه ودا هيفرق مع نفسيته، وعلى فكرة أنا ماكنتش بطيقك وحاسك رافعة مناخيرك عليه، أنا آسف يعني طلعت ظالمك وطلعتي بنت أصول، تشكري يا عروسة. 

رفعت أحد حاجبيها ترمقه بسخطٍ ثم هتفت بسخريةٍ ردًا عليه وهي تقلد طريقته والغريب أنها لم تخشى ما فعلته: 

_يعني أنا اللي كنت قبلاك يعني؟ بصراحة كنت مقلقة منك وفكراك مخليه تابع ليك علشان تفرض سيطرتك عليه وتاكل حقه في الدنيا، بس طلعت برضه ظلماك وشايفة إنك بتعتبره ابنك مش بس أخوك، يعني مش هتاكل حقه ولا حاجة وتاكل أي حد علشانه. 

مازحته بحديثها لكي تشاكسه فيما تحكم هو في ضحكته ثم أمسك رسغه بكفهِ الآخر وهتف بثباتٍ خالطته الضحكة المكتومة: 

_يمين بالله لو فيه حاجة هاكلها يبقى في موقف تاني لو حد غيرك كنت هاكلك قلم على وشك قلم!!  بس لولا إنك ست وبقيتي مننا سماح، وهفتح صفحة جديدة معاكِ يا مرات الغالي، فيما بعد إن شاء الله. 

_قصدك قريب أوي إن شاء الله. 

عدلت حديثه بجملتها فيما رفع هو حاجبيه بذهولٍ منها ومن صدمته في طريقتها وكأنها تتحداه، وقد ضحك هو ساخرًا وعلم أن بائس مثل شقيقه يحتاج لهذه التي تشبه شعلة الحياة، تناقضه في كل شيءٍ وتُكمله في كل شيءٍ، لكنه لم ينكر أنه أطمئن على شقيقه مع تلك المُهرة المشاغبة التي تتدلل على فارسها ورغم ذلك تُكن له كل الوفاء. 

____________________________________

      <"تم كشف الحقائق، عليك أن تختار الفرق">

أدى الطبيب مهمته في الكشف على "نـادر" وإعطائه الأدوية المتناسبة مع صحتهِ وحالته وقد رحل بعدما أتت الممرضة التي ستتولى مهمة رعايته والإهتمام به وأعطاها هو التعليمات الخاصة بحركتهِ تلك الفترة حتى يخضع لجلسات العلاج الطبيعي أو ربما يتم استبداله بالعلاج الفيزيائي على حسب تطور الحالة. 

وقد جلس "نـادر" في إنتظار التبريرات والفهم لما يدور حوله حتى ألتفوا حوله بأكملهم فسألهم هو مندفعًا بفارغ صبرهِ وتحمله لكل ما يصير من أمورٍ مُغايرة لواقعه: 

_أظن على الأقل من حقي أفهم، أنا هنا بعمل إيه؟ وليه مش في المستشفى ومين أنتم؟ إيه اللي بيحصلي دا؟ حد يرحمني ويقولي أي حاجة، ومين الدكاترة والممرضين دول؟ يا إما أقسم بالله أمشي، مش هيفرق معايا حالتي أو زفت بس أكيد مش هفضل تايه كدا. 

غَـــوثِـهِـمْ &quot;يا صبر أيوب&quot; الجزء التانيWhere stories live. Discover now